د. عدنان بن عبدالله الشيحة

د. عدنان بن عبدالله الشيحة

خلال الأسبوعين الماضيين احتلت فاعليات دورة الخليج لكرة القدم مساحة كبيرة من الاعلام والاهتمام الشعبي طغى على كل الاهتمامات والمواضيع المطروحة على الساحة الوطنية. واصبح الشغل الشاغل للكثيرين المناقشة والتحاور بجدية وتركيز في تحليل المباريات واحداثها. فقد كشفت البرامج الرياضية ان الثقافة الكروية تسيطر على الكثيرين لدرجة الالمام بادق التفاصيل والاحداث واسماء اللاعبين حتى ليخيل ان جميع المتصلين بهذه البرامج مدربون او يعملون في مجال كرة القدم! ومع تعجبنا لهذا الزخم من التوجه الكروي في مجتمعنا الا انه لا نستطيع ان نخفي سعادتنا جميعا بفوز المنتخب الوطني وتفوقه على المنتخبات الاخرى. لقد اجمع المحللون الرياضيون ان منتخبنا الوطني هو الاجدر بالبطولة وردوا ذلك الى الانفاق السخي والتخطيط والاهتمام في تحقيق التفوق الرياضي. لقد نجح المسؤولون عن القطاع الرياضي في وضع الاهداف والاستراتيجيات والحصول على الدعم السياسي والمالي واختيار الوسائل الافضل لتحقيق هذه الاهداف. لقد قامت بإنشاء الملاعب والاندية وطورت النظم والاجراءات وقدمت الدعم المالي وهاهي القناة الرياضية تتوج التوجه الرياضي وتفتتح قبل القناة الاخبارية. هذا النجاح الرياضي يعطينا درسا في التنمية والتطوير واحداث التغيير للافضل والاحسن. وجوهر هذا النجاح هو تحديد الاهداف والرغبة الاكيدة في تحقيقها متمثلا في الدعم السياسي والمالي. فبدون اهداف او باهداف غير مطلوبة لا يكون العمل الحكومي فاعلا. وفي المقابل وضع الاهداف والسياسات دون تفعيلها والالتزام بتحقيقها لن يحدث أي تطور. كم تمنيت ان يكون لدينا نفس الحماس والتوجه والعزيمة والاصرار والجدية في تطوير القطاعات الحكومية الاخرى استنادا الى النتائج وليس الاجراءات والعمليات الادارية التي تجعل كثيرا من الاجهزة الحكومية تدور في حلقة مفرغة. كم تمنيت ان تكون هناك استراتيجيات لتطوير التعليم العالي تعمل على زيادة عدد الجامعات وتطويرها لتستوعب خريجي الثانويات الذين يتزايدون كل عام وان يعامل اعضاء هيئة التدريس كمحترفين. كم تمنيت ان تكون هناك وظيفة لكل خريج وسكن لكل عائلة. كم تمنيت ان يكون هناك خطة لبناء المراكز الصحية وتدريب العاملين في القطاع الصحي وتطوير النظم.كم تمنيت ان تكون هناك دعم سخي لانهاء مشكلة التعليم العام ابتداء من بناء المدارس الى تطوير النظم واعادة الاحترام لمهنة التدريس. اعتقد من اجل تحقيق هذه الامنيات يمكن الاستفادة من تجربة التفوق الرياضي وتطبيقها في القطاعات الحكومية الاخرى.