رصدها

خلل في توزيع المنشآت الصحية

يقر أهالي الأحساء بوجود خدمات صحية في المحافظة، تتمثل في عدد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، ولكنهم يرون وجود خلل في توزيع هذه المنشآت الصحية. الشكوى من هذا الخلل لا تقتصر على منطقة دون أخرى، فالهفوف تشكو، والمبرز، العمران، العيون، والقرى الشمالية والشرقية تشكو أيضاً من هذا الخلل. (اليوم) التقت مع عدد من سكان المحافظة، للتعرف على تفاصيل هذا الخلل، وتمنوا جميعاً من وزير الصحة الدكتور حمد المانع، إعادة النظر في توزيع الخدمات الصحية، ومواصلة تعزيزها وتدعيمها، وكذلك افتتاح منشآت صحية جديدة، تتناسب مع الزيادة السكانية الكبيرة التي تشهدها المحافظة.مستشفى لم يتطوريصاب عبدالله العامر بالحسرة حين يراجع مستشفى الملك فهد بالهفوف، يقول: هذا هو المستشفى الوحيد في المحافظة، الذي لم يتم تطويره بما يتناسب مع زيادة السكان في هذه المحافظة، فهو بحاجة إلى كوادر طبية مؤهلة، وكذلك إضافة مبان أخرى، لتكون أقساما جديدة في المستشفى.توزيع عشوائيفي حين يقول سعد الخالدي: توزيع الخدمات الصحية في الهفوف ينبغي ان يراعي عدة جوانب أبرزها توزيع الكثافة السكانية، والزيادة والنمو في عدد السكان، والتوجه العمراني، والحركة التجارية والاقتصادية التي تشهدها المدينة.. ويعتقد الخالدي ان هذه الجوانب والجوانب الأخرى لم تراع أثناء توزيع الخدمات، حيث يسود اعتقاد أنها وزعت بطريقة عشوائية.النمو السكانيويشاركه في الرأي عبدالله فهد التريكي، الذي يقول: مدينة الهفوف لم تحظ بخدمات صحية تتناسب مع عدد سكانها، الذي يتجاوز نصف مليون شخص، ونظرة سريعة على الخدمات الصحية سواء للمستشفيات والمراكز الصحية تكشف نقصها وسوء توزيعها.. وأنا أدعو المسئولين في وزارة الصحة إلى إعادة النظر في تخطيط وتوزيع الخدمات الصحية ليس في الهفوف فقط، بل في كل مدن وقرى المحافظة.عن الهفوف أيضاً يقول المهندس مبارك الدوسري: التخطيط الديموغرافي حرم الأحياء الجديدة في مدينة الهفوف من الخدمات الصحية، فهي لا تتوافر بها مراكز صحية. فالمخططات لم تخصص فيها قطع أراض للمنشآت الصحية مثل المراكز الصحية.مراكز لـ 30%ويرى عيسى علي الحمود (من سكان بلدة المراح) ان مراكز الرعاية الصحية الأولية في المحافظة، لا تخدم أكثر من 30 في المائة من سكانها، ويعزو السبب إلى سوء في توزيعها.فيما يشير عبدالرحمن الزهراني إلى ان سكة الحديد تحول دون وصول السكان إلى المراكز الصحية بسرعة، يقول: في إحدى المرات كنت متوجها إلى أحد المراكز الصحية بزوجتي التي كانت على وشك الولادة، ولكن تقاطع السكة الحديد كان مغلقاً، لأن قطار بضائع كان يمر حينها، واضطررت للانتظار قرابة ربع ساعة، حتى رفع الحاجز، وكان هذا أمرا مزعجا وصعبا في تلك اللحظة الحرجة.القرى المحرومةويشير سعد العرفج إلى معاناة أهالي القرى مع الخدمات الصحية، يقول: مستشفيات الأحساء موجودة في كل الهفوف، المبرز، العيون والجفر، والمستشفيان الأخيران توجد بهما عيادات ولكن اما أنها غير متكاملة أو دون المستوى، بينما مستشفيا الهفوف والمبرز بعيدان عن القرى، ونحتاج للوصول إليهما إلى قطع مسافات طويلة.القرى الشرقيةمعاناة القرى الشرقية يعبر عنها خالد الراشد بقوله: يتجاوز عدد سكان قرى شرق الأحساء 150 ألف شخص تقريباً، ولا يوجد بها سوى مستشفى الجفر، وهو بأسرة محدودة، كما ان العيادات فيه غير متكالمة، وما نأمله هو تعزيز المستشفى من ناحيتين، الأولى استكمال بقية العيادات، والثانية زيادة عدد الأسرة في المستشفى.ولحل معاناة القرى مع المستشفى يقترح عبدالله النويصر الاستفادة من مباني مستشفى المدينة، الذي بدأ انشاؤه ولم يكتمل، وأصبح مهجوراً، ويتمنى النويصر شراءه من أصحابه وتحويله على مستشفى حكومي عام.العيون تشكو أيضاًالحال في مدينة العيون لا يختلف كثيراً، ولكن هذه المرة مع مراكز الرعاية الصحية الأولية، يقول ناصر العايد: خدمات المراكز دون المستوى، فدورها هو تقديم الرعاية الصحية الشاملة للمواطن، وما أرجوه ان تقوم الشؤون الصحية في الأحساء باستفتاء آراء المواطنين حول مستوى خدمات المراكز. وأبرز النماذج هو ازدحام المراجعين في تلك المراكز، فضلاً عن ان التوزيع في خلل والعدد ناقص.12 مركزاً صحياًحين عرضنا الموضوع على مدير الشؤون الصحية في محافظة الأحساء بالإنابة عبداللطيف العرفج قال: نحن في المديرية ننتظر الميزانية، وإن شاء الله ستنفذ عدة مشاريع صحية في المحافظة، تتوافر فيها مختلف الخدمات والتخصصات، حيث تمت الموافقة على إنشاء 12 مركزاً صحياً في مدن وقرى محافظة الأحساء، وسوف تنفذ في القريب العاجل، على نفقة خادم الحرمين الشريفين، ضمن مكرمته حفظه الله.أما المهندس عبدالله الملحم مدير التخطيط العمراني في بلدية محافظة الأحساء فقال: نحن نفرض على أصحاب المخططات الخاصة والعامة تخصيص أراض للخدمات، مثل الدفاع المدني والمراكز الصحية والمدارس، إلا أننا لسنا مطالبين بتنفيذ المنشآت، فهي مسؤولية الجهات التابعة لها.