مجمع الفقه الإسلامي: تفجير المنشآت والمساكن وخطف الطائرات من كبائر الذنوب
اختتم مجمع الفقه الاسلامى برابطة العالم الاسلامي أمس اعمال دورته السابعة عشرة التى عقدها بمقر الامانة العامة لرابطة العالم الاسلامى بمكة المكرمة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز واستمرت خمسة ايام.وقد خصصت الجلسة الختامية لتلاوة القرارات التى اتخذها المجمع خلال هذه الدورة حيث اهتم اصحاب الفضيلة العلماء و الفقهاء اعضاء المجمع الذين يمثلون الامة الاسلامية بكلمة خادم الحرمين الشريفين التى وجهها اليهم فى افتتاح الدورة وعدوها دستورا لمرحلة جديدة من العمل الاسلامى الذى يقوم على التخطيط العلمى ودعوا الامانة العامة لرابطة العالم الاسلامى لايجاد استراتيجية جديدة لعمل عالمى اسلامى وفق المنظور الذى تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين. وقد صدر فى ختام اعمال الدورة عدد من القرارات حيث تناول القرار الاول موضوع وسائل معالجة الفكر المنحرف وتوصل المجمع الى اعتبار كلمة خادم الحرمين الشريفين وثيقة من وثائق الدورة ورفعوا شكرهم وتقديرهم له حفظه الله على اهتمامه بأعمال المجمع وبشؤون المسلمين وأن الانحراف ووقوع حوادث ارهابية من بعض المسلمين راجع فى معظمه الى الجهل بأحكام الشريعة الاسلامية واستغلال ذلك فى تجنيد عدد من شباب الامة ضمن عصابات البغى والاجرام والافساد فى الارض انطلاقا من مفاهيم استحلت تكفير المسلمين واستباحت دماءهم وضعف العلاقة بين العلماء الثقات وبعض الشباب الذين لم يجدوا الرعاية والعناية التربوية الكافية فانساقوا مع الغلاة من الناس واتخذوا من الفكر المنحرف منهاجا وتعدد مظاهر الانحراف عن دين الله وخاصة فى بعض وسائل الاعلام مما أحدث فى نفوس البعض ردة فعل جعلتهم يغالون فى التفكير ويجنحون عن الاسلام وعما تضمنه من الحث على الود والمحبة والتواصل والتعاون والتسامح والرأفة والرحمة بين المسلمين. ولاحظ المجمع أن سلوك هذه الفئة من الناس وما قامت به من أعمال وجرائم إرهابية أسهم فى تشويه صورة الاسلام فى المجتمعات الاخرى وقد زاد فى انتشار الصورة المغلوطة عن الاسلام جهود حثيثة بذلتها مؤسسات معادية للنيل من الاسلام وأهله مستفيدة من ضعف جهود المسلمين فى نشر الاسلام والدفاع عنه. ورغبة من المجمع فى معالجة هذا التحدى واستجابة من أعضائه لدعوة معالى الامين العام لرابطة العالم الاسلامى للبحث عن وسائل عملية لمواجهته فان المجمع يقرر حث رابطة العالم الاسلامى الإسراع فى تكوين ملتقى العلماء الذى أيده خادم الحرمين الشريفين فى خطابه للمجمع وحسب قرار المؤتمر الاسلامى العام الرابع الذى عقدته الرابطة واعداد برنامج مناسب لأعماله وأهدافه فى معالجة القضايا والنوازل التى تحل بالمسلمين. وحث الرابطة على الاسراع فى تأسيس الهيئة العالمية للتنسيق بين المنظمات الاسلامية الكبرى ووضع النظم الخاصة بها وفق ما قرره المؤتمر الاسلامى كذلك وعقد مجموعة من الندوات المتخصصة فى التحديات التى تواجه الامة الاسلامية فى المناطق التى تزداد الحاجة اليها فى العالم الاسلامى وأماكن الاقليات المسلمة مما يسهم فى معالجة التحديات الداخلية والخارجية ودعوة الحكومات الاسلامية الى الاهتمام بتطبيق أحكام الاسلام فى حياة شعوبهم. كما حث وسائل الاعلام الاسلامية على التقيد بالسمت