المالك .. أنقذني من ' سلبية ' القراء في مقال ' إجازة ' ؟!
لا يمكن لأي صحيفة يومية أو مجلة اسبوعية أن تخلو من آرائهم، ومواقفهم التي هي بمثابة القوت اليومي للقارئ الباحث عما وراء الخبر . يستمدون أوجاع أقلامهم من مواجع وهموم الناس، ويستخرجون بنات أفكارهم من واقع مجتمعهم، انهم باختصار كتاب الزوايا الصحفية في صحافتنا ومجلاتنا المحلية، فيشكلون بآرائهم ما يفيض به سطح المجتمع وقاعه من قضايا ومشاكل وهموم وشجون الناس إلى مادة إعلامية عبر ثنايا اسطر زواياهم وأعمدتهم الصحفية، هدفهم من وراء ذلك النقد الهادف البناء المعبر عن المصلحة العامة والمنطلق من الضمير المهني والإحساس الوطني، ولا يعني هذا انهم منزهون عن الخطأ ومعصومون عن الوقوع في سوء التقدير الناتج عن نقص معلومة وتناقضها، فجل ممن لا يخطئ وهم في النهاية بشر . طرحنا جملة من الأسئلة على بعض هؤلاء الكتاب الذين تسعد (آخر الأسبوع) وعبر صفحة (إعلام) باستضافتهم بواقع كاتب أو كاتبة كل أسبوع . وضيف هذا الأسبوع الكاتب الصحفي المعروف بدر بن سعود كاتب زاوية (ثم ماذا ) في الزميلة الجزيرة ... بدايات@ كيف بدأت علاقتك مع الكتابة الصحفية ؟ ـ لابد وان اذكر هنا أن اتصالي بالفضاء الصحافي بدأ قبل ممارسة الكتابة الصحافية حيث كانت قصائد الشعر الشعبي قبل 17 عاماً هي النافذة الإعلامية الأولى لي ثم انتقلت إلى ميدان الشعر الفصيح والكتابة الأدبية تحت اسم مستعار فالإشراف على إعداد وتحرير صفحة متخصصة لعدة سنوات مارست خلالها العمل الصحافي الميداني وأدرت ندوات ضمت نخبة من المختصين والأخيرة أسهمت بشكل كبير في تكوين شخصيتي الكتابية إضافة إلى قراءتي لأمهات الكتب وبعض القصص والروايات والدواوين الشعرية والدراسات المتخصصة ولا أنسى طبعا المتابعة اليومية للأخبار كل صباح .. وهو ما أدى بالتالي إلى التفكير في دعم الخبرة العملية بالخبرة الأكاديمية العالية، وأقوم حاليا بمواصلة دراستي الإعلامية العاليه لتحقيق هذه الفكرة .. نشر@ أين ومتى نشرت أول مقالة لك ؟ ـ في جريدة الجزيرة نهاية العام 1992م تذكر@ هل تتذكر موضوعها ؟ ـ لا لا أتذكر بالتحديد .. ولا أظن أن التذكر مفيد في هذه الحالة ! ثم ماذا@ لماذا زاوية (ثم ماذا) ؟ ـ قالها الفيلسوف ديوجين للاسكندر المقدوني في موقف ووجدت أن فيها رؤية تناسب إلى حد ما موضوعات الزاوية .. البعض يعتقد أنها سفسطائية ولكني أراها مفردة عميقة جداً ومشاغبة يأسرها الجدل وتحيط بها نتوءات الاستفهام . لمن ولماذا ؟@ لمن تكتب ولماذا ؟ ـ اكتب لمن يقرأ .. ولأشبع غرور الكتابة في نفسي واعبر عن رأيي ورأي الآخرين فيما يرون وارى .. قضية وصدى@ هل هناك قضية طرحتها في زاويتك أحدثت صدى أو أثارت ردود فعل معينة ؟ ـ توجد أكثر من قضية كـ 50% وهي ملاحظات على البلديات ومقال آخر في الأمن وثالث عن أوضاع الصحافة والصحافيين السعوديين ورابع تناولت فيه موضوع الحفلات الشيطانية بمدينة جدة.. أما الأصداء وردود الفعل فقد كانت سلبية في مجملها باستثناء مقال الصحافة والصحافيين الذي نال اهتماماً واستحساناً لم أكن أتوقعه شخصياً بل ولم أتوقع أن يجاز المقال أصلاً.. وهذه نقطة مضيئة تضاف لسجل الأستاذ خالد المالك الكبير الذي نشر المقال في جريدته " الجزيرة".كتاب الفرص@ هناك فئة معينة من كتاب الزوايا يحولون المساحة المخصصة لهم إلى فرصة لتصفية الحساب مع آخرين وتحقيق مكاسب شخصية ما رأيك في هذا النوع من الكتاب؟ ـ اتهمت بهذا للأسف فكثير من الكتاب يتفاعل مع القضية التي يكتب عنها لدرجة تشعر الآخرين بأنه صاحب مصلحة أو هدف مما يكتب.. وهم بذلك لا يستوعبون هم الكتابة الاجتماعية ورغبة الكاتب في إصلاح الذي لن يستفيد منه بصورة مباشرة، ولكن ما قيل لا يلغي بالتأكيد وجود فئة تلجأ لهذا الأسلوب الرخيص ولعلك تعرف بعضهم. كاتب ناجح@ من هو كاتب الزاوية الناجح بنظرك؟ ومتى تتحول الزاوية عن مسارها الصحيح؟ ـ الكاتب الناجح يأخذ بالموضوعية والواقعية والحياد عند طرحه لموضوعه وتتحول الزاوية عن مسارها الصحيح بمجرد دخولها في دوامة العاطفة والمصالح الشخصية. حرص ومتابعة@ أي من كتاب الزوايا السعوديين الذين تحرص على متابعة كتاباتهم؟ ـ يعجبني جداً: تركي الحمد، عبد الرحمن الراشد، خالد الدخيل، عبد الله بن بخيت، مشعل السديري، داود الشريان، سعد الدوسري،عبد الله الفوزان، وفاء كريدية، هتون الفاسي، جهير المساعد، ندى الطاسان، فوزية أبو خالد.. قراء@ من هم قراؤك حسب وجهة نظرك؟ ـ أحاول دائماً الكتابة بلغة بسيطة لا تتحدى القارئ، وأظن أن كتاباتي ليست مصنفة لشريحة معينة من القراء، ففيها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي، أي أنها تخاطب كل الاهتمامات دون استثناء،والتنويع إجمالاً ضروري حتى لا يمل القارئ ويشعر بالتشويق ولذة المفاجأة.. أثر وتجاوب@ إلى أي مدى تجد أثر تجاوب القراء مع ما تكتبه؟ ـ أحياناً يكون التجاوب فوق ما أتصور وفي بعض الأوقات لا يأتي حتى تعقيب واحد، فالمسألة نسبية كما تعلم،وتتقاطع معها أمور كثيرة، كالطريقة التي تمت بها معالجة الموضوع، التوقيت ودرجة الحساسية، وهل فيها استفزاز يحرك القاري للمشاركة أم لا، ثم أن معيار الأهمية متذبذب ولا يقف بجوار الكاتب دائماً. ردة فعل@ ما هي ردة فعلك في حال رفض نشر زاويتك من قبل جهاز تحرير المطبوعة التي تكتب فيها؟ ـ حدث هذا أكثر من مرة وهو شعور مؤلم ومستفز ولكني حاولت ترويضه في الفترة الأخيرة ونجحت في تجربتين مما يعني أن هناك أمل.. ودعني أسألك أنت هنا: ما هو شعورك تجاه من يمنع عنك الهواء الذي تتنفس؟.. قضية كل صاحب قلم@ ما القضية التي يجب على كل صاحب قلم أن يتناولها في الوقت الحاضر في رأيك؟ ـ ليست قضية واحدة بل أربعة قضايا: البطالة، الفساد، المرأة، غلاء الأسعار. مراحل@ ما هي المراحل التي تمر بها كتابة الزاوية قبل النشر بالنسبة لكم؟ ـ هذا سؤال محرج وأنا لي طقوس خاصة في الكتابة لن أبوح بها مهما حاولت ولكي أقرب لك الإجابة هي تشبه إلى حد بعيد خلطة "كنتاكي" السرية!!.. هاجس الماديات@ القضايا المادية هل تمثل هاجساً بالنسبة لكتاب الزوايا السعوديين؟ ـ بعض الكتاب يعيش من كتابة الزوايا هنا وهناك،ولو تأملت الأوضاع المالية للكتاب السعوديين ستجدها ضعيفة غالباً، وهذا يجيب على سؤالك، أما بالنسبة للمقتدرين إذا كان ذلك ما تقصد، فالمكافأة لها دورها كذلك وتشعر الكاتب بأهميته عند المطبوعة التي يكتب فيها.. هامش الحرية@ هل ترى فرقا في هامش الحرية في الكتابة عما كان عليه في السابق؟ ـ مقارنة بالسابق نعم ولكن هذا الهامش غير مستقر، بمعنى أنه يرتفع في بعض الحالات وينخفض في حالات أخرى.. وتلك مسألة مقلقة لها علاقة بسلطة الرقيب داخل الجريدة؟، وما يتخذه الرقيب الحكومي بعد الطبع، رغم أن الحرية الصحافية كما نعلم لا تقبل التجزئة أو أنصاف الحلول.. الزاوية التسطيح@ الا تعتقد أن الالتزام بزاوية يومية يؤدي إلى التسطيح في تناول القضايا؟ ـ اتفق تماماً معك.. فالكتابة اليومية تستهلك الكاتب وتستنفذ مخزونة المعرفي دون أن تعطيه فرصة لإعادة التخزين،وهو ما يصل به إلى مرحلة يكرر فيها نفسه بطريقة إنشائية مسطحة أو قائمة على القص واللزق.