معجزة الصين
يجزم علماء المستقبليات بأن الصين على أوائل عام 2024 ستكون المعجزة الاقتصادية للقرن الواحد والعشرين حيث يصل معدل النمو فيها اكثر من 9% من الدخل القومي بينما معدل النمو في الولايات المتحدة يصل 4.5- 5 % من الدخل القومي.ولن يأتي ذلك من فراغ فأن الحرية الاقتصادية والانفتاح على العالم ودخول الصين السوق الحرة والمنافسة بعد انضمامها لاتفاقية الجات والشواهد الحالية تؤكد ذلك فقد أغرقت الصين الولايات المتحدة بالبضائع الصينية عالية الجودة رخيصة الثمن.كما أن الصين فتحت أبوابها للاستثمارات الأجنبية وخاصة اليابانية وخصصت مناطق لاقامة الأسواق الحرة في بعض المدن الصينية الكبرى كمدينة كانتون وشنغهاي وبكين ومدن أخرى خاصة بالصناعات الإلكترونية والحاسبات الآلية والبرمجيات.أن الصين قد نظرت إلى جيرانها من النمور الآسيوية الواعدة فلم تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا التطور السريع لهذه البلدان - بل أنها تحتل الآن مكانة اقتصادية كبيرة بين دول جنوب شرق آسيا.لقد أصبحت الصين اكثر ليبرالية وانفتاحا على المستوى الاجتماعي وربما تكون اكثر ديمقراطية في هذا القرن حيث يتطور الحزب الشيوعي الصيني من حزب راديكالي إلى حزب ليبرالي في ظل فدرالية صينية متعددة القومية والأديان والتخصص و التنوع الإقليمي في الدخل مع المحافظة على التقاليد الصينية القديمة مع المعاصرة والتحديث.لقد سمحت الصين القديمة لابنائها بالملكية الخاصة واصبح هناك رجال أعمال صينيون يدخلون شركاء مع رجال أعمال أجانب يستثمرون أموالهم في الصين الواعدة.الصينيون منذ بداية عملية الإصلاح في أواخر السبعينات لا يكفون عن القول لكل من يستمع إليهم ان هدفهم النهائي هو بناء مجتمع يجسد القسمات الإيجابية للمجتمعات الغربية دون السلبية وهنا نجد الصينيين واضحين غاية الوضوح في بياناتهم الرسمية وغير الرسمية فيما يتعلق بأنهم في غير إعادة بناء مجتمعهم علي صورة مجتمعات الغرب، وان المستقبل الذي ينشدونه هو مزيج من الشرق والغرب، رأسمالية واشتراكية، تقليدي وجديد، واقتصاد يعمل بقوة دفع السوق مع التخطيط المركزي، وهذا ما يقصده الصينيون: اقتصاد سوق ذو خصائص صينية.ان رجال الاقتصاد والفكر في الصين يسعون الي حل المشكلات الاشتراكية الصينية عن طريق عملية التخصيص الجذرية وسرعة اطلاق قوى السوق بكامل طاقتها حتى إذا حل عام 2024 أصبحت الصين اكبر منتج في العالم للغالبية من السلع المصنعة واضخم سوق عالمية لأنواع كثيرة من السلع مثل السيارات والطائرات تنافس بها الشركات الأمريكية و العالمية.وسيرتفع نصيب الفرد في الصين من الدخل وستظهر تحولات اجتماعية خطيرة للشعب الصيني بدأت بوادرها بتغير أسلوب ارتداء الزي التقليدي إلى الزي العصري على سبيل المثال. وستصبح الصين بلدا منفتحا اكثر مما اعتاد ولكن ليس ديمقراطيا بالمعنى الغربي ويتحقق حلم الشعب الصيني في الملكية الفردية سواء في المدن او القرى الصينية وستصبح الصين أحد قطبي العالم الاقتصادي مع أمريكا.