الاسلامى فيما تعرضه أو تنشره والبعد عن عرض ما يخدش حياء المسلم ويثير الفتن بين المسلمين أو يكون سببا فى الغلو ورد الفعل لدى الشباب ومطالبتها بالاسهام فى معالجة التحديات التى تواجه الامة ودعوة علماء الامة لتقوية الصلة مع الشباب والناشئة من أبناء المسلمين وتفقيههم بما يلزمهم من أمور الدين دونما افراط أو تفريط وكذلك دعوة وزارات التعليم فى مختلف البلدان الاسلامية لتضمين مناهج التعليم ما يربط الطلبة بأحكام الاسلام الصحيحة والتى تنبذ الفكر المنحرف والتطرف والغلو فى الدين ودعوة مجامع الفقه والكليات الشرعية للتعاون فى تيسير ما يحتاج اليه أبناء المسلمين من الفقه الاسلامى بغية تحصينهم من الشذوذ الفكرى والانحراف السلوكى والثقافى. وطالب المجمع علماء الامة باعداد البحوث والدراسات التى تعالج الفكر المنحرف والغلو فى الدين ودعوة الامانة العامة لرابطة العالم الاسلامى للاسهام فى تكليف عدد من الباحثين المتخصصين لانجاز البحوث المطلوبة ودعوة المثقفين المسلمين الى المشاركة فى البرامج الاعلامية التى تسهم فى معالجة مشكلات الشباب فى الثقافة والفكر وغير ذلك ولاسيما برامج الحوار التى تهدف الى ابعاد فكر الغلو والانحراف عن المجتمع. كما صدر عن مجمع الفقه الاسلامى بيان مكة المكرمة بشأن التفجيرات والتهديدات الارهابية (أسبابها واثارها وحكمها الشرعى ووسائل الوقاية منها) بعد النظر فى موضوع التفجيرات والتهديدات الارهابية.. أسبابها، اثارها، حكمها الشرعى، وسائل الوقاية منها، وما قدم فيه من أبحاث قيمة شخصت هذا الداء الوبيل وحذرت مما ينجم عنه من الفساد العريض والشر المستطير وأوضحت حكمه فى شرع الله بالقواطع من الكتاب والسنة والحكمة والتعليل ووصفت العلاج الناجع لقطع دابره وقلع نبتته الخبيثة من مجتمعات المسلمين. وقد عرضت ملخصات لهذه الابحاث من قبل مقدميها وجرت حولها مناقشات مستفيضة أكدت الحاجة الى بيان حكم الشرع المطهر فيه لعموم المسلمين أفرادا وجماعات ودولا وشعوبا ولغير المسلمين من مفكرين ومنظمات وهيئات ودول والمجلس اذ يدرك بألم بالغ وحزن عميق خطورة اثار الاعمال الارهابية والتفجيرات التدميرية فى البلدان الاسلامية بخاصة وفى أقطار العالم وأممه بعامة وما خلفته من ضحايا بشرية بريئة ومآس انسانية خطيرة واتلاف للاموال التى بها قوام حياة الانسان ودمار في المرافق والمنشآت وتلويث للبيئة التى ينتفع بها الانسان والحيوان والطير. واذ يذكر المجلس ببيان مكة المكرمة بشأن الارهاب الصادر عنه فى دورته السادسة عشرة التى عقدت فى مكة المكرمة فى الفترة من 21ـ 26/10/1422هـ الذى يوافق 5 ـ 16/1/2002م. وما اشتمل عليه من بيان لتحريمه وتجريم مرتكبيه فى شريعة الاسلام وشجب واستنكار لما يلبس به المغرضون والحاقدون من ربطه بدين الاسلام واتهامه به زورا وبهتانا فانه يقرر اصدار هذا البيان باسم بيان مكة المكرمة بشأن التفجيرات والتهديدات الارهابية. وذلك وفق ما يلي: أولا: ان الارهاب مصطلح لم يتفق دوليا على تعريف محدد له يضبط مضمونه ويحدد مدلوله. لذا فان مجلس المجمع يدعو رجال الفقه والقانون والسياسة فى العالم الى الاتفاق على تعريف محدد للارهاب تنزل عليه الاحكام والعقوبات ليتحقق الامن وتقام موازين العدالة وتصان الحريات المشروعة للناس جميعا وينبه المجلس الى أن ما ورد فى قول