صحيفة اليوم

محمد عبدالواحد

@ @ هل يكفي ان تكون مهذبا وطيبا و(مدعوكا) وصابرا ومجلودا وبائسا ولا تملك حيلا ولا قوة ولا تهش ولا تنش ولا تمنع وكررها ولاتدفع شرا ولا تفعل خيرا ولا تصوب خطأ؟.@ @ هل يكفي ان تكون هامشيا تسحب خلفك ذيلا من الذكريات الحزينة المؤلمة تعيش معها ولها ولاتنفك من اسرها.. وبهذا الماضي غالبا تنفض عن عينيك الغبار والضباب فلا تبصر إلا الايام التي خلت فترى صباك وشبابك وايامك الميتة واوراقك المتساقطة؟.@ @ هل تكفي (ايام زمان) لتعيش الايام التي تأتي؟ وهل نستطيع ان نصنع المستقبل ونحن نعيش مكبلين بأصفاد الماضي؟ وهل نحن مثقلون يأعباء تاريخنا ام مزهوون فخورون به؟ وهل الوقوف على الاطلال والذكريات كاف لنتوقف عن معايشة الحاضر والعمل من اجل بناء جسور الى المستقبل؟@ @ ان لكل امة ماضيها وتاريخها وامجادها وانتصاراتها وهزائمها ولكن لها ايضا حاضرها ومستقبلها ووعيها وادراكها ضرورة تدعيم اواصر بقائها وتجاوز عقبات ومصاعب نموها وتطورها.@ @ قد يكون الماضي بيتا مترفا نعايشه بالتذكر والحنين ولكن الحاضر واقع نحسه ونلمسه ونراه ويمكن ان ننطلق منه الى آفاق لاتحد.. ولا ينبغي ان تنحسر على تلك الايام الخوالي التي مضت ولن تعود، والمستقبل وبكل مصاعبه.. ومتاعبه.. وظروفه.. وأشواكه.. هو الذي يقف امامنا بكل خيره وشره.. ولابد ان نسلك طريقه رغم كل الاهوال التي نراها امامنا.. ولن يتأتى لنا ذلك إلا بالعلم.. والمعرفة واستثمار خيرات ارضنا بما يعود نفعه علينا وعلى بلادنا.. وقد تثقل خطانا.. ونعاق.. ونتهم وتحاربنا الدنيا واشرارها.. ولكننا بالصبر والحكمة والعقل سوف نتجاوز كل الصعاب.. ومهما ساد الباطل او استحكم فلابد وان ينبلج ضوء الحق والعدل.. وذلك وعد الله ووعد الله حق وان كره الكارهون.. والحاسدون والباغون في الأرض.@ @ لقد تجاوزت هذه البلاد - ولله الحمد- الكثير من المحن والقلاقل والفتن بحكمة قادتها وبعد نظرهم وصبرهم وجلدهم وكفاحهم من اجل بناء بلادهم@ @ نحن بكل امجاد ارضنا.. وكفاح اهلها عبر كل العصور لانعرف الاستكانة او الوهن.. او اليأس.. ولانركن الى امجاد الماضي.. ولكننا نصنع المستقبل بعزيمة اولئك الرجال الحكماء الذين آمنوا بحقهم وحق شعوبهم في العيش مع أمم الأرض في سلام وامان وعدل.. وان نصر الله لقريب.