ماجد كيالي

أصبحنا نحن فجأة خارج الحكاية... صرنا (انتراكس)!!

منذ اللحظة الأولى للهجمات التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية يوم 11/9، في نيويورك وعلى مبنى البنتاغون في واشنطن، سارعت إسرائيل، وبشكل محموم، الى اقتناص ما اعتبرته فرصة من السماء لتوظيف تداعيات هذا الحدث لما يخدم سياساتها ضد الشعب العربي الفلسطيني . اولا :للتحريض ضد العالمين العربي والإسلامي . ثانيا : للترويج لتماهيها مع الغرب .ثالثا! : بالطبع فان هذا الخط في الخطاب الاسرائيلي تعرض لاهتزازات نوعية، عديدة وكبيرة، بسبب تطور الأحداث والتداعيات المتعلقة بهذا الحدث الخطير، خصوصا في جهة تشكيل الائتلاف الدولي الناهض للارهاب. وهكذا فانه يمكن الحديث عن عدة خطوط او محاور في الخطاب الاسرائيلي الذي انشغل بداية بالتركيز على وصم أعمال المقاومة الفلسطينية واللبنانية للاحتلال الاسرائيلي بالارهاب، وبضرورة اشتمال الفصائل الفلسطينية وحزب الله في الحرب التي تعتزم امريكا شنها ضد الارهابيين. ثم بعد ان تبين ان الإدارة الأمريكية لا تتجاوب مع هذه الطروحات ظهرت علامات الخيبة في الخطاب الاسرائيلي، خصوصا بعد ان تبين ان اسرائيل نفسها مستبعدة من التحالف الدولي الجديد. وفي مرحلة اخرى اهتم الخطاب الاسرائيلي بالنتائج التي يمكن ان تتمخض عنها التفاعلات الدولية والاقليمية الجديدة، خصوصا في شأن الربط بين الحرب ضد الارهاب وبين ضرورة ايجاد حل للصراع العربي ـ الاسرائيلي، خصوصا بعد ان لاحت في الافق بوادر مبادرة امريكية جديدة لحل القضية الفلسطينية دون التشاور و التنسيق مع اسرائيل، وهو الامر الذي فسرته الدولة العبرية على انه تخل عنها، مقابل دخول العرب في التحالف الدولي لمناهضة الارهاب، مما فاقم احساس اسرائيل بخيبة الامل والخذلان. وعليه فانه يمكن بكل سهولة ملاحظة التخبط في الخطاب السياسي الاسرائيلي المتعلق بالحدث الأمريكي بدءا من اعتبار هذا الحدث بمثابة بشارة خلاص لاسرائيل يحررها من القيد الدولي الذي يكبل يدها (الى حدا ما) في حربها ضد الفلسطينيين، الى اعتباره مؤشرا على بداية التفريط باسرائيل وتقديمها كبش فداء كسب ود العرب في حر ب امريكا ضد الارهاب. كما يمكن ملاحظة هذا التخبط في ترويج الخطاب الاسرائيلي العديد من الادعاءات المغرضة وارتداد هذه الادعاءات على اسرائيل نفسها.وبالطبع فان الخطاب الاسرائيلي عكس ايضا آراء ومواقف مختلف اطراف الطيف الاسرائيلي، وظهرت وجهات نظر للخطاب الرسمي السائد سواء من جهة اليسار او من جهة اليمين. ويمكن تبين ملامح الخطاب الاسرائيلي، الذي واكب تداعيات الاعتداء الارهابي على الولايات المتحدة الامريكية، ومحاولات توظيفه للحدث الامريكي في العناوين والمحاور التالية:اولا: اعتداء على قيم الحرية والديمقراطيةروج الخطاب الاسرائيلي لنظرية مفادها ان الاعتداء على الولايات المتحدة الامريكية انما هو اعتداء يستهدف قيم الحرية والديمقراطية ونمط الحياة الامريكية القائم على الرفاهية والتكنولوجيا، وعليه فان من قام بهذا الهجوم ينتمي الى عالم التخلف والاستبداد، وبالتالي فهو يتغذى من الاصولية الاسلامية. نتيجة لذلك سارعت اسرائيل الى توجيه اصابع الاتهام الى المنظمات الفلسطينية وبعض الدول العربية الاسلامية اسهاما منها بتأجيج الحقد والكراهية والتحريض ضد العالمين العربي والاسلامي مطالبة امريكا بابداء اقصى درجات الحزم والقوى في الرد على الهجوم الذي تعرضت له.