نيويورك -الوكالات

المهاجرون المسلمون في أمريكا يدفعون ثمن هجمات سبتمبر

بعد عام من الهجمات المدمرة على الولايات المتحدة يعتقد مئات المهاجرين المسلمين الذين اصدرت السلطات الامريكية اثناء بحثها عن الجناة قرارات بترحيلهم انهم ايضا ضحايا لهجمات 11 سبتمبر .ويقولون المبعدون ان حياتهم انقلبت رأسا على عقب ظلما عندما استجوبت الحكومة الامريكية رجالا من اصول شرق اوسطية او من جنوب اسيا بعدما بات معروفا ان 19 متشددا اعتبروا مسؤولين عن الهجمات.قال خالد درويش (21) عاما في مقابلة بالتليفون من ساو باولو بالبرازيل انه يشعر بأسى شديد للطريقة التي عاملته بها الحكومة الامريكية. واضاف الشاب الذي كان يعمل سائق سيارة اجرة في ممفيس بولاية تنيسي: ادرك السبب لكني شعرت بالم من نظرتهم لي.. لقد كنت عضوا في المجتمع وساهمت فيه بعملي ولم اضمر لهم اي سوء. واحتجز درويش وهو برازيلي من اصل مصري لمدة عشرة اشهر خلال الفترة من 19 سبتمبر وحتى 16 يوليو في تنيسي ولويزيانا دون ان توجه له اتهامات متعلقة بالارهاب. وجرى ترحيله الى ساو باولو التي لم يعش بها منذ ان كان عمره 11عاما حيث اقام خلال السنوات العشر الاخيرة في مصر ثم في الولايات المتحدة.ويعتقد ياسر ابراهيم وهو مصري عمره 30 عاما ويعمل مصمم مواقع لشبكة الانترنت انه دفع مع رفاق ثمن فشل الحكومة الامريكية في منع الهجمات. ويتساءل ابراهيم الذي احتجز لاكثر من ثمانية اشهر في مركز للاعتقال في نيويورك غاضبا: اين كان مكتب التحقيقات الاتحادي. واضاف خلال مقابلة بالتليفون من القاهرة دفعت الثمن. انا وعائلتي عدنا الى هنا. اعتقد ان مكتب التحقيقات الاتحادي اراد ان يغطي فشله وحسب ثم تحرك محاولا ان يظهر للناس انه يقوم بعمله لكن المحتجزين ابرياء . واعتقل ابراهيم وشقيقه هاني وزملاؤهما الثلاثة في السكن في 30 سبتمبر العام الماضي. وقال ابراهيم انه تجاوز مدة اقامته بأسبوعين.وقال: بمجرد ان اعتقلت شعرت كما لو كنت قد انتقلت الى بلد اخر. هذه ليست الولايات المتحدة . وليس من بين ما يقدر بنحو 1200 محتجز من بينهم 752 اتهموا بانتهاك قوانين الهجرة من وجه له اتهام بارتكاب جرائم متصلة بالهجمات على نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا او التآمر لارتكاب اعمال ارهابية اخرى.ورفعت جماعات حقوق الانسان وبعض المبعدين دعاوى قضائية على وزارة العدل الامريكية بانتهاك الحريات المدنية لمسلمين. وقال روس برجرون المتحدث باسم مصلحة الهجرة والجنسية الامريكية ان كثيرا من النقد عمومي ولا يتصل بوقائع محددة ولا اعرف شيئا رسميا بان مصلحة الهجرة والجنسية احتجزت احدا بطريقة غير قانونية او رحلت احدا دون اتباع الاجراءات اللازمة. وجرى احتجاز المبعدين لستة اشهر او اكثر. واشتكى البعض من انهم تعرضوا للضرب والايذاء النفسي على ايدي حراس السجن والمحققين خلال الفترات التي امضوها خلف القضبان كان من بينها مدة تزيد على اربعة اشهر ونصف الشهر في الحجز الانفرادي. كما اشتكوا من ان الضباط حرموهم في البداية من توكيل محامين ومن الرعاية الطبية وممارسة العبادة.وقال مكتب المحقق العام في وزارة العدل الامريكية انه يبحث هذه الشكاوى لكنه استبعد الكشف عن اي نتائج قبل اكتوبر المقبل. ودافع برجرون عن فترات الاعتقال الطويلة على اساس انها تأتي في اطار تحقيق معقد على مستوى العالم وفي اطار جهود مضادة للارهاب تتضمن جمع قدر كبير من المعلومات.وقالت منظمة مراقبة حقوق الانسان في تقرير صدر في اغسطس ان استخدام الجنسية والدين والنوع كذريعة للاشتباه لايظلم وحسب ملايين المهاجرين المسلمين الملتزمين بالقانون... وانما قد يكون ايضا غير فعال لتنفيذ القانون. وعبر معظم المبعدين عن سخطهم واستيائهم من الرئيس الامريكي جورج بوش ووزير العدل جون اشكروفت لكنهم عبروا عن غضبهم كذلك من منفذي الهجمات. وقال انصار محمود الذي جرى ترحيله لتجاوز مدة اقامته بعد ان قضى سبعة اشهر ونصف الشهر في السجون في مقابلة في مدينة كراتشي الباكستانية امريكا لا تزال بلدا عظيما. لا يزالون شعبا شريفا. لكن السيد اشكروفت يسير في الطريق الخاطيء ويسيء للامريكيين. وقال محمود انه كان يعيش هو وزوجته وابناؤه الاربعة حياة عادية قبل الثالث من اكتوبر العام الماضي عندما جاء ضباط الى منزله في بيون بنيوجيرزي. وجرى ترحيله في 20 مايو .وخسر محمود عمله كسائق سيارة نقل كبيرة ومنزله وسيارته والحياة التي بناها في الولايات المتحدة منذ عام 1989. وقال هو وزوجته ان ابناءهما الذين اصبحوا في العقد الثاني من العمر لا يتحدثون اللغة الاوردية.ويسمح قانون المواطنة الامريكي منذ هجمات 11 سبتمبر بنظر قضايا الهجرة الخاصة بما يسمى المحتجزين لسبب خاص سرا ولا تكشف الحكومة عن اسمائهم.قال سهيل محمد المحامي المختص في قضايا الهجرة في كليفتون بنيوجيرزي ان له زبائن محتجزين في احد مراكز الاعتقال الستة التابعة لمصلحة الهجرة والجنسية في الولاية وقال ان معظمهم سيعترف بتجاوز المدة او العمل بدون ترخيص وكلاهما اتهامان يؤديان الى الترحيل.