مؤتمر الدوحة لوضع استراتيجية خليجية للرعاية الصحية الأولية
بدأ مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي امس الاثنين السادس والخمسين للمجلس في مستهل دورته التاسعة والعشرين في قطر الذي يستمر يومين، ويناقش تقريرا مفصلا عن نشاط المكتب التنفيذي وانجازاته خلال الدورة المنتهية ومتابعة القرارات والتوصيات السابقة وآخر المستجدات العلمية لتطوير الخدمات الصحية في الدول الاعضاء، وسيتناول جدود اعمال المؤتمر العديد من الموضوعات المهمة المتعلقة بالشئون الفنية، حيث يناقش الوزراء موضوع الرعاية الصحية الاولية والتقرير العام المقدم حول هذا الموضوع، والكتاب المزمع اصداره عن (واقع ومستقبل الرعاية الصحية الاولية بدول الخيلج)، الى جانب مناقشة الاستعداد للمؤتمر الخليجي الخامس للرعاية الصحية الاولية. كما يناقش الوزراء موضوع تسجيل مكافحة السرطان والخطة الخليجية التي اقترحتها اللجنة بمشاركة خبراء منظمة الصحة العالمية لمكافحة السرطان بدول الخليج الى جانب استعراض الملخص التنفيذي للتقارير السنوية لحالات السرطان المكتشفة خلال الاعوام 1998و1999و2000 بالدول الاعضاء.وبهذه المنسابة اجرت (اليوم) لقاء خاصا مع المدير العام للمكتب التفنيذي لمجلس وزراء الصحة الدكتور توفيق احمد خوجه.. وفيما يلي نص اللقاء:فعاليات المؤتمركيف تنظرون إلى اهمية هذا الاجتماع؟ـ يناقش المؤتمر تقريرا مفصلا عن نشاط المكتب التنفيذي وانجازاته خلال الدورة المنتهية ومتابعة القرارات والتوصيات السابقة وآخر المستجدات العلمية لتطوير الخدمات الصحية في الدول الاعضاء. ويتناول جدول اعمال المؤتمر العديد من الموضوعات المهمة المتعلقة بالشؤون الفنية، حيث يناقش الوزراء.تقرير المدير العام المقدم حول نشاط : عام منصرم من الجد والنشاط والفعاليات التالية، التي منها الرعاية الصحية الاولية والكتاب المزمع اصداره عن واقع ومستقبل الرعاية الصحية الاولية بدول الخليج، الى جانب مناقشة الاستعداد للمؤتمر الخليجي الخامس للرعاية الصحية الاولية، بعد ان صدر مؤخرا كتاب نظرات في الرعاية الصحية الاولية.. 25 عاما بعد اعلان الماآتا.كما يناقش الوزراء موضوع تسجيل مكافحة السرطان والخطة الخليجية التي اقترحتها اللجنة بمشاركة خبراء منظمة الصحة العالمية لمكافحة السرطان بدول الخليج، الى جانب استعراض الملخص التنفيذي للتقارير السنوية لحالات السرطان المكتشفة خلال الاعوام 1998و1999و 2000 بالدول الاعضاء.ويتضمن جدول الاعمال ايضا موضوع الخدمات التمريضية، والجودة النوعية حيث يناقش الوزراء تقريرا عن الوضع الحالي لبرنامج الجودة النوعية بالدول الاعضاء، والموضوع الحيوي الهام المستجد الطب المبني على البراهين وما توصل له فريق العمل بشأن المركز الخيلجي في مملكة البحرين في هذا الصدد علاوة على التوعية والاعلام الصحي.كذلك يناقش الوزراء موضوع الادوية والتجهيزات الطبية والشراء الموحد للمستحضرات الصيدلانية والتجهيزات الطبية ولوازم التأهيل الطبي والمختبرات الطبية ولوازم رعاية الفم والاسنان الى جانب موضوع التسجيل المركزي لشركات الادوية ومنتجاتها وتسعير الادوية اضافة الى الموضوعات المالية والتنظيمية الاخرى.كما ان هناك مناقشات تقنية ستقدم خلال المؤتمر حول الصمم عند الاطفال، والشبكة الاقليمية لربط المختبرات بدول المجلس.