هند المحيسن

هند المحيسن

من المؤسف والمحزن حقا ان تجد بين عقولنا العربية ومثقفينا من يبرر ويرى مسوغا للقمع والاقصاء في تعاطينا مع اختلافاتنا مما يتيح الشرعية لرواج هكذا ثقافة في الذهنية العربية. فصدام الذي تعاطى بهكذا سياسة مع مخالفيه تحول الى مزبل من مزابل التاريخ الادهى من هذا والامر اننا وعلى مدى عقود وقفنا ضد امريكا لانها انتهجت سياسات استبدادية وانتهازية ضدنا لكننا نتقمص دورها مع اول فرصة سانحة ولعل اقسى تلك الادوار عندما نطعن في أي مشروع وطني ونحاول اسقاطه وتهميشه بنفس الاسباب والمسميات التي تروج وتضغط بها امريكا دون اعطائه الفرصة ليعطى نتاجه.في فلسطين عندما كان هناك مشروع وطني يقول بالمقاومة كخيار استراتيجي لاعادة الحقوق وآخر يقول بخيار المفاوضات لم يكن هناك تعارض بينهما لولا ان البعض حاول اسقاط مشروع لحساب الآخر وما يحدث في العراق اسلوب آخر لما يمكن ان يعتبر وصفا عاما لتعددية الخيارات الوطنية بمجمله فتجد من يتحدث من مثقفينا حول توصيف طائفي للمشروع الوطني. لماذا؟! الا يمكن ان تجمعنا المصلحة الوطنية؟ الا يمكن ان يغني كل على ليلاه مهما كانت منطلقات اولئك او هؤلاء اذا كانت تصب في صالح الوطن فلا بد ان تسود لغة التناسق والتناغم والانصهار في بوتقة وطنية مما يعزز قوتنا فلا يمكن ان يفسد الاختلاف واقعنا بل يغنيه ويمنحه زخما ايجابيا فمن استقبل وجوه الاراء عرف مواقع الخطأ كما في المأثور, واذا كان سعي مثقفينا عند نقد اي مشروع وطني على امتداد الوطن العربي ووصمه بخلفيات تعسفية يمكن ان تسهم في سقوط الوضع كله في وحل الالغاء والاقصاء والتشرذم لما يشكلون من امتداد ثقافي للعقل العربي فالى ماذا يريدون ان يصلوا لايمكن ان يكون الواقع كاملا الا اذا صدر من شخص كامل والبشر ليسوا كاملين لذلك من المفترض ان يكون السعي لفهم او صنع واقع معقول وهذه الخلفية المنطقية التي ينبغي القياس عليها عند استقصاء الامور فلا ينبغي تغليب السلبيات على الايجابيات ولا العكس وانما لابد من وجود سلبيات وايجابيات والا يخلو الواقع من ذلك وهذا هو المهم.