لا أبحث عن الوجاهة والمثقف مكانته 'متدنية'
قد يعطي الإنسان ما لديه .. وما يملكه في هذه الحياة للشيء الذي يرغبه ويحبه .. فهو يعيش من أجله مهما تباعدت معه الظروف والأزمنة لذلك يمارس جوانب من التضحية التي قد يفسرها البعض بأنها سحر للكلمة .. وسحر للموهبة وإنما هي غير ذلك ..ضيفنا لهذا الأسبوع يحمل معه كتلة من العطاءات المتراكمة لخدمة هذه البشرية في مساعدة الآخرين ممن يثقون به وبقدراته من خلال حل مشكلاتهم وقضاياهم الاجتماعية التي يتعايشونها في كل زمان ومكان ... فهو وإن كان بحجم عمله وكبر سنه .. إلا أنه خصص لهم الجزء الأوفر من وقته ولم يبحث من ورائه إلا الاصلاح الاجتماعي كما يراه هو بالمنظور المطلق .. لكونه أسهم في العمل الاجتماعي منذ افتتاحه العديد من المشروعات الخيرية التطوعية بالقطيف .. ضيفنا أديب ومثقف جاء من هذه المدينة وعاش فيها بالكلمة والمودة والعلاقة والثقة. إنه حسن باقر العوامي لنبدأ الحوار معه ... لا يوجد منهج تعليمي كل شخص له بداية وخطوة تقوده للنجاح دائماً ... بودنا أن تسلط الضوء على أبرز بداياتكم ومراحل التنشئة الأولى فيها ؟ ـ عندما بلغت ما يؤهلني إلى التعلم لم يكن وقتها قد استحدث التعليم النظامي المعروف بمناهجه ومراحله في تلك الفترة حيث كان يوجد منهج تعليمي بواسطة الكتاتيب، والتي كانت هي السائدة آنذاك في القطيف والاحساء مما دفعني الى الالتحاق بها في سن مبكرة من عمري لا تتجاوز الخامسة . كنت ذكياً جداً لماذا ؟ هل بروز النبوغ المبكر هو السبب في دخولك التعليم ؟ ـ لقد كنت في نظر والدي ذكيا جداً، حيث كنت محبوباً واثيرا لديه الكثير من بعض الأمور ولست الوحيد بل كان يحيط أولاده وذويه برعاية وعطف كبيرين، وبالتالي أدخلني مرحلة الكتاتيب لمرحلتين الأولى عند السيد محمد الذي يعرف (بالمعلم) حيث تعلمت منه القرآن الكريم بأكمله وقد كان دمثاً رقيقاً لطيفاً، وقلما يستعمل ضرب التلاميذ والذي كان شائعاً بقوة عند أكثرية الكتاتيب وجملة من الكلام يعرفها الجميع يخاطب الوالد بها معلم ولده (جئت لك به لحماً وشحماً فاعطينه جلداً وعظماً) ولكن هذا المعلم غير هذا وأن كان يحتفظ إلى جانب مجلسه بسوط من الجلد بنهاية أحد طرفيه أربعة فروع منه كل فرع مفتول ومربوط بعقدة في آخره يستعمله لمن يجد أنه يستحق التأديب بعد أن يأمر اثنين من التلاميذ الأقوياء بربط رجلي ذلك المسكين ليمسك كل واحد بطرف الرباط الذي قد يكون حبلاً أو غترة الطالب لرفع رجليه فيوقع المعلم ضرباته الموجعة بالسوط الجلد ذي العقد الأربع وكثير ما حبس بعض الطلاب لتمردهم ولذلك كان كثير من الآباء يطالبون بذلك وبالتالي يبقى التلميذ بعد انتهاء الحصة في المكتب عليه الباب مغلق بلا أكل أو شراب حتى آخر النهار .. أما المرحلة الثانية فقد كانت مع الشيخ محمد صالح البريكي والذي كان يعتبر متطوراً جداً بالنسبة إلى أمثاله فقد كان يعلم القراءة والكتابة والحساب جمعاً وطرحاً وقسمة إلى جانب ذلك يلقي على الطلبة قصائد وطنية وأخلاقية وأدبية. قصيدة معروفة هل تسعفك الذاكرة لمعرفة احدى قصائده ؟ ـ أذكر أبياتاً من القصيدة المعروفة بلامية العجم .. أصالة الرأي صانتني عن الخطل وحلية الفضل زانتني عن العطل وكذلك القصيدة المعروفة بلامية العرب والتي مطلعها ... اعتزل ذكر الأغاني والغزل ودع الهزل وجانب من هزل لا تقل أصلي وفصلي أبداً انما أصل الفتى ما قد حصل ليس من يقطع طرقاً بطلا إنما من يتق الله البطل لا أدخل المناقشة والحوار كانت لهذه الدروس مطارحات شعرية .. هل أبقت في حياتك أثراً من خلال الاهتمام بالكتابة والشعر ؟ ـ نعم استفدت من هذه الأجواء وأن كان مقدار سني عمري لا يؤهلني إلى الدخول في المناقشة برأي أو معارضة بل لا تسمح كبرياء الأستاذ لي بذلك . فوجئت من ميرزا لماذا ؟ هل يوجد من هذا الأسلوب أستاذ يملك في داخله كبرياء على تلميذه ؟ ـ أنا تعرضت لموقف حينما تلقيت صفعة قوية جداً مازال أثرها في ذاكرتي من الشيخ ميرزا ولعلي أنشد فيها لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من طبعه الغضب والعفو عند كرام الناس مأمول ومعذرة أن يكون في ذلك شيء من المدح أو الاعتداد .. أما الصفعة فقد داخلت نقاشاً أدبياً يدور بين الأستاذ ميرزا وتلميذيه فما كان منه رحمه الله إلا أن قال لي (ماجئت هنا لهذا .. وإنما أنت لأجل أن تعمل القهوة والشيشة) وكظمت غيظي ولو كنت ضعيفاً إمعة لانطويت على نفسي وانكفأت لكني واصلت بجد وعناد. التعليم يختلف في الماضي إذاً توجد هناك مفارقة بين التعليم في الماضي والحاضر ؟ ـ نعم التعليم بالماضي يختلف بمنهجه ومراحله حيث تقوم الكتاتيب بتعليم التلميذ القراءة والقرآن وبعض مبادىء الحساب أما التعليم في الوقت الحاضر فمتطور ويواكب العصر الحديث بوجود وسائل تعليمية متطورة تخدم مصلحة أبنائنا الطلاب والطالبات والذي جاء بفضل من الله ثم بجهود واهتمامات حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (يحفظه الله) عندما كان أول وزير للمعارف والتعليم يشهد قفزات متطورة، كما انتشرت المدارس في المدن والقرى والهجر وبالتالي لم يعد الطالب يتعرض للحفظ من المقرر وأن كانت هناك مطالب بتطوير إعادة المناهج في أسلوب الاختبارات التي نحتاج من خلالها طريقة في فهم الطالب أو الطالب للمناقشة والحوار . المناهج اختلفت وهل تأخذ لهذه الوسيلة تغيراً في أسلوب وأداء المعلم ؟ ـ إذا تغيرت المناهج بالأسلوب الذي ذكرت فإنه سيتغير المعلم حتماً لأن دوره يقيده منهج دراسي محدد لا يمكن أن يخرج منه . متطوعون في المدرسة ساهمت في افتتاح مدرسة ليلية لمحو الأمية .. ماذا كنتم تهدفون من وراء هذه المدرسة ؟ ـ المدرسة هي أهلية تقوم على المساعدات الذاتية حيث شارك في التدريس بها متطوعون دون أجر لفترة زمنية طويلة قبل أن تتسلمها الدولة وتعين بها معلمين. القطيف توجد بها مياه غزيرة كانت هذه المدرسة في محافظة القطيف بودنا القاء الضوء على هذه المحافظة كيف كانت وإلى أي مدى وصلت من تطور ؟ ـ القطيف ما قبل عصر البترول كانت تعيش حياة اجتماعية مترابطة هادئة ، حيث تتمتع بوفرة في المياه لكونها منطقة زراعية خصبة ولذلك توجد بها أنواع من الفاكهة يصدر منها إلى الخليج ما يعادل 200 ألف كيس من التمور وكذلك إلى الهند عن طريق السفن وكان يوجد بها مجموعة من الأخصائيين في استخراج اللؤلؤ إلى أن جاءت ارامكو وجذبت الناس إليها في حياة جديدة مما قلل إنتاج التمور .. أما من حيث المباني السكنية فقد كانت المساكن في القطيف على ثلاثة أدوار وهي مزخرفة بمبانيها أما الآن فقد أخذت بطراز المبنى الحديث الذي يراعى فيه الدقة. أما من خلال حدودها الجغرافية فيحدها من الشمال رأس تنورة ومن الجنوب الدمام. 60% من وقتي لحل المشكلات كما ذكرت أن القطيف كانت قرية هادئة .. كيف استطعت أن تتوصل لحل المشكلات الأسرية في عملك بالمحاماة والتواصل بعلاقات اجتماعية في إطار المنظور لمحافظة حديثة عمرانيا ؟ - أنا أقضي 60% من وقتي للقضايا الاجتماعية أما المحاماة فهي قضايا زوجية فهي تحل عن طريق المحكمة. قضايا زوجية هل لك أن تذكر لنا بعض المواقف التي أنجزتها في هذا الجانب؟ - هي كثيرة جداً من قضايا زوجية وقضايا شركاء. أشعر بالارتياح وهل يوجد لديك مكتب متخصص لاستقبال القضايا الاجتماعية من الناس؟ - لا في مكتبي بالمنزل هناك من يأتي على صعيد الفرد أو الجماعة لأنني أشعر بالارتياح والسعادة معهم. ترابط أسري ولكن هل تجد قبولاً وثقة من الآخرين؟ - نعم، لأن الترابط الأسري والمجتمع الواحد هو السائد بيننا في هذه البلاد ولله الحمد. كما وكيفاً هل أضاف لك ذلك حضورك الأدبي والثقافي على امتداد حقبة من الزمن تزيد على خمسين عاماً؟ - من خلال هذا المشوار الكبير كماً وكيفاً ومن المواظبة على مطالعة الكتب في شتى الفنون ومن هذا الجهد والمثابرة تكونت لدي حصيلة أدبية وثقافية منحتني القدرة على الكتابة والمقالة والمحاضرة والتأليف وزودتني بالعلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع. أصدرت كتابين أسهمت في مقالات عدة ومتنوعة حول المرأة والحياة الاجتماعية.. متى ولدت معك الفكرة في التأليف والمقالة؟ - في بداياتي للكتابة أصدرت كتابين طبعا عام 1382 هـ عن المرأة وعن توجه الشباب ومن ثم واصلت الكتابة في توزيعها عبر مقالات عبر الصحف والمجلات. الفانوس السحري وما الذي دفعك نحو الكتابة؟ - شعور ذاتي، لأنني أنا وشقيقي علي كنا منكبين على القراءة والمطالعة حتى أننا نسهر " بالفانوس السحري" في الظلام العاتم لنواصل القراءة في المجلات القديمة.. جريدة الظهران كتبت فيها ما أول مقالة كتبتها؟ - كانت عن المشاكل الاجتماعية ومشاكل الشباب، حيث نشرت في جريدة الظهران وأخبار الظهران والتي تصدر من الدمام ورئيس تحريرها آنذاك عبد العزيز العيسى. وهل في تصورك أن كل من يكتب يصبح كاتباً؟ - لا، ليس كذلك وليس كل من يكتب الشعر شاعراً فالأديب يفهم ما يقول هو ويعالج أي موضوع بروح علمية. حوارات أدبية هل يدور بينك وبين المثقفين حوارات أدبية تجمعكم في مجالس أدبية بالقطيف؟ - نعم يوجد.. وتدار حوارات أدبية وتحظى هذه المجالس بشخصيات أدبية من الرياض وجدة. أدبي الشرقية ليس بالمستوى المطلوب وما رؤيتك حول الأندية الأدبية؟ - ليس لدي فكرة حول الأندية الأدبية كما هي في الطائف أو في الجنوب أما في المنطقة الشرقية فليست هو بالمستوى المطلوب. قلة الكفاءة والسبب في ذلك؟ - قلة الكفاءة. قريباً يظهر آدباء إذاً ماذا ينقص المثقف العربي في تصوركم حتى يصل للمستوى المطلوب.؟ - المثقف والأديب يعاني في حياته المادية والاجتماعية ولذلك مكانته للأسف متدنية ولكن سيأتي اليوم الذي سوف يظهر فيه مكانته بالمجتمع. هناك من يفرض نفسه وهل ترى أن الكاتب يعيش في عزلة؟ - هو لا يعيش في عزلة مع نفسه ولكن هناك من الكتاب من سيفرض نفسه على المجتمع. لا لن أبحث عن الوجاهة هناك من يأتي للكتابة للبحث عن الوجاهة الاجتماعية؟ هل أنت من هؤلاء؟ - أنا لا أبحث عن الوجاهة، بل محاولة إصلاح اجتماعي وتقويم بعض الانحرافات الموجودة عند البعض في الوسط الاجتماعي. حالة توازن ما المنظور من وراء هذه النظرة في المجتمع؟ - المنظور الذي حدث في العالم والتقدم العلمي والتكنولوجي ووسائل الاتصالات التي أبهرت الكثير من الشباب مما يتطلب إيجاد حالة توازن بين ما هو قائم وبين ما يجب أن يكون عليه سلوك الفرد. ولهذا كتبت فى ذلك لما أطلق الاتحاد السوفيتي أول رجل صعد للفضاء حيث ان بهر بعض الشباب بهذا الموقف. تنوع الصحافة وكيف ترى دور الصحافة المحلية وتأثيرها في الوسط الاجتماعي؟ - الصحافة تحتاج إلى تنوع حتى تواكب العصر. شرف الدين يعجبني ومن الذي يعجبك من الكتاب في طرحه وأفكاره؟ - كثير وأذكر منهم شرف الدين الذي يتميز بأسلوبه في الكتابة. أتعامل مع الجميع على أي اتجاه اتفقت في كتاباتك؟ ومع من اختلفت معه؟ - أنا أتعامل مع جميع الاتجاهات وكل منهم له رأيه وأسلوبه حيث أعمل حالياً في كتابي " ضائعون" الذي يتناول حوارا بيني وبين الشباب مما كان له أثر كبير في نفوسهم حتى أنه طبع عدة مرات. الشعر له معالمه أهمية الشعر وجدواه في المجتمعات وحياة الشعوب.. هل مازال ديوان العرب كما كان يطلق عليه في تصورك؟ - هذا السؤال من شقين.. الأول أهمية الشعر وجدواه فالشعر مازال ولا يزال رافداً من روافد حضارات الأمم، ومعلماً من معالم رقيها حيث إنه يستنهض الهمم، ويثير العزائم ويشحذ المواهب، وفيه الحكمة والبلاغة والإيجاز وفيه القدرة على إيقاظ القوة في النفوس وتحفيز الإرادة واثارة النخوة، وفيه طيب الكلمة وبليغ التعبير وحسن الأداء واطراب النفوس، وبعث الأريحية فيه الكثير والكثير من معاني الخير والتوجيه للأخلاق الكريمة وتهذيب النفوس وتقويم المعوج من السلوك.. فالشعر له فاعلية تحيي الميت من الأنفس وتنبه النائمين على فراش الذل والهوان والغفلة والنسيان لذلك يبقى الشعر ما بقي الإنسان على هذا الكوكب.. أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فلم يعد ديواناً، كان ديواناً حين كان