وستسبق الجلسات الجلسة الافتتاحية التي تتضمن كلمة ترحيبية لمعالي وزير الصحة بدول قطر الدكتور حجر احمد حجر البنعلي. وكلمة لمعالي وزير الصحة بدولة الامارات العربية المتحدة رئيس الدورة الثامنة والعشرين، حمد عبدالرحمن المدفع. وكلمة الأمين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن حمد العطية علاوة على كلمة لمدير عام المكتب التنفيذي، كما ان هذا المؤتمر سيشهد حفل تكريم الدكتور، اسامة عبدالمجيد شبكشي مستشار خادم الحرمين الشريفين وزير الصحة السابق بالمملكة وكذلك تكريم اثنين من اعضاء الهيئة التنفيذية اللذين انتهت فترة عملهما بالمكتب التنفيذي وهما اسماعيل ابراهيم اكبري ـ مدير عام العلاقات العامة والمراسم في مجلس الشورى بمملكة البحرين والدكتور ابراهيم الشويعر ـ مدير عام الرخص الطبية والصيدلة بوزارة الصحة بالمملكة.تفعيل التوصياتعقد مجلس وزراء الصحة لدول الخليج سلسلة طويلة من الاجتماعات السابقة فهل تم تفعيل توصيات هذه الاجتماعات والاستفادة منها في مسيرة العمل الصحي الخليجي المشترك؟ـ منذ ان تشرفت بمسئولية ادارة المكتب التنفيذي في عام 1420هـ الموافق 2000م كانت المحافظة على المكاسب التي حققها المكتب التنفيذي من اهم واجباتي الاساسية، ثم تطوير العمل به من اولى اهتماماتي مثل برامج رعاية مرضى الامراض المزمنة (القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري والصحة النفسية) وبرنامج الجودة النوعية والطب المبني على البراهين وتحسين وقياس اداء النظم الصحية وكذلك الرعاية الصحية الاولية والتوعية الصحية وخاصة برنامج سلامتك وموضوع التدخين, والتوسع في برنامج الشراء الموحد وتطوير الخدمات التمريضية، حيث ان استراتيجية تطوير العمل بالمكتب التنفيذي تقوم على مواصلة العمل في بعض اللجان القائمة وتنشيط البعض الآخر واستحداث لجان جديدة وانهاء اعمال بعض اللجان خاصة تلك التي بدأت مع انشاء المجلس في السبعينات او عملت في الثمانينات والتسعينات والتي قطعت شوطا متقدما في سبيل تحقيق اهدافها وانتهت نشاطاتها وبرامجها.لقد عقد مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون (55) اجتماعا ويعتزم عقد اجتماعه (56) في قطر يومي 5 ـ 6 يناير 2004م، اتخذ خلالها العديد من القرارات والتوصيات في الكثير من البرامج الصحية نحو تطوير مسيرة العمل الصحي الخليجي المشترك، وانني هنا لابد ان اثني على جهود اعضاء اللجان العامة في هذه البرامج الذين يقومون بجهود مخلصة وعمل دؤوب من اعداد للدراسات المتكاملة، نحو التنفيذ الدقيق للقرارات والتوصيات التي اصدرها المجلس، التي تناولت شتى الموضوعات الصحية التي تهم المواطن في بلدان الخليج، ولاشك ان المناقشات الجادة والمداولات المتعمقة للوزارة ساهمت في توضيح معالم المسيرة على الطريق الذي ينتهجه هذا المجلس طوال السنوات الماضية.ولقد استننت مع تشرفي بادارة هذا المكتب اسلوبا اشرافيا لمتابعة تنفيذ البرامج الخليجية ووضعت طريقة لمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة من المجلس لدى الدول الاعضاء، وكذلك تم الاتفاق مع الزملاء اعضاء الهيئة التنفيذية في اشراف كل عضو هيئة على بعض البرامج لمزيد من الشراكة والتعاون.. ولله الحمد كل البرامج المستحدثة مؤخرا فعلت، وتم تنفيذها ببرامج ريادية في الدول الاعضاء وشكلت لها لجان وطنية.وانني لعلى يقين من اننا قادرون بعون الله جلت قدرته على مواجهة ما يعترضنا من صعاب لنستكمل المسيرة الصحية الناجحة بدول المجلس وتحقيق طموحات ولاة الامر حفظهم الله وتطلعات مواطني دولنا نحو غد افضل ومزيد من الاسهام في دفع عجلة التنمية عبر العمل الصحي الخليجي المشترك.