استشهاد صبي واعتقال 'وسيطين فلسطينيين' بين حزب الله والفدائيين
استشهد تلميذ فلسطيني أمس الخميس واصيب ستة آخرون بجروح خلال توغل للجيش الاسرائيلي في قطاع غزة في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون فضيحة جديدة. واعلنت حالة الاستنفار القصوى في اسرائيل بعد ورود معلومات عن التخطيط لعمليات فدائية. وجاء هذا الاستنفار قبل ايام من عيد بوريم اليهودي الاحد وغداة قيام الجيش الاسرائيلي بتصفية ثلاثة ناشطين من حركة حماس في غزة.واصيب التلميذ محمد عثمان (14 عاما) برصاصة قاتلة في الصدر وجرح اربعة صبية آخرون برصاص الجنود الاسرائيليين بينما كانوا في فناء مدرسة العمرية في رفح في جنوب قطاع غزة حسب ما افاد شهود ومصادر طبية.كما اصيب تلميذ خامس في يده قرب المبنى نفسه وفتاة في التاسعة عشرة من عمرها برصاصة اثناء تواجدها قرب منزلها .وتم تدمير نحو عشرة منازل بشكل كامل او جزئي خلال التوغل الذي شاركت فيه نحو 15 آلية عسكرية وجرافات حسبما افاد شهود.وقال مصدر امني ان بناية مكونة من اربع طبقات دمرها الجيش الاسرائيلي بالكامل بنسفها بواسطة المتفجرات.وخلال ليلة الاربعاء الخميس قتل الناشط عوني كلاب من "لجان المقاومة الشعبية" واصيب احد عشر شخصا آخرين في انفجار غامض وقع في منزل الناشط في مخيم رفح حسب ما افاد مسؤولون في الامن الفلسطيني. في هذه الأثناء، أعلنت سلطات الاحتلال انها اعتقلت شقيقين من الفلسطينيين حملة الجنسية الاسرائيلية (أراضي 48) بزعم محاولة تهريب ارشادات لتصنيع القنابل من حزب الله اللبناني الى الفدائيين الفلسطينيين.وذكر مكتب ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي ان الرجلين اعتقلا يوم السابع من فبراير شباط وستوجه لهما اتهامات بارتكاب مخالفات امنية خطيرة. وقال: ان الشقيقين محمد وماجد عضوان ناشطان في جماعة أبناء القرية التي شاركت في تنظيم احتجاجات ضد اسرائيل. واتهم أحد الشقيقين بتلقي اكثر من عشرة آلاف دولار من عميل لحزب الله مقابل تسليم ارشادات لتصنيع القنابل مخبأة في اجهزة كهربائية اضافة لتمويل انشطة اخرى. وذكر مكتب شارون ان شقيقه اعترف بأن له صلات بحزب الله.ويشكل الفلسطينيون المواطنون في الأراضي المحتلة عام 1948 (يحملون جنسية الاحتلال) 20 في المائة من سكان فلسطين المحتلة بكاملها. وعلى الرغم من تعاطفهم مع الفلسطينيين الا انهم لعبوا دورا محدودا للغاية في الانتفاضة المندلعة ضد الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ اكثر من ثلاث سنوات.سياسيا، يواجه ارييل شارون فضيحة جديدة بعد التصريحات الصحافية حول وجود علاقة عمل بينه وبين عائلة الحنان تننباوم الكولونيل في الاحتياط الذي اطلق سراحه في كانون الثاني يناير الماضي في اطار تبادل للاسرى بين حزب الله واسرائيل.وحسب استطلاع نشرته صحيفة معاريف فان 42 بالمائة من الاسرائيليين يرغبون في استقالة شارون في حال تبين انه اخفى وجود علاقة مع عائلة تننباوم منذ 29 عاما.ونفى شارون ان تكون علاقاته السابقة في مجال العمل اثرت على قراره بالموافقة على تبادل الاسرى مع حزب الله وقال انه ينفى وجود هذه العلاقة. الا ان 47 بالمائة من الاسرائيليين يعتبرون حسب الاستطلاع نفسه ان شارون كان على علم بهذه العلاقة.وبعد اتهامه بالتورط في هذه الفضيحة الثالثة بعد فضيحتين سابقتين انتقل شارون الى الهجوم المضاد واعتبر انه ضحية حملة اكاذيب، زاعما أنه لا يخفي شيئا ولا ينوي الاستقالة.