محاولة لإلقاء حجر في بحيرة النقد الراكدة
في بداية نشاطه لهذا العام اقام ملتقى السرد بأدبي الشرقي محاضرة بعنوان (المروي له في البيئة السردية) للزميل الناقد احمد سماحة حيث حضر مجموعة من كتاب القصة وادارها عضو الملتقى خليل الفزيع.في بداية الورقة تحدث المحاضر عن علاقة الراوي والمروي له قائلا: ثمة علاقة شائعة ومعروفة في السرديات والاخبار العربية القديمة والتي تمنح النص استقلالا شكليا، فالراوي المفارق لمرويه يتحرك مسافة فاصلة بينه وبين مروياته فلا يتدخل في انظمتها السردية والدلالية لانه ينسبها الى غيره.مضيفا ان النص بهذه الطريقة ينغلق على نفسه، ولا يكشف عن ثراء الشبكة الداخلية التي تكون نسيجه، مؤكدا ان من بين هذه المكونات تظهر الشخصيات بوصفها فواعل ترسل وتتلقى وتتعاقب ثنائية الارسال والتلقي تبعا لتبادل الادوار.وفي معرض حديثه عن الدراسات التي اجريت في هذا الموضوع قال انها تقوم على اعتبار المروي له جزءا عضويا من الفحص السردي ذاته، وهو هنا يختلف عن القارئ الحقيقي الذي هو شخص يتناول العمل القصصي متى شاء، مؤكدا انه يختلف عن القارئ الضمني الذي هو خيالي يولد لحظة كتابة النص السردي فقط. وعن الراوي المرأة ولمن تروي له قال: نحن ازاء تضاريس نسوية ليس في جغرافية مدينة الرياض، في اشارة الى مجموعة ترياق لاميمة الخميس التي جاءت بعض تطبيقات الدراسة على مجموعاتها، ولكن في جغرافيا النص السردي النسوي الذي يتماهى فيه الراوي بالمروي له.وأشار سماحة الى ان المروي له هنا شأن داخلي فهو يتلقى خطاب الراوي ويتوازى مع ما يسمى بزمن الخطاب (زمن الكتابة والنص). وفي نهاية ورقته قال سماحة: ولكي نختم دون تلخيصات عديمة الجدوى، فالمقولات والاجراءات المقترحة غير خالية من العيوب لانها كانت كما يحدث غالبا اختيار بين امور مازالت طور الدراسة، فبعض الاشكال الادبية والمصطلحات المشار اليها داخل الورقة تستدعي المعرفة، وبدورها تستدعي ابحاثا يجب القيام بها، فمازال الحديث عن المروي له يحتاج الكثير، وربما نكون قد القينا بحجر في بحيرة النقد السردي الراكدة عربيا.. هذا وقد شهدت الامسية العديد من المداخلات شارك فيها د. مبارك الخالدي رئيس الملتقى والقاص عبدالله الوصالي سكرتير الملتقى ومجموعة من الادباء منهم معتز طوية ومصطفى ابو الرز، وطارق المقيم، وعيسى قطاوي.