المكتب التنفيذيما اهمية تأسيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية؟ـ 28 عاما مضت على انشاء المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية استطاع خلالها ان يحقق العديد من الانجازات والتطلعات وتنسيق الجهود في توحيد السياسات الصحية في هذا القطاع الحيوي الهام.وتجربة مجلس وزراء الصحة لدول الخليج فريدة من نوعها ونموذج يجسد ما يجب ان يكون عليه التعاون والتنسيق بين الدول الشقيقة واقامة العلاقات البناءة المثمرة.. وهي في نفس الوقت تجربة فذة في الاصرار على العمل بهدف تحقيق النجاح والوصول الى الغايات النبيلة من اجل اسعاد الانسان.ان هذا المجلس ومكتبه التنفيذي يعد نموذجا حيا لواقع التوافق الاخوي الخليجي ويحمل في طياته ورسالته عمق الترابط بين هذه الدول ولقد كان لذلك شأن كبير في المحافل الصحية والطبية الدولية والعالمية في توحيد المواقف والكلمة خاصة ان دول العالم تتجه الى التكتلات الدولية شأنها شأن الاتحاد الاوروبي مثلا.اهدافماذا عن الاهداف التي يسعى المكتب لتحقيقها؟ـ مجلس وزراء الصحة له رسالة واضحة، تنطلق من ان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تكون فيما بينها اقليما واحدا في لغته العربية وسكانه ومعتقداته الاسلامية، متقاربا في جغرافيته وتاريخه وبيئته وموارده الاقتصادية وظروفه الاجتماعية والثقافية، متشابها في عاداته وتقاليده.. كان من مصلحتها جميعا في حاضرها ومستقبلها توحيد جهودها في مختلف مناحي الحياة لمواجهة المتغيرات السريعة والمتلاحقة وتحولات العصر وحركة التطور المسبوقة.. ومن منطلق حتمية العمل الجماعي المشترك نبعت فكرة مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون كأول المجالس الخليجية المتخصصة حيث تأسس عام 1396هـ (1976م).. وهكذا بدأت مسيرة العمل العربي الخليجي للتنسيق بين الدول الخليجية في المجال الصحي وليتلاحم هذا المجلس مع محيطه الاوسع مشكلا رافدا قويا من روافد الجهد العربي المشترك ومجسدا بذلك وحدة المنطلق والهدف والمصير لتحقيق الرسالة الصحية الخليجية على احسن مستوى والتي تتضمن: تنمية التعاون والتنسيق بين الدول الاعضاء في المجالات الصحية الوقائية والعلاجية والتأهيلية، نشر الوعي الصحي بين مواطني المنطقة مع مراعاة ظروف البيئة والاعراف والتقاليد الاجتماعية والتعاليم الاسلامية، وتحديد مفاهيم القضايا الصحية والعلمية المختلفة والعمل على توحيدها بدول المجلس مثل صحة الاسرة، الرعاية الصحية، الجودة النوعية، حماية البيئة، التخطيط الصحي.. الخ، وتقييم ماهو سائد من نظم واستراتيجيات في مجال الخدمات الصحية مع تدعيم التجارب الناجحة بدول المجلس والاستفادة منها في باقي الدول الاعضاء، وفتح قنوات الالتقاء مع التجارب العالمية والتنسيق مع المنظمات العربية والدولية العاملة في المجال الصحي، والحصول على دواء آمن وفعال وجودة عالية وباسعار مناسبة من خلال برنامج الشراء الموحد للادوية والتجهيزات الطبية وبرنامج التسجيل الدوائي المركزي الخليجي للشركات الدوائية ومنتجاتها، وتنظيم عقد المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية لرفع قدرات الكوادر الطبية الوطنية، وغيرها من الاهداف التي قطع المجلس شوطا كبيرا في سبيل تحقيقها وقفزت بخطوات واثقة للوصول الى مراميها.انجازاتبعد مرور نحو 28 عاما من عمر المكتب التنفيذي كيف تقيمون الانجازات التي حققها؟ وكيف تقيمون مسيرة التعاون الصحي الخليجي من ناحية اخرى؟