اليوم ـ خاص

قصة حب بين تركماني ولاوسية تسهم في التنمية

ماذا يحدث عندما يقع غريب قادم من تركمانستان البعيدة في هوى فتاة لاوسية جميلة تحلم بان تساعد رفيقاتها في القرية الفقيرة؟مزج ايسمت سوميتا باسيوت فن حياكة الانسجة اللاوسية التقليدية الرائعة مع فن حياكة السجاد والبسط في آسيا الوسطى كعمل ريادي اسسا به صناعة جديدة في البلد الذي لايزيد مدخول الكثيرين من سكانه عما يزيد على الدولار الواحد في اليوم.ويقول ايسمت: في البداية جاء الناس وتطلعوا وسألوا: سجاد؟ من لاوس؟ ولكن بعد خمس سنوات تم افتتاح مصنع البساط السحري اللاوسي بدأ ايسمت يجمع الجوائز ويقيم المعارض في اوروبا ويحصل على الثناء من بلدان مشهورة تاريخيا بصناعة السجاد, كايران.ويعمل لدى ايسمت حوالي 40 امرأة شابة معظمهن من مختلف انحاء لاوس وينتجن حوالي 10 الى 40 سجادة في السنة. ويستغرق صنع كل سجادة يدوية من الخيوط الحريرية حوالي ثلاثة اشهر وتتراوح اسعارها بين 600 و 2000 دولار.ويقول ايسمت: نعطي كل فتاة تصل الينا للعمل فرصة بعضهن ماهرات, واخريات تستدعيهن عائلاتهن للعودة الى القرية. ولالوم عليهن.بخلاف الاوضاع السيئة في المعامل الأخرى التي تنتج الاقمشة المخصصة للتصدير في العاصمة, فان المعمل الذي يديره الزوجان يوفر للعاملات اجواء منزلية وتكييف هواء وما اشبه من عناصر الراحة. سوفيتا نفسها تقدم نصائح امومية للفتيات بالابتعاد عن المطبات في فيينتيان, بما في ذلك العصابات التي تغري الفتيات للعمل في بيوت البغاء.وتحصل عاملات الحياكة على اقامة مجانية وطعام وعناية صحية, بل التمارين مرتين في الاسبوع. ومتوسط اجورهن البالغ 50 دولارا في الشهر يزيد على ضعف متوسط معاش معظم الموظفين الحكوميين في الشهر ودون اي علاوات.وتقول سوفيتا: ان هدفنا هو مساعدة الناس في المناطق القروية والهدف هو تدريب اعداد كبيرة من الفتيات للعمل في منازلهن وتزويدهن بالمواد والادوات ثم مساعدتهن على تسويق انتاجهن من السجاد. وتامل سوفيتا ان تنجذب حائكات اخريات في القرية الى العمل والمشاركة في تأسيس صناعة ريفية تؤمن المداخيل للقرية.نشأت سوفيتا في عائلة صغيرة نسبيا في فيينتيان. انها امرأة جميلة تبدو اصغر عمرا من سنواتها الخمسين. وكانت ارملة عندما التقت بايسمت الذي جاء الى لاوس كسائح في عام 1990 واقام في فندق كانت تملكه. وقد احب الاثنان بعضهما بعضا فبقي ايسمت في لاوس.في تركمانستان هناك مثل شائع: الماء حياة التركماني والحصان جناحاه, والسجادة روحه.وعليه, اخذت عدة افكار تختمر في ذهن ايسمت بعد فترة قصيرة من استقراره في لاوس: هناك حرير ممتاز واصباغ طبيعية في لاوس, وانامل نسائها رشيقة في حياكة منسوجات رائعة وصاعقة ولكن احدا لايحيك السجاد والبسط.كان عصمت تاجر سجاد في وطنه لذلك جلب امرأتين خبيرتين في الحياكة من تركمانستان لتدريب الدفعة الاولى من الفتيات اللاوسيات. واثبتت عدة فتيات انهن اسرع تعلما من العاملات في وطنه.وتقول سوك سومتشاي, معلمة السجاد الرئيسية في الشركة, وهي جالسة امام احدى الانوال الرأسية: معظم الفتيات لايجدن صعوبة في التعلم لاننا نبدأ الحياكة باشراف امهاتنا في طفولتنا.واليوم تعلم سومنشاي (31 سنة) مهنة حياكة السجاد وتبتكر تصميماتها وتكسب حوالي 140 دولارا في الشهر.ويقول ايسمت ان ثمة حسنات وافضليات اخرى في لاوس. ففي البلدان الكبيرة المعروفة بحياكة السجاد مثل ايران وباكستان وتركيا وافغانستان, يتمسك عمال الحياكة بالتقاليد القديمة التي تفرض انتاج نفس الانماط والنقوش جيلا بعد جيل.اما في لاوس, حيث لايوجد تراث من هذا النوع, فيكن ان يزدهر الاختبار بافكار جديدة, وقد استخدم ايسمت وزوجته ومزجا احيانا تصاميم ونقوشا من القبائل الجبلية اللاوسية والتركية وهنود الناهوفو في الولايات المتحدة, والالبسة النسائية اللاوسية التقليدية والسجاد التركماني العائد الى القرن التاسع عشر.كما ان الاجيال الطالعة في البلدان التي تشهد ازدهارا اقتصاديا ترفض العمل اليدوي الذي يستغرق انجازه وقتا طولا فتحل الآلة مكانهم.ويقول ايسمت: ان كثيرا من السجاد يصنع بالماكينات الآن طبعا, العمل متقن جدا, ولكن التناسق الصغير - الامر الذي يضفي على السجاد ملمسا خاصا.