كتب شبتاي شبيط (رئيس الموساد سابقا) مقالا في يديعوت احرونوت، جاء فيه ثمن باهظ مؤلم دفعته الولايات المتحدة من اجل ان تستوعب ما قلناه دائما بشأن كفاح الاسلام المتطرف، هذه حرب، حرب ضد العالم الحر. طوال سنوات حذرنا من الخطر الكامن في الاسلام الاصولي. الآن آن الاوان لان تظهر الولايات المتحدة قدرتها، وان تضع يدها سريعا على منفذي العملية وتصفية الحساب معهم. في هذا الموضوع من الممكن بالتأكيد الاستعانة باسرائيل ةتجربتها الغنية في كفاحها ضد الاسلام المتطرف ونحن في الشرق يجب ان نفكر في هذا بمنتهى الجدية.اما يسرائيل هرئيل فيقول شامتا ماحدث للامريكيين كان من نصيبنا نحن والان انتابهم هم ايضا الخوف والذعر شكرا لله الذي ترك امريكا تذوق ما ذاقه ابناؤنا طوال ثمانين عاما من مهانة قتل الآباء وتدمير المقدسات. ومن جهته انتقد بن كسفي الادارة الامريكية وشكك في مصداقيتها بقوله: بالامكان السؤال كيف حدث رئيس الـ اف بي آي (روبرت مولر) ومدير الـ سي آي ايه (جورج تينيت) ما زالا في منصبيهما حتى الان، فلو كان الامر في اسرائيل لانهت لجنة التحقيق الثالثة مهامها الآن واقالت الجميع. اذا لا حاجة لتحميل كل الملف لشارون، فليس هو الذي جلب الارهاب، وما يفعله هو عرقلة الحرب قليلا.ثانيا: انتماء اسرائيل للغرب هو سر العداء المحيط بهاوفي اطار الاجواء العدائية المحمومة ضد العرب والمسلمين، التي اعقبت الهجوم على الولايات المتحدة الامريكية، روجت اسرائيل لكذبة اخرى مفادها ان مصدر العداء لها انما يتغذى من كونها جزءا من الغرب في المنطقة وبالتالي من كونها تحمل مسؤولية نشر رسالة الحرية و الديمقراطية والحداثة في هذا الجزء من العالم ! وان هذا وحده هو الذي يجعلها ضحية بريئة للعداء والكراهية اللذين يكنانهما لها العالمين العربي والاسلامي وبالطبع فان هذا الخطاب يتوخى طمس القضية الفلسطينية والتغطية على احتلالها وعلى المظالم التي ارتكبتها وترتكبها كل يوم ضد الامة العربية والشعب الفلسطيني، وذلك للامعان في التعمية على الرأي العام العالمي في اجواء يبدو فيه الرأي العام، على الصعيد الدولي، مستفزا وفي غاية من الحساسية. وفي هذا الاطار كتب بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة الاسبق) مقالا نشره في صحيفة معاريف قال فيه ليس هناك شعب آخر يستطيع ان يتعاطف مثلنا مع ضحايا الارهاب المروع الذي امتد ليطول الولايات المتحدة، فطوال عشرات السنين قاتلت اسرائيل في خط الجبهة ضد الارهاب. امريكا هوجمت لانها تمثل جوهر الحرية، وشعلة الحرية التي تضيؤها امريكا في انحاء العالم، ترفعها اسرائيل في الشرق الاوسط، هذا هو السبب الذي يدعو القوى المتشددة، التي حسب كل المؤشرات نفذت هذا الهجوم، الى ان تطلق على الولايات المتحدة لقب الشيطان الاكبر وعلى اسرائيل لقب الشيطان الاصغر. ان القيم الاساسية التي قدمها مجتمعنا الديمقراطي ـ حقوق الفرد، حرية الضمير وكرامة الانسان ـ هي قيم ملعونة بنظر انظمة الشر التي تقف وراء الارهاب. ان الطغاة الحكام في ايران والعراق وافغانستان، ومنظمات الارهاب مثل السلطة الفلسطينية وحزب الله وحماس، يعدون ويدربون ويرسلون ارهابيين الى انحاء العالم. ويقول نتنياهو في مقال آخر كتبه في صحيفة يديعوت احرونوت ثمة مجموعات مسلحة مهمتها واضحة، طرد الغرب اولا من المناطق التي تعتبر اسلامية، اما اسرائيل، الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط والتعبير الابرز عن التقدم الغربي والحرية الغربية في هذه المنطقة، يجب ان تمحى نهائيا. ان جنود الاسلام المتطرف لا يكرهون الغرب بسبب اسرائيل بل يكرهون اسرائيل بسبب كونها جزيرة للقيم الديمقراطية الغربية داخل بحر عربي اسلامي من الطغيان.