ـ تبنى المكتب التنفيذي العديد من البرامج بلغ مجموعها 77 برنامجا بعضها انتهى ومعظمها مستمر، وتعتبر حصيلة دراسات اللجان الفنية ومجموعات العمل والندوات وحلقات العمل والمؤتمرات العلمية التي نظمها المجلس خلال هذه الفترة ومن ابرز هذه الانجازات ما يلي:صدور النظام الاساسي للمجلس، وانضمام جمهورية اليمن الى المجلس، استحداث لجنة ضمان الجودة، تبني مفهوم الطلب المبني على البراهين، تقييم اداء النظم الصحية في دول المجلس والمشاركة في المسح الصحي العالمي، اعداد برنامج للوقاية من الامراض المزمنة مثل امراض القلب والاوعية الدموية والسكري والسرطان، ووضع اطار عام لاسس تقديم خدمات الرعاية الصحية الاولية، جهود مكافحة التدخين، ووضع استراتيجية خليجية لبرنامج التوعية الصحية، وتنسيق البرامج الصحية بين الدول الاعضاء، والخدمات التمريضية، وبرنامج الفحص الطبي على العمالة الوافدة، واخيرا الشراء الموحد للادوية والتجهيزات الطبية، هذا المشروع الكبير والضخم، الذي وفر على دول الخليج مبالغ ضخمة ومكاسب اخرى.التنسيق مع المنظمات الدوليةما اوجه التعاون بين المكتب التنفيذي من جهة وبين المنظمات الصحية الاقليمية والدولية من جهة اخرى؟ـ هناك الكثير من اوجه التعاون.. فقد حرص المكتب خلال الآونة الاخيرة على توثيق التعاون وتعزيز سبله بين المنظمات الاقليمية والدولية المهتمة بالصحة، مثل منظمة الصحة العالمية. واليونيسف، ومجلس وزراء الصحة العرب، وبرنامج الامم المتحدة الانمائي وصندوق الامم المتحدة للسكان، والاتحاد الدولي للسرطان والجمعيات والاتحادات الطبية الخليجية، وبرنامج الخيلج العربي لدعم منظمات الامم الانمائية (اجفند) وغيرها من الجهات والمؤسسات ذات العلاقة.ولقد حرص المكتب التنفيذي على توحيد كلمة الدول الاعضاء في المحافل الدولية، حيث تم الاتفاق على توحيد كلمة دول المجلس في الاجتماع السنوي للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في جنيف.مبنى المكتبتم افتتاح مبنى حديث ومتطور في مدينة الرياض للمكتب التنفيذي في يناير 2002م فكيف ساهم هذا المبنى في تفعيل دور المكتب؟ـ هنا يشرفني ان انوه بالدعم السخي من ولاة الامر ـ حفظهم الله ـ للخدمات الصحية والدعم المباشر وغير المحدود من مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله للعمل الصحي الخليجي المشترك، وانني ببالغ شكري وتقديري اقدر لصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود امير منطقة الرياض هذه المنحة من الارض التي اقيم عليها مبنى المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة، وكذلك رعايته الكريمة وتشريف سموه حفل افتتاح المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بحي السفارات بمدينة الرياض.فلقد كان من الضروري انشاء هذا المبنى الجديد وتجهيزه باحدث الاجهزة اللازمة لتحقق الاهداف المرجوة وذلك نتيجة للتوسع الكبير الذي شهدته برامج ونشاطات المكتب في الآونة الأخيرة.ولقد ساهم هذا المبنى في تفعيل دور المكتب التنفيذي من خلال استخدامه للتكنولوجيا الحديثة (الانترنت والبريد الالكتروني) لتسهيل تبادل المعلومات وتطوير نظم المعلومات الصحية والاعداد لانشاء مركز معلومات متكامل بالمكتب التنفيذي يخدم المكتب والدول الاعضاء.. وهذا سيوفر العديد من قواعد المعلومات حول كثير من الموضوعات مثل الشراء الموحد ووبائيات الامراض المختلفة في دول المجلس وغير ذلك.ان وجود هذا المبنى سيساعد على تحقيق كل ذلك وهو رصيد يضاف الى انجازات مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي.الحد من امراض الاسرةهل يسهم المكتب التنفيذي في وضع الخطط اللازمة للحد من الامراض التي تهدد الاسرة الخليجية؟ وما دور المكتب في تنفيذ هذه الخطط؟ـ لقد ساهم المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول الخليج العربية في وضع الخطط اللازمة للحد من الامراض وعلى النحو التالي:مكافحة الامراض المعدية ذات الاهمية بالمنطقة (الملاريا ـ الحمى المخية الشوكية ـ الكوليرا ـ الطاعون ـ شلل الاطفال ـ الايدز ـ الالتهاب الكبدي الفيروسي ـ الامراض الحيوانية المنشأ وغيرها.الامراض المزمنة وفي هذا الخصوص من المناسب الاشارة الى اجتماع البلدان التشاوري الذي عقد في بيروت تحت مظلة المكتب الاقليمي خلال عام 2002 وقد شاركت فيه كخبير غير متفرغ واعددت تقريرا لاصحاب المعالي وزراء الصحة اكدت فيه اسبقية هذه الامراض في الخطط الصحية واهمية تحديد جهة او ادارة لدى وزارت الصحة بدول المجلس لمتابعة هذا الموضوع.ـ مكافحة السرطان وهذا الموضوع حظي باهتمام كبير من اصحاب المعالي بدول المجلس حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة لمكافحة السرطان بالدول بالاعضاء يترأسها الدكتور محمد احمد الجار الله وزير الصحة بدولة الكويت وقد حققت هذه اللجنة العديد من النجاحات واعدت خطة خليجية لمكافحة السرطان للاستعانة بالمعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية لذلك وشكلت لجنة علمية من باحثين ومتخصصين برئاسة المشرف العام على المركز الخليجي للتسجيل السرطاني التابع لمجلس وزراء الصحة.ـ الكشف الطبي على العمالة الوافدة ووضع اسس الاشتراطات الصحية الواجب توافرها في القادمين للعمل بالمنطقة والاتفاق على تفاصيل الفحوص المخبرية المطلوب اجراؤها لهم. والعمل على اعتماد مراكز طبية محددة للكشف عليهم في اوطانهم قبل منحهم تأشيرات الدخول مع اخضاع هذه المراكز المختارة للرقابة والتقويم الدوري.ـ تبادل المعلومات بين دول المجلس بالنسبة للعمالة الوافدة المصابة بامراض معدية.ـ وضع ضوابط للحد من اخطار التدخين ويأتي في مقدمتها خفض نسبة النيكوتين والقطران في السجائر المستوردة وزيادة التعرفة الجمركية على التبغ ومنتجاته ومنع الاعلانات عن السجائر في مختلف وسائل الاعلام، وحظر التدخين في اماكن العمل والمحلات ووسائل النقل بالدول الاعضاء.ـ برامج الرعاية الصحية الاولية من حيث المفهوم والمضمون والتنظيم بما يتفق مع الظروف الصحية والبيئية والاجتماعية للمنطقة.ـ براج رعاية الامومة والطفولة، حيث ان المكتب نفذ دراستين عن صحة الطفل الخليجي وصحة الاسرة الخليجية حيث ان لنتائجهما مردودا كبيرا على صحة الاسرة الخليجية بشكل عام ووضع البرامج والخطط الوطنية لتحسين المؤشرات الصحية لها.اما عن دور المكتب في تنفيذ هذه الخطط.. فللمكتب التنفيذي دور كبير في مجالات التخطيط الصحي في عدة مجالات منها توحيد المفاهيم والتعاريف الصحية واستنباط اساليب التخطيط الصحي السليم وبناء نظم المعلومات ونظم تحليل التكاليف وتقويم الاداء وترشيد الانفاق بالمرافق الصحية وحسابات الجدوى الاقتصادية للبرامج الصحية، كما ان للمكتب دورا رائدا في برامج ضمان الجودة وتقييم واستخدام الخدمات الصحية واداء النظم الصحية وغيرها ومبادراته والتعاون الفعال مع المنظمات الصحية العالمية التي كان لها الاثر في انضمام الدول الاعضاء لبعض البرامج الصحية العالمية.