الله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) الانفال60. يعنى اعداد العدة للمسلمين ليخافهم عدوهم ويمتنع عن الاعتداء عليهم وانتهاك حرماتهم وذلك يختلف عن معنى الارهاب الشائع فى الوقت الحاضر. ويشير المجمع فى هذا الصدد الى ما ورد فى بيان مكة الصادر عن المجمع بأن الارهاب هو العدوان الذى يمارسه أفراد أوجماعات أو دول بغيا على الانسان فى دينه ودمه وعقله وماله وعرضه ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق وما يتصل بصور الحرابة واخافة السبيل وقطع الطريق وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد يقع تنفيذا لمشروع اجرامى فردى أو جماعى ويهدف الى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بايذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم أو أحوالهم للخطر ومن صنوفه الحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق والاملاك العامة أو الخاصة أو تعريض أحد الموارد الوطنية أو الطبيعية للخطر فكل هذا من صور الفساد فى الارض التى نهى الله سبحانه وتعالى المسلمين عنها قال تعالى (ولا تبغ الفساد فى الارض ان الله لا يحب المفسدين). ثانيا: ان عدم الاتفاق على تعريف محدد للارهاب اتخذ ذريعة الى الطعن فى أحكام قطعية من أحكام الشريعة الاسلامية كمشروعية الجهاد والعقوبات البدنية من حدود وتعزيرات وقصاص كما اتخذ ذريعة لتجريم من يدافع عن دينه وعرضه وأرضه ووطنه ضد الغاصبين والمحتلين والطامعين وهو حق مشروع فى الشرائع الالهية والقوانين الدولية. ثالثا: استنكار الصاق تهمة الارهاب بالدين الاسلامى الحنيف دين الرحمة والمحبة والسلام ووصم معتنقيه بالتطرف والعنف فهذا افتراء ظالم تشهد بذلك تعاليم هذا الدين وأحكام شريعته الحنيفية السمحة وتاريخ المسلمين الصادق النزيه. قال تعالى مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) الانبياء 107 وقال عز من قائل: (الر كتاب أنزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور بإذن ربهم الى صراط العزيز الحميد الله الذى له ما فى السماوات وما فى الارض) ابراهيم 21. وقال: (فبما رحمة من الله لنت لهم) ال عمران 159. وقال: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) الاعراف 199. وقال: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) التوبة.128 وقال صلى الله عليه وسلم: (بعثت بالحنيفية السمحة). وقال لأصحابه: (انما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين) رواه البخارى فى صحيحه وقال: (سروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا) متفق عليه. وقال: (ن الله رفيق يحب الرفق ويعطيعلى الرفق ما لا يعطى على العنف وما لا يعطيعلى ما سواه). رواه مسلم فى صحيحه وقال: (ان الرفق لا يكون فى شىء الا زانه ولا نزع من شىء الا شانه). وقال: (من يحرم الرفق يحرم الخير كله) رواهما مسلم. رابعا:لوجود الغلو والارهاب فى بعض المجتمعات الاسلامية أسباب عديدة ومتنوعة قد توجد جميعها فى بيئة معينة أو زمن معين وقد تختلف باختلاف البيئات والازمان منها ما يعود الى المنهج العلمى كالتأويل واتباع المتشابه أو الى النهج العملى كالتعصب ونحوه وتحديد الاسباب ومعالجتها عمل علمى يجب أن يتوافر عليه مختصون يدرسون الواقع عن علم فلا تكون الاقوال ملقاة على عواهنها وقد لحظ المجلس كثرة الخلط فى الكتابات عن أسباب الغلو والارهاب مما يستدعى دراستها بعلم ورشد ووضع السبل لمعالجتها. ويرى المجلس ان فى مقدمة هذه الاسباب: 1ـ اتباع الفتاوى الشاذة والاقوال الضعيفة والواهية وأخذ الفتاوى والتوجيهات ممن لا يوثق بعلمه أو دينه والتعصب لها. مما يؤدى الى الاخلال بالامن وشيوع الفوضى وتوهين أمر السلطان الذى به قوام أمر الناس وصلاح أمور معاشهم وحفظ دينهم. 