هند المحيسن

هند المحيسن

المؤتمرات واللقاءات الوطنية التي جاءت على ضوء المشروع الوطني الكبير ( الحوار الوطني) وهو عنوان عريض لمرحلة مضيئة في تاريخ الوطن يحمل سمات وقراءات ذات مضامين عميقة الدلالة بما هي حبلى به من هموم وطنية سوف تتمخض عن واقع جديد يمنح أفقاً أوسع للخيارات الوطنية. فمن أهم ما يمكن أن نقرأ من هذا العنوان العريض لمرحلة من أدق المراحل التي تمر بها المنطقة وليست بلادنا فقط، أن هذا الملتقى الوطني إعلان لتوظيف الخلافات وتفعيلها لا لتغليبها ليشكل كل لبنة فوق الأخرى حتى يعلو سقف بناء الوطن وبذلك يقوضون كل السبل على الذين يريدون اللعب على خلافاتنا لجرنا للهاوية، كما أن الأمر الأهم أنه يشكل دعوة للجميع بلا استثناء للتعامل مع الهم الوطني وتحمل كامل المسؤوليات في هذا المضمار. وهو بهذا انطلاقة جديدة ليس على مستوى التعامل الوطني مع التحديات وإنما أيضاً في جوهر الفكر المعاصر لكل العرب وهو تحول لم يأت من فراغ بل جاء بعد تجارب لكل أطياف الأفكار والمواقف وقد تمخضت عن قناعة استراتيجية لمدى جدوى التعامل مع تحدياتنا إما منفردين بالإقصاء والإلغاء للآخرين أو الهرب منها وتجاهلها وتلك لا توصل لأكثر من لحظة فوضى تعود لترتد بمزيد من التردي والضعف والسقوط أو بهستيريا الصراخ والانفعال التي جرت بلادنا العربية إلى استنزاف خطير لمواردها وطاقاتها البشرية، وبذلك تصبح المواجهة الجادة المخلصة هي التكتيك الأنجح للوصول لحل المشاكل والتحديات وللنهوض بواقعنا وتقوية جبهتنا في مواجهتها. نعم قد نكون تأخرنا في الوصول للطريق الصحيح الموصل للهدف ولكن كما في الأمثال " أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل".