الايكونومست

لماذا سويسرا

وقع اختيار أكبر محرك بحث على الإنترنت في العالم "جوجل" على مدينة زيوريخ السويسرية بدل دبلن الأيرلندية لإقامة مركز أبحاثه الجديد في أوروبا.ومن أهم العوامل التي بررت هذا الاختيار، جودة الخدمات المعلوماتية والمؤهلات اللغوية والموقع الجغرافي والمميزات الضريبية في زيوريخ.أوضح المهندس السويسري أورس هولزل، نائبُ رئيس قسم الأبحاث في شركة "جوجل" أن "زيوريخ ستـُصبح بمثابة مقر أوروبي" لأكبر مُحرك بحث على الإنترنت في العالم.وأضاف المهندس هولزل الذي درس بالمعهد التقني العالي بزيوريخ "سنجلب إلى هنا أفضل علماء الكمبيوتر في القارة العتيقة وعلى غرار مراكز البحث الأخرى، سنقوم بتطوير برامج الحاسوب".ويعودُ اختيار مدينة زيوريخ السويسرية، بدل دبلن الأيرلندية، مقرا لمركز "جوجل" للأبحاث وتطوير برامج الحاسوب في أوروبا، لعوامل عدة لعل أبرزها الموقع الجغرافي المثالي للمدينة.وفي هذا السياق، أشار المهندس هولزل إلى أن عددا كبيرا من المتخصصين الذين تُريد شركة "جوجل" توظيفهم لا يودون عبور المحيط الأطلسي. ومن جهة أخرى، هنالك عددٌ من علماء الكمبيوتر الأوروبيين العاملين في الولايات المتحدة الذين يرغبون في العودة إلى أوروبا. ومن المميزات الأخرى التي رجحت الكفة لصالح زيوريخ، توفرُ المدينة على مُطوري برامج حاسوب أكفاء، وعلى البنى التحتية اللازمة لفائدة مشاريع الاستثمار، إضافة إلى التسهيلات الضرورية لمنح التأشيرة.وتريد شركة "جوجل" الاستفادة أيضا من التعدد اللغوي الذي تتميز به أوروبا، حيث تسعى إلى تحسين مستوى خدماتها بلغات متعددة عن طريق توظيف مهندسي كمبيوتر ينحدرون من البلدان التي تتحدث باللغات المعنية.ومن المنتظر أن تفتتح الشركة مقرها الأوروبي في زيوريخ خلال فصل الربيع القادم على أبعد تقدير. لكن لا يُُـعرف لحد الآن بالتحديد الموقع الذي ستختاره، وما إذا كانت ستتعاون مع المعهد الفدرالي التقني العالي في زيوريخ.أما المؤكّـد، فهو أن الشركة بدأت بعدُ، من خلال موقعها على شبكة الإنترنت، في البحث عن علماء كمبيوتر للعمل في مركزها الأوروبي المقبل في زيوريخ.ويشار إلى أن مركز زيوريخ سيكون ثاني مركز أبحاث تفتتحه شركة "جوجل" خارج الولايات المتحدة، بعد مركز مدينة بانغالور بالهند، الذي من المفترض أن يُـدشّـن في بداية العام الجاري، طبقا لما أعلنت عنه "جوجل" في شهر ديسمبر الماضي.ومن المؤكّـد أن المميزات الضريبية التي أقرها وزير المالية السويسري السابق كاسبار فيلليجر منذ عام 1997، قد شجعت شركة "جوجل" على افتتاح مركز لها في زيوريخ. وقد أوضحت دراسة أنجزها مكتب "أرثور د. ليتل" ، للاستشارات، أن 59% من إجمالي الشركات العالمية التي أرادت الاستقرار في أوروبا ما بين عامي 1999 و2001، قد اختارت سويسرا، نظرا لما توفره من مميزات ضريبية جذابة.فعلى سبيل المثال، قررت الشركة الأمريكية العملاقة "كولجيت - بالموليف" تحويل مركزها الأوروبي من باريس إلى سويسرا، لتنضم بذلك إلى العديد من الشركات العالمية الكبرى التي اختارت سويسرا مقرا لها في أوروبا، مثل "إيبي"و"جينرال ميلس" و"بولو رالف لورين" و"ستارباكس".