2ـ التطرف فى محاربة الدين وتناوله بالتجريح والسخرية والاستهزاء والتصريح بابعاده عن شؤون الحياة والتغاضى عن تهجم الملحدين والمنحرفين عليه وتنقصهم لعلمائه أو كتبه ومراجعه وتزهيدهم فى تعلمه وتعليمه. 3ـ العوائق التى تقام فى بعض المجتمعات الاسلامية فى وجه الدعوة الصادقة الى الدين الصحيح النقى المستند الى الكتاب والسنة وأصول الشرع المعتبرة على وفق فهم سلف هذه الامة من الصحابة والتابعين والأمة المعتبرين. فإ التدين فطرة فطر الله عباده عليها ولا غنى لهم عنه فمتى حرموا من العلم بالدين الصحيح والعمل به تفرقت بهم السبل وتلقفوا كل خرافة وتبعوا كل هوى مطاع وشح متبع. 4 - ظلم الاجتماعى فى بعض المجتمعات وعدم التمتع بالخدمات الاساسية كالتعليم والعلاج والعمل أو انتشار البطالة وشح فرص العمل أو تدهور الاقتصاد وتدنى مداخيل الافراد فكل ذلك من أسباب التذمر والمعاناة مما قد يفضى الى ما لا تحمد عقباه من أعمال اجرامية. 5ـ عدم تحكيم الشريعة الاسلامية فى بلاد غالبية سكانها من المسلمين واحلال قوانين وضعية محلها مع وفاء الشريعة بمصالح العباد وكمالها فى تحقيق العدالة للمسلمين وغيرهم ممن يستظل بظلها ويتمتع برعايتها كيف لا وهى شرع الله (الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) فصلت42. 6ـ نزعة التسلط وشهوة التصدر التى قد تدفع ببعض المغامرين الى نشر الفوضى وزعزعة أمن البلاد تمهيدا لتحقيق مآربهم غير آبهين بشرع ولا نظام ولا بيعة. وفيما يتعلق باثار الارهاب رأ المجمع ان أعمال الارهاب عدوان على النفس والمال وقطع للطريق وترويع للامنين بل وعدوان على الدين حيث تصور الدين بأنه يستبيح حرمة الدماء والاموال ويرفض الحوار ولا يقبل حل المشاكل والنزاعات مع مخالفيه بالطرق السلمية كما يصور المسلمين بأنهم دمويون ويشكلون خطرا على الامن والسلم الدوليين وعلى القيم الحضارية وحقوق الانسان وهذا يؤدى الى أضرار ومفاسد تنعكس على مصالح الامة الاسلامية الاساسية وتعوق دورها الرائد فى نشر السلام والامن وتبليغ رسالة الاسلام للناس وحماية حقوق الانسان ويضر فى نفس الوقت بعلاقات المسلمين السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية مع غيرهم من الشعوب ويضيق على الاقليات الاسلامية التى تقيم فى دول غير إلامية وتعزلهم سياسيا واجتماعيا وتضر بهم اقتصاديا سواء أكان هؤلاء مواطنين فى هذه الدول أم وافدين اليها لدراسة أو تجارة أو سياحة أو سفارة أو مشاركة فى المؤتمرات والمحافل الدولية. وبالنسبة للحكم الشرعى فى الاعمال الارهابية من تخريب وتهديد وتفجيرات أضح المجمع ان الاعمال الارهابية التخريبية من تفجير للمنشآت والجسور والمساكن الآهلة بسكانها الآمنين معصومى النفس والمال من مسلمين وغيرهم ممن أعطوا العهد والامان من ولى الامر بموجب مواثيق ومعاهدات دولية وخطف الطائرات والقطارات وسائر وسائل النقل وتهديد حياة مستخدميها وترويعهم