كما يستعد المكتب حاليا بالشروع في تنفيذ الخطة الخليجية للتوعية بالامراض غير المعدية (القلب ـ السكر ـ السرطان) والتي تساهم في تغيير العادات الغذائية والسلوكيات الخاطئة مما يحد من الامراض التي تصيب وتهدد الاسرة الخليجية حيث تقدر تكاليف هذه الخطة باكثر من سبعة ملايين دولار امريكي ويستغرق تنفيذها عشر سنوات في جميع دول المجلس.علاوة على مشاركته في المسح الصحي العالمي وشبكة ايمان للامراض غير المعدية وعبء المراضة.المستجدات الصحية والعلاجيةكيف يمكن لدول الخليج العربية التعامل مع المستجدات الصحية والعلاجية في العالم في سبيل تطوير العمل العلاجي بها؟ وهل يساهم المكتب التنفيذي بدور في التعامل مع تلك المستجدات؟ـ لقد تحقق الكثير من الانجازات والعمل خلال مسيرة العطاء في هذا المكتب وبذلت الجهود على مدى 28 عاما وان طريق العمل الصحي طويل وشاق وينمو مع الطموحات والمتغيرات واود هنا ان اؤكد ان دول الخليج العربية في الوقت الذي تضع فيه الرعاية الصحية في اعلى سلم اولوياتها فانها تبحث دائما عن كل جديد ومفيد للارتقاء بهذه الرعاية وانني اشير هنا الى تطورات تقنية هامة منها الطب الاتصالي كوسيلة ناجحة للمساعدة على التشخيص الدقيق للامراض والاسراع في تقديم الخدمات الصحية المطلوبة بالتعاون مع المراكز الطبية المعتمدة والمرموقة عالميا.ومع التطور الهائل في ثورة المعلومات ووسائل الاتصال ومع المستجدات المتلاحقة في الهندسة الوراثية وادوات التشخيص والعلاج ومع تعاظم تكاليف الخدمات الصحية والامراض التي كنا نعتقد انها قد انتهت او انخفضت معدلات الاصابة بها لكنها بدأت تظهر باشكال جديدة الى جانب المتغيرات الصحية نتيجة التحول الحضاري والغذائي والبيئي والمهني مما ألقت كل هذه بظلالها على المسؤولين عن تقديم الخدمات الصحية، مما يتوجب معه مراجعة الاولويات والتركيز على برامج البحوث والتدريب وتطوير الاداء والاهتمام بالانسان محور التنمية ليرتقي عطاؤه والتركيز على برامج الجودة النوعية في الادارة والعمل الفني واشعار كل عامل في القطاع الصحي بتكاليف الخدمات الصحية حتى يسهم ويشكل في تقليل الاعباء اننا بحاجة الى تضافر الجهود بين القطاعين الحكومي والاهلي وتنسيق اكثر بين القطاعات ذات العلاقة لتقليل الازدواجية وليشعر الجميع ان الصحة هاجس كل انسان ومسؤولية كل فرد من افراد المجتمع مركزين على مواكبة الواقع العالمي الذي يهتم بنظم المعلومات في عصر بعد عصر الثورة المعلوماتية.اننا بحاجة الى تكثيف برامج التوعية الصحية والوقاية من الامراض خاصة امراض العصر وامراض الوراثة وبالضغط النفسي وتربية الاجيال على الحياة الصحية السليمة والتعاون مع كل القطاعات على بذل المزيد من الدراسات والبحوث وهناك الكثير من المسؤوليات تنتظرنا في المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لتفعيل دوره في المنطقة وخارجها.التعاون يخفض التكاليفيمكن ان يؤدي التعاون الخليجي في المجال الصحي الى ضعف التكاليف والنفقات الصحية.. ما رؤيتكم حيال ذلك الهدف؟ـ يمكن ان يؤدي التعاون الخليجي في المجال الصحي الى خفض التكاليف والنفقات الصحية وليس ضعفها بالاضافة الى تجويد وتحسين الخدمة وزيادة اواصر التعاون وتبادل الخبرات بين الدول الاعضاء، حيث ان مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون واحد من منظومة دول المجلس يعنى بتأسيس الخطط الصحية والاستراتيجيات لدول المجلس، ومن خلال المجلس توحدت السياسات الصحية كالشراء الموحد للادوية والبرامج الصحية ذات التوجه الموحد، وتفعيل المجلس قائم على قدم وساق في اطار وحدة شعوب دول المجلس ومن جراء توحيد السياسات الصحية انخفضت معدلات الانفاق كالشراء الموحد للادوية التي وفرت مبالغ لصالح وزارت الصحة بالدول الاعضاء. والخطى حثيثة ومدروسة في مجال التعاون الصحي سعيا لما هو افضل ولمستقبل زاهر باذن الله.