هند المحيسن

هند المحيسن

حيث ان الزمن يفر بين ايدينا كما يفر الغزال من بين يدي الاسد وحيث ان الاحداث المثقلة بكل معاناتنا وتحدياتنا تنهمر على رؤوسنا كأمطار نيسان فاننا بحاجة الى صندوق لذكرياتنا نحتفظ فيه بكل ما يمكن ان يمنحنا بعض احساس بدفء تلك الذكريات او لعله يمنحنا بضع وقفات بعدما اعيانا اللهاث في ساحات المعارك وحصاد الموت اما على يد ارهابيين مرتزقة يتفننون في اذابتنا في معمعة غير مبررة كما حدث بالمملكة والمغرب او الموت بكوارث طبيعية او فنية كزلازل الجزائر وايران والطائرة اللبنانية او الموت على يد المفترسين الذين يحركهم الطمع وحب السيطرة وهو مثلث اشبه بتحالف معقود فقد تعددت الاسباب والموت واحد.امام هذا كله قد يكون صندوق الذكريات هذا مجرد لعبة لكنها لعبة ذكية للتحايل على الموت في سبيل الحياة، ولعله مقترح قد يفيد او يساعد في مشروع اعادة صياغة مواثيق الجامعة العربية اطرحه بين يدي امينها العام عمرو موسى من وحي تصريحاته بأنه بصدد اعادة هيكلتها او صياغتها انى كان المسمى فلربما يجمعنا ما استطاع ان يفرقنا.اعود الى صندوقي لعل عربيا ما يقتنع به فهو مشروع عربي محض كان مختبئا بين ابيات ودواوين الشعراء لطالما حفرت في ذاكرتنا وحفرتها ذاكرتنا أو لم يقل العرب قديما الشعر ديوان العرب.انا اعترف بانني لا املك حججا وبراهين كافية لاقناع اي عربي فضلا عن امين الجامعة العربية لكني افترض اننا كل مرة نجرب صندوقا لحل ازماتنا المتلاحقة والتي لاتنتهي فلماذا لانجرب هذا الصندوق لربما يجدي نفعا فقد لايصلح العطار ما افسده الدهر لكن ارادة الانسان العربي تصلح دائما ما تستطيع الصهيونية افساده.