وقطع الطرق عليهم واخافتهم وافزاعهم هذه الممارسات تشتمل على عدد من الجرائم المحرمة التى تعتبر فى شرع الاسلام من كبائر الذنوب وموبقات الاعمال وقد رتب الشارع الحكيم على مرتكبيها المباشرين لها والمشاركين فيها تخطيطا ودعما ماليا وامدادا بالسلاح والعتاد وترويجا اعلاميا يزينها ويعتبرها من أعمال الجهاد وصور الاستشهاد كل ذلك قد رتب الشارع عليه عقوبات رادعة كفيلة بدفع شرهم ودرء خطرهم والاقتصاص العادل منهم وردع من تسول له نفسه سلوك مسلكهم قال تعالى: (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) المائدة 33. وبخصوص موضوع الخلايا الجذعية وهى خلايا المنشأ التى يخلق منها الجنين ولها القدرة بإذن الله على تشكل مختلف أنواع خلايا جسم الانسان وقد تمكن العلماء حديثا من التعرف على هذه الخلايا وعزلها وتنميتها وذلك بهدف العلاج واجراء التجارب العلمية المختلفة.. ومن ثم يمكن استخدامها فى علاج بعض الامراض ويتوقع أن يكون لها مستقبل وأثر كبير فى علاج كثير من الامراض والتشوهات الخلقية ومن ذلك بعض أنواع السرطان والبول السكرى والفشل الكلوى والكبدى وغيرها. ويمكن الحصول على هذه الخلايا من مصادر عديدة منها: 1ـ الجنين الباكر فى مرحلة الكرة الجرثومية (البلاستولا) وهى الكرة الخلوية الصانعة التى تنشأ منها مختلف خلايا الجسم وتعتبر اللقائح الفائضة من مشاريع أطفال الانابيب هى المصدر الرئيس كما يمكن أن يتم تلقيح متعمد لبييضة من متبرعة وحيوان منوى من متبرع للحصول على لقيحة وتنميتها الى مرحلة البلاستولا ثم استخراج الخلايا الجذعية منها. 2ـ الأجنة السقط فى أى مرحلة من مراحل الحمل. 3 ـ المشيمة أو الحبل السرى. 4ـ الاطفال والبالغون. 5ـ الاستنساخ العلاجى بأخذ خلية جسدية من انسان بالغ واستخراج نواتها ودمجها فى بييضة مفرغة من نواتها بهدف الوصول الى مرحلة البلاستولا ثم الحصول منها على الخلايا الجذعية. وبعد الاستماع الى البحوث المقدمة فى الموضوع واراء الاعضاء والخبراء والمختصين والتعرف على هذا النوع من الخلايا ومصادرها وطرق الانتفاع منها اتخذ المجلس القرار التالى: أولا يجوز الحصول على الخلايا الجذعية وتنميتها واستخدامها بهدف العلاج أو لاجراء الابحاث العلمية المباحة اذا كان مصدرها مباحا ومن ذلك على سبيل المثال المصادر الآتية: 1ـ البالغون اذا أذنوا ولم يكن فى ذلك ضرر عليهم. 2ـ الاطفال اذا أذن أولياؤهم لمصلحة شرعية وبدون ضرر عليهم. 3ـ المشيمة أو الحبل السرى وباذن الوالدين. 4ـ الجنين السقط تلقائيا أو لسبب علاجى يجيزه الشرع وباذن الوالدين. مع التذكير بما ورد فى القرار السابع من دورة المجمع الثانية عشرة بشأن الحالات التى يجوز فيها اسقاط الحمل. 5ـ اللقائح الفائضة من مشاريع أطفال الانابيب اذا وجدت وتبرع بها الوالدان. ثانيا: لا يجوز الحصول على الخلايا الجذعية واستخدامها اذا كان مصدرها محرما ومن ذلك على سبيل المثال: 1ـ الجنين المسقط تعمدا بدون سبب طبى يجيزه الشرع. 2ـ التلقيح المتعمد بين بييضة من متبرعة وحيوان منوى من متبرع. 