أربابه في حال انتقال وارتحال لا يعرفون للاستقرار سبيلاً، ولا للإقامة الدائمة موضعاً ولم يكن التدوين لدى العرب متيسراً ولا الكتاب متداولاً، ولا المطبعة لها وجود ولا العلم منتشراً ولا التعليم قائماً، فكان الشعر هو الإداة للتعبير عن خلجات النفس في كل ما يجول بخاطر صاحبه وقد كان العرب في قتال مستمر وتنافر، فكان الشعر وقود وسيف القتال ورمح المنازله، وكان في نفس الوقت أداة التفاخر وحافظا للأنساب ومعبراً عن وصف الحياة، لذلك أطلق عليه ديوان العرب لفقدهم غيره من ألوان الثقافة، لهذا لا تسمع هذه المقولة عند الفرس، رغم ما عندهم من الشعر الملحمي فضلاً عن سواه ولا عند اليونان، حيث تملك الأمم ذات الحضارات رصيداً من المعارف والشعر أحدها، أما العرب فكانوا في فترة ما قبل الإسلام لا يملكون شيئاً، وحين أصبح العرب كغيرهم من الأمم لهم حضارتهم وثقافتهم وهويتهم وانخرطوا في سلك العلوم والمعارف حتى أصبحت مؤلفاتهم ومدوناتهم تقف على أقدامها مرفوعة الهامة والقامة لم يعد الشعر لهم ديوانا، فديوانهم كل ألوان الثقافة والحضارة من شعر وقصة ورواية ومسرحية وفن ترصد آثاره في الصحيفة والمجلة والكتاب. المرأة القطيفية بين عصرين ساهمت في الكتابة عن المرأة كيف ترى الدور الثقافي لها؟ وإلى أي مرحلة وصلت؟ - لها دور متميز جداً، حيث يوجد حالياً لدينا كاتبات متميزات وأنا قد كتبت عن (المرأة في القطيف بين عصرين) ونشر بمجلة الواحة و(موقف المرأة بين نظامين في الحياة) ونشر بمجلة الكلمة وعن (المرأة ودورها في إنماء المجتمع) ونشر في مجلة الكلمة. هناك طموح هل ترى أنك حققت مكانتك في المجتمع؟ - الإنسان دائماً يبقى لديه الطموح حيث لا يصل الإنسان إلى نهاية الطموح حتى يصل إلى الموت. الإبداع من المعاملات صناعة الإبداع من أين تبدأ.. وكيف لنا أن نكتشفها؟ - كل شخص يبدع، لابد وأن ترى من خلال إبداعه السلوك والمعاملات في تصرفاته وإداراته لشئونه وعلاقاته الاجتماعية فهي مسألة تحكم لهذا المبدأ. تعرضت للاتهامات يتردد على البعض اتهامات تصل به نحو العزلة عن المجتمع هل تعرضت حياتك للاتهامات؟ - بحكم علاقاتي مع الناس فإنني تعرضت للاتهامات وهذا أمر طبيعي في حياة الإنسان. لم أبق وحيداً متى أصبحت وحيداً؟ - لم أبق وحيداً، لأنني دائماً تحكمني علاقات مع الآخرين بحكم طبيعتي في الحياة حيث لا يخلو منزلي من الأصحاب والزملاء. أحب القراءة رحلة الفكر دائماً ما تكون مع السفر هل تفضل أن تعيش دائماً مع هذه الرحلة؟ - هوايتي القراءة وأن أبقى هنا بين أمهات الكتب. جاءت الظروف هكذا إذاً كيف رسمت خطوات حياتك؟ - أنا لم أرسمها ولم أخطط لها في يوم من الأيام، بل جاءت الظروف وفرضتها على هكذا! احترام الرأي رأي الآخرين ومشورتهم ماذا يمثل لك؟ - كل الآراء لدي محترمة وأقدرها جيداً. الثقة بالنفس ضغوطات الحياة والمشكلات التي تأتي من ورائها.. كيف يمكن للإنسان التخلص منها؟ - السبيل الأول من حلها هو الثقة والإيمان بالله سبحانه وتعالى ثم الاعتماد على النفس ومعالجة الأمور بحكمة. كن مع الله الفلسفة.. والحكمة.. طريقة الإنسان لمجريات الحياة.. ما هي فلسفتك في الحياة؟ - كن مع الله في كل الأحوال والظروف. البحث عن الآخرين هل بحثت عن نفسك ووجدت حقيقة مكانتك في الحياة؟ - ينبغي أن يبحث الآخرون عن نفسي. قضايا اجتماعية وبماذا تفكر الآن؟ - في القضايا الاجتماعية التي التقي معها من خلال الناس. توفير الراحة للسائح السياحة هدف استراتيجي كيف يمكن لنا تحقيق ذلك؟ - هناك الكثير من الأمور التي تهم السائح عندما يتوجه إلى البلد الذي يرغبه ولابد وأن يشعر بالارتياح في توفير السكن والتعامل الحسن ووجود وسائل مناسبة ترفيهية له ولعائلته.. وهذا متوافر لدينا في المنطقة الشرقية نتيجة اهتمامات ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية يحفظه الله. لا أرغب في ذلك هل هربت من مواجهة إنسان اختلفت معه في أي أمر ما؟ - لا أحب الهروب من مواجهة الآخرين بل أرغب في المواجهة. القراءة أفضلها ما أبرز هواياتك؟ - القراءة ومعالجة القضايا الاجتماعية التي تحوز على اهتمامي وتفكيري؟ حظي جيد ما أثر الحظ في نجاحك وما السر فيه؟ - الحظ معي جيد فقط. مواقف كثيرة هناك مواقف تأثرت بها.. هل تتذكر موقفاً مازال عالقاً بذاكرتك؟ - كثيرة هي المواقف منها اللطيفة ومنها الصعبة. وعي الشباب كيف ترى اهتمامات الشباب الإنترنت والقنوات الفضائية؟ - هناك أدوات بالفعل ولكن انا أؤمن بان الشباب في وعي لنفسه ولدينه ووطنه فهو ملتزم بالأمور المطلوبة منه. وأرى أنه يتجه نحو القراءة والإطلاع وهذا مما يبشر بالخير على المدى البعيد. أشكركم كلمة أخيرة؟ - أشكركم على هذا اللقاء وأتمنى التوفيق لهذه الجريدة المتميزة دائماً في أطروحاتها ولقاءاتها مع المجتمع. السيرة الذاتيةـ حسن باقر علي العوامي من مواليد القطيف عام 1354هـ متزوج ولديه ثمانية أولاد أكبرهم المهندس زكي صاحب مكتب هندسي استشاري وهادي طبيب استشاري (أمراض باطنية) بمستشفى الدمام المركزي ومفيد مهندس في شركة ارامكو السعودية ـ وخمس بنات . التحق بالكتاتيب في سن مبكرة من عمره حيث تعلم عند المرحوم الخطيب السيد محمد المعروف بالمعلم وتعلم على يده القرآن الكريم بأكمله والقراءة والكتابة والحساب على يد محمد صالح ابن المرحوم حاج البريكي ثم عمل في المحاماة وعين سكرتيراً للمجلس البلدي عام 1375هـ ثم سافر عام 1390 إلى الكويت ثم إلى العراق ثم لبنان ثم عاد إلى المملكة عام 1395هـ ثم زاول الكتابة في الصحف والمجلات المحلية والعربية والتأليف حيث طبع له كتابان هما ( المرأة في التشريع الإسلامي والحياة الغربية ) وكتاب (الضائعون) شارك في الندوات الفكرية والأدبية والتربوية وساهم في افتتاح أول مدرسة ليلية لمحو الأمية عام 1369هـ وأول مدرسة للبنات وهي غير رسمية وأول مكتبة أهلية استمرت فترة طويلة حتى تسلمها مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف عام 1390هـ .
العوامي مع المحرر
العوامي مع المحرر