سريلانكا- الوكالات

بنك تاميل إيلام رمز للاستقلال الذاتي يديره متمردون

الارضية ليست من الرخام ولا يوجد كمبيوتر أو تكييف هواء يريح العملاء. حارس واحد ولكن السطو مستبعد.مرحبا بكم في مصرف تاميل ايلام البنك الوحيد في العالم الذي يديره متمردون ويرمز الى استقلال ذاتي لجبهة تحرير نمور ايلام.قال أمالان راسانياجام رئيس قسم القروض "انشيء مصرفنا حتى يمكن استثمار ودائع التاميل في الشمال والشرق." وأضاف ان الاموال التي تجمعها البنوك السريلانكية في الشمال والشرق لا تستخدم اطلاقا في مشروعات التنمية بهاتين المنطقتين.ويقول محللون ان مغزى وجود هذا المصرف يتجاوز كثيرا كونه مركزا للاستثمار.وتهيمن جبهة تحرير نمور ايلام على أغلب الاقاليم الشمالية والشرقية في سريلانكا منذ عقدين تقريبا وتعتبر عاصمتهم كيلينوتشتشي نموذجا للحياة الطبيعية.وللمدينة الواقعة على الطريق السريع رقم 9 المعروف باسم"طريق الموت" مؤسساتها الخاصة من المدارس والمستشفيات والمحاكم والشرطة وادارة الضرائب وبنك تاميل ايلام المركز المالي لادارة الثوار.قال جياديفا اويانجودا رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة كولومبو "اقيمت هذه المؤسسات كادارة موازية. نظام اقليمي مواز." في فبراير 2002 وقعت الجبهة اتفاقا لوقف اطلاق النار مع حكومة سريلانكا مما عزز قبضتها على الاقليم. في ديسمبر الاول من نفس العام تخلت الجبهة عن المطلب القديم بقيام دولة مستقلة وتريد الآن حكما ذاتيا في نطاق دولة سريلانكا.وستتركز حملة الانتخابات العامة التي تجري في الثاني من ابريل على متابعة وقف اطلاق النار والتوصل الى اتفاق سياسي لانهاء حرب استمرت عقدين سقط فيها 64 ألف قتيل.ولم تنتظر الجبهة تحقيق السلام لاثبات قدرتها على ادارة دولة في كيلينوتشتشي وهي بلدة متربة يسكنها 65 ألف نسمة.ولكن حتى لا ينسى أحد فان الجبهة التي وصفتها الولايات المتحدة بأنها منظمة ارهابية لا تزال في حرب مع حكومة سريلانكا وتتوافر الاسلحة في عاصمة الثوار. وتحت شمس العصر الحارقة كان أحد الثوار يدير محطة للحافلات بالقرب من مطعم يديره الثوار أيضا ويقدم البوظة "ايس كريم" لمجندات في الجبهة يرتدين الاحزمة السوداء التي تميزهن وتتدلى منها بنادق كلاشنيكوف.وتشتهر جبهة تحرير نمور ايلام بأنها من أكثر المنظمات الثورية شراسة في العالم وربما يفسر هذا وجود حارس واحد في البنك يساعد في ختم دفاتر التوفير.انشيء البنك في جافنا عام 1994 ولكن بعد استعادة قوات الحكومة للطرف الشمالي للجزيرة في 1995 انتقل البنك الى كيلينوتشتشي.ولمصرف تاميل ايلام ستة فروع الآن يعمل فيها نحو 100 موظف ويقوم بعمليات مصرفية عادية عدا بطاقات الائتمان وليس لديه نظام معلومات حديث ويتم تسجيل المعاملات في دفاتر. وأغلب الزبائن من المزارعين أو الموظفين في شركات جبهة التحرير.كما لا يعلن البنك عن حساباته أو أصوله أو أرباحه ولكن عن اسعار الفائدة فقط.يحصل المودعون على 5ر7 في المئة على حسابات التوفير لمدة ثلاثة أشهر. وتصل الى 5ر10 في المئة على ودائع 24 شهرا مثل كل بنوك سريلانكا.ولكن فوائد القروض مرتفعة تتراوح بين 15 و17 في المئة لزبائن يريدون شراء دراجات نارية أو جرارات أو مقطورات بالمقارنة مع المعدل العادي ومقداره 10 في المئة في بنوك سريلانكا.ولا يخضع مصرف تاميل ايلام للبنك المركزي وان كان يتعامل مع بنوك لها فروع في الاراضي التي يهيمن عليها المتمردون. كما يستخدم عملة سريلانكا وهي الروبية لان المتمردين لم يذهبوا الى حد اصدار عملتهم. كما انه ليس مسجلا أو معترفا به لدى البنك المركزي.ويعتقد محللون ان سر نجاح مصرف تاميل ايلام يرجع جزئيا الى خشية سكان مناطق المتمردين من رؤيتهم يدخلون احد بنوك سريلانكا.