3 ـ الاستنساخ العلاجى. وبشأن حكم استعمال الدواء المشتمل على شىء من نجس العين كالخنزير وله بديل أقل منه فائدة كالهيبارين الجديد فقد نظر فى موضوع (حكم استعمال الدواء المشتمل على شىء من نجس العين كالخنزير وله بديل أقل منه فائدة كالهيبارين الجديد ذى الوزن الجزيئى المنخفض) وقدمت فيه بحوث قيمة وكان مما اشتملت عليه هذه البحوث ما يلى: 1ـ يراد بالهيبارين مادة تنتجها خلايا معينة فى الجسم وتستخلص عادة من أكباد ورئات وأمعاء الحيوانات ومنها البقر والخنزير. أما الهيبارين ذو الوزن الجزيئى المنخفض فيهيأ من الهيبارين العادى بالطريقة الكيميائية المختلفة . وهما يستخدمان فى علاج أمراض مختلفة كأمراض القلب والذبحة الصدرية وازالة الخثرات الدموية وغيرها. 2 ـ أن عملية استخلاص الهيبارين ذى الوزن الجزيئى المنخفض من الهيبارين العادى تتم بطرق كيميائية ينتج عنها مركبات جديدة مختلفة فى خواصها وصفاتها الفيزيائية والكيميائية عن الهيبارينات العادية وهو ما يعبر عنه الفقهاء بالاستحالة. 3ـ أن استحالة النجاسة الى مادة أخرى مختلفة عنها فى صفاتها وخواصها كتحول الزيت الى صابون ونحو ذلك أو استهلاك المادة بالتصنيع وتغير الصفات والذات تعد وسيلة مقبولة فى الفقه الاسلامى للحكم بالطهارة واباحة الانتفاع بها شرعا. وبعد المناقشات المستفيضة من المجلس للموضوع وما تقرر عند أهل العلم وما تقتضيه القواعد الشرعية من رفع الحرج ودفع المشقة ودفع الضرر بقدره وأن الضرورات تبيح المحظورات وارتكاب أخف الضررين لدرء أعلاهما قرر المجلس ما يأتى: 1ـ يباح التداوى بالهيبارين الجديد ذى الوزن الجزيئى المنخفض عند عدم وجود البديل المباح الذى يغنى عنه فى العلاج اذا كان البديل يطيل أمد العلاج. 2ـ عدم التوسع فى استعماله الا بالقدر الذى يحتاج اليه فاذا وجد البديل الطاهر يقينا يصار اليه عملا بالاصل ومراعاة للخلاف . 3ـ يوصى المجلس وزراء الصحة فى الدول الاسلامية بالتنسيق مع شركات الادوية المصنعة للهيبارين والهيبارين الجديد ذى الوزن الجزيئى المنخفض على تصنيعه من مصدر بقرى سليم. كما نظر المجمع فى موضوع : (أمراض الدم الوراثية) ومدى مشروعية الالزام بالفحوص الطبية للراغبين فى الزواج واستمع الى البحوث المقدمة فى الموضوع من بعض أعضاء المجلس والمختصين. وبعد العرض والمناقشة المستفيضة من قبل أعضاء المجلس والباحثين والمختصين اتخذ المجلس القرار التالى: أولا: ان عقد النكاح من العقود التى تولى الشارع الحكيم وضع شروطها ورتب عليها آثارها الشرعية. وفتح الباب للزيادة على ما جاء به الشرع كالالزام بالفحوص الطبية قبل الزواج أمر غير جائز. ثانيا: يوصى المجلس الحكومات والمؤسسات الاسلامية بنشر الوعى بأهمية الفحوص الطبية قبل الزواج والتشجيع على اجرائها وتيسير تلك الفحوصات للراغبين فيها وجعلها سرية لا تفشى الا لاصحابها المباشرين. وبشأن توصيات ندوة مشكلة الزحام فى الحج وحلولها الشرعية فقد اطلع المجمع على البيان الختامى والتوصيات الصادرة عن (ندوة: مشكلة الزحام فى الحج وحلولها الشرعية) التى عقدتها الامانة العامة للمجمع فى الفترة من 25 الى 27/11/1423هـ التى توافقها الفترة من 28 الى 30/1/2003م حيث استعرض المشاركون فى الندوة جهود المملكة العربية السعودية المتواصلة للتخفيف من اثار الزحام وأشادوا برعاية المملكة لمواكب الحجيج وعنايتها بهم ومتابعتها لشؤونهم وحرصها على راحتهم وتوفير الامن لهم وحمايتهم وحل المشكلات التى تواجههم فى حجهم وتقديم الخدمات لهم مما يعينهم على أداء حجهم فى يسر وسهولة وكانت المحاور التى تمت مناقشة المشكلة من خلالها بيان أسباب الزحام فى الحج