ذو الوجهين
من الناس من يعلم كذب نفسه، وظلمه لغيره، لكنه يتمادى ويكابر ويعاند ويصر على أنه المظلوم ويدلي بالحجج الواهية والأدلة الكاذبة وتصيد الشبهات التي تدعم جانبه والعبادات التي تروج حجته فيلجأ إلى التزوير بالباطل وربما استعان بإخوان دربة في صنع الكذب وتضليل الناس لمصالح بينهم مشتركة بل ان فئات من الناس قد أوتوا بسطة في الألسن وقدرة عجيبة على الخصام والجدال. ترى أحدهم ثرثاراً متقعراً في كلامه يلوي لسانه للناس لي البقر للعشب بلسانها يصنع من المسلمات والبدهيات عجائب وغرائب ليخدع بها من حوله كي يضمهم في صفه. وكثيراً ما تجد هذه الفئة من الناس أنها حريصة على أن تظهر أمام الآخرين بمظهر الكمال والتمام وصدق الأقوال وحسن الفعال.. لتمرير قضاياهم وحججهم المبطنة بالكذب على الآخرين ويا للأسف انهم ربما وجدوا مجتمعاً بسيطاً تنطلي عليه هذه الحجج والأوهام لأنهم كالحرباء في تلونها، يتصنعون الكلم ثرثرة في كل واد يخطبون، أناس ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر حاقدة حاسدة ظالمة.. ان الإيمان لا يتفق مع الكذب ولا يقبل الخداع ولا يعرف المداهنة في الباطل.. إنما يثمر الإيمان ثمرته ويؤتى أكله إذا كان أساسه صدقاً في القلب وتطبيقاً صحيحاً في العمل، ومعاملة حسنة بين الناس " الدين المعاملة " ما أسرع أن تنكشف هذه الفئة من البشر وتظهر حقيقتها للعيان، وتعرف مصيرها بأنها نذير بالخطر والفوضى وتضليل المجتمع وأن أعمالها مشوبة بأخلاق المخادعين.. وما فاز إلا المخلصون وما خاب وخسر إلا المراؤون المجادلون الظالمون..