تأثيرات 11 من سبتمبر على الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة
قال خليل جهشان نائب رئيس اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز ورئيس قسم العلاقات الحكومية فيها ، إن الهجمات التي وقعت ضد الولايات المتحدة لا تعتبر بأيّ شكل من الأشكال حدثاً عادياً ، وإن الحياة التي كانت سائدة في الولايات المتحدة قبل الحادي عشر من سبتمبر الماضي ، انتهت ولن تعود كما اعتدنا أن تكون .وبالنسبة للقضية الفلسطينية قال إن الولايات المتحدة حكومة وشعباً تشعربأن هناك تقصيرا من جانبها ، والمملكة والإمارات ومصر وبعض الدول العربية الأخرى ضغطت على الولايات المتحدة وأعلمتها أنه لا يُمكن الاستمرار في حملتها ضدّ الإرهاب دون تغيير الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية ، فجاء تصريح بوش الذي يؤيد فيه إقامة الدولة الفلسطينية ، ونحن نرحب بذلك ونسعى لترجمته عملياً إلى تغيير جذري وعملي في الموقف الأمريكي ، ونأمل أن يعكس خطاب وزير الخارجية باول قريباً هذا التغيير الأمريكي .وأكد أن هناك تحديات كثيرة يسعى العرب الأمريكيون لمواجهتها ، منها قضية الطلبة العرب الذين يدرسون في الولايات المتحدة ، فبدون أي شكّ هم واجهوا صعوبات هناك ، لكنها كانت محدودة ويجب عدم المبالغة فيها . وهناك دور مهم للطالب الجامعي العربي يجب أن يلعبه فهو السفير الأفضل لنا في الولايات المتحدة ، لذلك يجب عودتهم.وامتدح اعتبار شيراك أن إدراج حزب الله وبعض المنظمات الفلسطينية ضمن قائمة الإرهاب الأمريكية غير قانوني ولم يبلغ للأمم المتحدة ، وقال إن هناك فرقا بين الإرهاب ومنظمات المقاومة المشروعة .أما الدكتور زياد عسلي رئيس اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز ، فأشار إلى أن مسألة صراع الحضارات مسألة قديمة لكنها أخذت اهتماما إعلاميا جدياً اليوم ، ولذلك يجب أن نلاحظ التركيز الصهيوني على هذه القضية لمصلحة إسرائيل ، الأمر الذي ينعكس على السياسة الأمريكية و يحدد مستقبلها . وقال إن الفرصة متاحة لشرح القضية الفلسطينية و معالجتها و تعليم الأمريكيين عن العرب و المسلمين ، فهناك محاولة صهيونية جديدة لتشويه ذلك تتطلب التصدي لها . ودعا لتنظيم الجالية العربية وفق خطط عملية و الدخول في اللعبة الانتخابية التي تحاشيناها كثيرا بسبب الاتهامات لهذا المعسكر أو ذاك و دفعنا الثمن ، كما علينا أن ننسق بين العرب والمسلمين في أمريكا و في الوطن العربي على جميع المستويات.و حول الأسس التي تمّ بموجبها تصنيف المنظمات الإرهابية في أمريكا عقب أحداث سبتمبر قال إن علاقة الصداقة بين إسرائيل وأمريكا هي استراتيجية صهيونية عليا وكل ما يهدد هذه الصداقة فهو يضر بهذه الاستراتيجية ، فلإسرائيل أصدقاء قد استغلوا ودون كلل منذ سبتمبر توسيع قائمة الإرهاب و قد وصلت إلى حزب الله و حماس التي نعتبرها منظمات مقاومة ، ويعتبر ذلك تهديداً لنا جميعاً و هي قضية سياسية تعكس التأثير الصهيوني على صنع القرار في أمريكا . وبدوره تحدث الدكتور إدموند غريب أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية في واشنطن وخبير الشؤون الصحافية ، عن الأحداث وتداعياتها وردود الأفعال وقـال إن أحداث 11 سبتمبر قد هزّت المجتمع الأمريكي ، ولم يكن هناك توقع لوقوع ذلك وخاصة بعد أن رأت الولايات المتحدة نفسها الأقوى في العالم .. وأشار إلى الآثار الأولية للتطورات الأخيرة ، ومنها إضعاف دور المحاكم ، وسنّ قوانين قوّضت من الحريات المدنية . كما أصبح بعض الأمريكيين يؤيدون اغتيال أشخاص أو مسـؤولين ، وهناك حالة إرباك أخلاقية بسبب هذه الصدمة التي شهدتها الولايات المتحدة ، ونسمع عن محاكمة إرهابيين أمام محاكم عسكرية وهذه أمور جديدة بالنسبة للولايات المتحدة . كما نسمع في الآونة الأخيرة أن هناك رغبة لدى البعض لاسـتخدام الأسلحة البيولوجية والكيماوية . ومن المخاطر الأخيرة القيود المفروضة على وسائل الإعلام ، والتي بدأت تركز على الإثارة وبأن الصحافي يجب أن يكون مواطناً بالدرجة الأولى قبل أن يكون صحفياً ، وشهدت الفترة الأخيرة حملات إعلامية ضد العرب وضد المسلمين .وأوضح غريب أنه توجد مؤشرات أن الولايات لن تكتفي بسقوط كابول بل تريد أكثر بالنسبة للعالم العربي ، وهناك صراع يدور في الولايات المتحدة فالبعض يرى أن هذه فرصة لضرب الإرهابيين والدول المارقة . وقال إن بعض الأطراف لا تريد أن يكون للولايات المتحدة حلفاء في المنطقة سوى إسرائيل وربما تركيا .