كما ان التعاون بين الاشقاء في دول المجلس سيبقى مفتوحا لا تحده حدود فهناك على سبيل المثال التعاون في الاستفادة من المستشفيات والمراكز الصحية التخصصية فان وجد مركز متخصص عالي المستوى في احدى الدول تستفيد منه بقية الدول الاعضاء، وايضا التوسع في تبادل الاطباء ذوي الخبرات المتميزة بين دول المجلس والاستفادة من التجارب الناجحة في كل دولة من دول المجلس، والامثلة كثيرة وما دامت الرغبة متوافرة فسوف يتطور التعاون مستقبلا على جميع الاصعدة.ان التعاون الخليجي حقق الكثير في مجال الخدمات الصحية، وآمل في تحقيق المزيد فنحن نتطلع الى اجراء العديد من الابحاث الطبية المشتركة التي تتناول المشكلات الاكثر شيوعا في المنطقة وتضع الحلول العلمية لهذه المشكلات، كما اتمنى تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق في مجالات التعليم الطبي لتوفير الكوادر الوطنية القادرة على استيعاب احدث معطيات العصر والتعاون في مجال صناعة الادوية والمستلزمات الطيبة، والتكامل في مجال جراحات زراعة الاعضاء، وتوحيد الجهود لمكافحة الامراض السارية، وانشاء قاعدة معلومات صحية تكون مرجعا يعتد به عند اتخاذ اي قرار.. كل ذلك سيؤدي بمشيئة الله الى خفض التكاليف والنفقات الصحية بين الدول الاعضاء.ولقد اصبحت الامراض المزمنة في جميع دول الخليج خاصة امراض القلب والاوعية الدموية الى جانب الاورام السرطانية وحوادث السيارات والداء السكري والتدخين من اهم مسببات المراضة والوفاة مما يدفعنا ان نولي هذا الموضوع اولوية خاصة في استراتيجياتنا المستقبلية لتطوير برامج محددة المعالم لمواجهة مسببات هذه الامراض كالسمنة وقلة الحركة والتدخين والذي صدرت بشأنه قرارات عديدة كان لها اثر ايجابي في الحد من استهلاك التبغ ومشتقاته في دول الخليج.تفعيل الاهدافما تصوراتكم لتفعيل اهداف مجلس وزراء الصحة لدول الخليج؟ـ تصوراتي الشخصية لتفعيل هذا التعاون ودور هذا المجلس تتضح معالمها في ان الانجازات التي تم استعراضها آنفا ترسم معالم واضحة للمستقبل الواعد بكل خير لمجلس وزراء الصحة لدول المجلس، ذلك ان ما تحقق جدير بالاهتمام والتقدير، فقد انعكست آثاره على الخدمات الصحية لعموم شعوب المنطقة، اذ انه تم وضع السياسات الصحية والاستراتيجيات التي تنتهجها وزارات الصحة، واصبح لمجلس وزراء الصحة لدول التعاون مكانة قوية واضحة المعالم تنال احترام الجميع.ان الشعور الاخوي والمنطلق الواحد والهدف السامي الذي نعمل من اجله والتزام الدول الاعضاء والمسؤولين في وزارات الصحة ولجانها الخيلجية هي من اهم عوامل تفعيل اهداف المجلس وتوجهاته الرائدة.انني اتطلع الى المزيد من التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون في تحديد ملامح مستقبل السياسات الصحية بصورة اكثر وضوحا وتنفيذها وفقا لما يتوافر لدينا من التقنيات المتاحة والاستفادة القصوى من شبكة المعلومات الصحية التي ستسهم في دعم هذه السياسات ورسم الاستراتيجيات في المستقبل.
الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والعلاجية احد ابرز تطلعات المكتب
الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والعلاجية احد ابرز تطلعات المكتب