وعرض الحلول العملية والفنية لمعالجة مشكلات الزحام فى الحج والتخفيف من اثارها والعناية بإرشاد وفود الحجيج وتثقيفهم وتوجيههم بالتوجيه الصحيح الذى يساعدهم على أداء مناسكهم على الوجه الشرعى الصحيح وتعاون المؤسسات والحملات الداخلية والخارجية المشاركة فى الحج فى ذلك وتعاون وسائل الاعلام مع الجهات المسؤولة عن الحج فى ارشاد الحجاج. واذ سر أعضاء المجمع مما انبثق عن هذه المحاور من توصيات فانهم يسجلون الشكر والتقدير للامانة العامة للمجمع الفقهى الاسلامى وللباحثين والفنيين والمهندسين الذين شاركوا فى الندوة ويعربون عن تأييدهم للتوصيات التى تضمنها البيان الختامى الصادر عن الندوة لما فيها من قيمة نافعة تعين على تيسير أمور الحج لقاصدى هذا البلد الحرام ويرون أن فيها نفعا عظيما لحجاج بيت الله الحرام وفيها حلولا موفقة لمعالجة المشكلات التى تعرض لهم فى أثناء أداء نسكهم. وتقديرا من أعضاء المجمع للجهود العظيمة التى بذلتها المملكة فى تذليل مصاعب الحج فان المجمع يسجل الشكر والتقدير لما بذلته المملكة من جهود منذ عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود (رحمه الله) الى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ال سعود حفظه الله فى سبيل راحة ضيوف الرحمن وتهيئة الاسباب لذلك وتوسعة الحرمين الشريفين وانشاء الطرق وشق الانفاق والجسور وتهذيب الجبال والتحسن الكبير فى الاسكان والخدمات والتقدم فى المواصلات والاتصالات وغير ذلك من الخدمات والانجازات الرائدة النافعة لحجاج بيت الله الحرام نسال الله أن يبارك فى الجهود وأن يسدد الخطى انه سميع مجيب والله الهادى الى سواء السبيل. وبشأن كتاب الهيروغليفية تفسر القران الكريم لمؤلفه سعد عبد المطلب العدل وطلب سماحة مفتى عام المملكة العربية السعودية عرض الكتاب على مجلس المجمع فقد اطلع مجلس المجمع الفقهى الاسلامى فى دورته السابعة عشرة على الكتاب المذكور الذى زعم فيه مؤلفه أن فواتح السور المبتدئة بحروف مقطعة وبعض الالفاظ فى القرآن ليست عربية وانما هى كلمات أعجمية مستمدة من اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) وأنه سعى فى كتابه المذكور الى بيان معانيها بالحدس من خلال تلك اللغة كما اطلع على التقرير المقدم عنه من عضو مجلس المجمع فضيلة الشيخ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد. واستنكر المجلس هذه الجرأة على كتاب الله عز وجل بالقول فيه بغير علم ولا هدى ولا اتباع ويعجب أشد العجب من صدور مثل هذا القول ممن ينتسب للاسلام ويقرأ القرآن بلسانه العربى المبين الذى نزل به من عند الله يؤكد أن ما اشتمل عليه هذا الكتاب انما هو محض تخرصات وفرضيات لا تستند الى أساس علمى صحيح ولم يسلك الكاتب فى محاولة اثباتها منهجا علميا قويما وانما اكتفى بتوهمها ثم عول فى اثباتها على الحدس والتخمين فى موضع لا يصح القول فيه الا ببينة وبرهان قال تعالى: (إن يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى) النجم 23. وقال تعالى: (وما لهم به من علم ان يتبعون الا الظن وان الظن لا يغنى من الحق شيئا) النجم 28. وما جاء به الكاتب واشتمل عليه كتابه قول على الله بغير علم مخالف لنصوص الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وائمة التفسير والاثر قال تعالى: (لسان الذى يلحدون اليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين) النحل 103. وقال سبحانه: (نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين) الشعراء 193ـ195. وقال تعالى: (حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرانا عربيا لقوم يعلمون) فصلت 31. وقال تعالى: (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمى وعربى) فصلت 44. ويقول مخاطبا المصطفى صلى الله عليه وسلم (فإنما يسرناه بلسانك) مريم 97. فهذه النصوص وغيرها صريحة فى الدلالة على أن القران انما نزل بلغة العرب وهى لغة المصطفى صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم) ابراهيم 4. وأوضح المجلس ان مما يترتب على قول الكاتب أن يكون بعض القرآن نزل بلغة لا يفهمها النبى صلى الله عليه وسلم ولا صحابته بل لم يهتد الى معناها الا بعد أربعة عشر قرنا من الزمان (سبحانك هذا بهتان عظيم) النور 16. ولقد أجمع المفسرون منذ عصر الصحابة رضوان الله عليهم على عربية هذه الالفاظ ولم يرد ولو على قول ضعيف أن هذه الالفاظ ليست عربية وانما اختلف القول عنهم هل هى من المكنون الذى استأثر الله بعلمه وذلك من حيث العلم الكلى بحقيقة معناها أم أنها من المعلوم الذى يمكن فهمه وذكروا وجوها كثيرة لبيان المراد منها وليس فيها أن هذه كلمات ليست عربية كما يزعم هذا الكاتب المجازف . واذا كان من المتشابه فانه كما قال الامام الشافعى وغيره لا يحل تفسير المتشابه الا بسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو خبر عن الصحابة أو اجماع العلماء قال تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم) الاسراء 36 ويقول النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث ابن عباس رضى الله عنهما فيما رواه الترمذى من قال فى القرآن بغير علم فيلتبوأ مقعده من النار وقد أجمع العلماء على أنه لا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأى أو الاجتهاد فيه من غير أصل . وقال أبو بكر الصديق رضى الله عنه لما سئل عن معنى اية لا يعلمها أى ارض تقلنى وأى سماء تظلنى اذا قلت فى كتاب الله ما لا أعلم. وهذا الذى قام به الكاتب اجتهاد ليس من أهله لا فى الشريعة الاسلامية ولا فى اللغة المصرية القديمة على نحو لا يصح معه الاجتهاد حتى انه لجأ الى تغيير نصوص القران بتبديل النطق بها ليتوافق مع دعواه فى عجمة هذه الالفاظ وتحديد المعنى الذى يريده وليثبت عجمة اللفظ والمعنى لنصوص من الكتاب المحكم. وقد خطأه المتخصصون فى اللغة المصرية القديمة وقالوا: انه تجرأ ووظف الفاظا خاطئة لخدمة فكرته. ثم ان الكاتب لم يتورع فى سياق المعانى المبتدعة التى أتى بها أن يمس جناب المصطفى صلى الله عليه وسلم حين وصفه بالشاك المرتاب الذى يميل بهواه أو يميل به الهوى وغير ذلك من الالفاظ الفاسدة التى وردت فى مواضع متكررة من الكتاب وفيها استهانة بشخص النبى الكريم صلى الله عليه وسلم على نحو يخشى على قائله ان لم يبادر الى التوبة مما قال. وان المجلس ليدعو الكاتب الى التوبة النصوح والبراءة مما كتبه وجادل به. كما ينبه المجلس الى أنه لا يجوز لاحد من المسلمين أفرادا أو جماعات أو مؤسسات أن يتبنى هذا الكتاب وأمثاله لا بالنشر ولا بالتقريظ والتأييد حتى لا يغتر به عوام المسلمين والله ولى التوفيق.
عبدالعزيز آل الشيخ
عبدالعزيز آل الشيخ