ثالثا: امريكا تعرضت للارهاب واسرائيل ايضاركز الخطاب الاسرائيلي بشكل كبير على المساواة بين الحدث الارهابي الذي تعرضت له امريكا وبين اعمال المقاومة التي تتعرض لها اسرائيل والتي تعتبرها اعمالا ارهابية، محاولا في ذلك تشويه المقاومة الفلسطينية والنيل من عدالة وشرعية الكفاح الفلسطيني، وسعيا منه لتغطية واقع الاحتلال الاسرائيلي وممارساته العدوانية والعنصرية والارهابية في الاراضي الفلسطينية المحتلة. كما ركز الخطاب الاسرائيلي على العلاقات الاستراتيجية التي تربط اسرائيل بالولايات المتحدة الامريكية، خصوصا في الصراع ضد عدو واحد هو الارهاب والارهابيين، وكان الحدث الامريكي بمثابة الفرصة لرفع الصوت امام الادارة الامريكية الم نقل لكم؟ ولم ينس هذا الخطاب تذكير امريكا بان اسرائيل قاتلت الارهاب وحدها. يقول سيفر بلوتسكر، في يديعوت احرونوت لقد واجهت دولة اسرائيل وما زالت تواجه وحدها ومنذ اكثر من سنة هجمة ارهابية عنيفة. وحظى ردنا، المتطرف احيانا، بغير قليل من الانتقادات في العالم والى درجة كبيرة من عدم الفهم وغياب التضامن. والان وعلى مرأى من المشاهد المروعة في نيويورك وواشنطن، سيفتح الكثيرون اعينهم، نحن الاسرائيليين سنذكرهم باسف وبألم وباحساس بالمصير المشترك، قلنا لكم ان الرد على الارهاب ليس التصالح معه، وليس التسليم معه، وليس محاولة فهمه ـ بل توحيد الجبهات في حرب لا هوادة فيها من اجل تصفيته. لا سلام مع الارهاب، الارهاب هو نازية ايامنا هذه. ومثلما لم يكن واردا بالحسبان اجراء مفاوضات سياسية مع النازيين في سنوات الحرب العالمية الثانية لا يمكن ان يرد بالحسبان مفاوضات سياسية مع ارهابيين في سنوات الالفين. من الممكن ان يرد بالحسبان فقط الانتصار الكامل والمؤكدعليهم.رابعا: فرصة للبطش بالانتفاضة وتقويض السلطة الفلسطينيةاعتقدت اسرائيل ان الحدث الامريكي يقدم لها التغطية المناسبة لتسديد ضربة قاضية لاجهاض الانتفاضة ةتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية مستغلة الظروف التي اشعلها الحادث الارهابي في امريكا والذي رأته بمثابة الفرصة السانحة لها لزيادة التحريض ضد السلطة الوطنية الفلسطينية، ورئيسها ياسر عرفات، باعتباره (حسب الادعاءات الاسرائيلية) ابن لادن خاصتنا احيانا، وباعتبار السلطة الوطنية الفلسطينية بمثابة نظام الطالبان بالنسبة لاسرائيل، في احيان اخرى! وذلك في الاطار الاسرائيلي لكسر ارادة الشعب الفلسطيني وبالتالي عزل قيادته وفرض الاملاءات الاسرائيلية عليه. وعن ذلك يقول اوري دان في الجيروزاليم بوست برز وضع اصبح فيه الارهاب الديكتاتوري ضد الديمقراطية الامريكية والديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط واضحا وضوح الشمس. سيجبر هذا الوضع الدولتين على اتخاذ خطوات عنيفة وخاصة ضد كل دولة على حدة ومع تنسيق اقوى من أي وقت مضى. ولكن زئيف شيف رأى ان الامور تسير في عكس هذا الاتجاه، وبرأيه فانه لا مجال لاي استعارة في موضوع انهيار البرجين التوأمين في العملية الارهابية وبين الهجمات الفلسطينية على مستوطنة نتساريم او موقع مرجنيت جنوبي قطاع غزة. فحتى لو دمرت الولايات المتحدة افغانستان بسبب القاعدة التي منحتها لابن لادن، فلا يمكن لاسرائيل ان تفترض ان مجال مناورتها الجديد يمنحها صلاحية التدمير العسكري للسلطة الفلسطينية. فمع ان الرأي العام العالمي يعرف ان الفلسطينيين كانوا دوما ينفذون عمليات ارهابية فظيعة، ولكن اسرائيل تعتبر ايضا دولة محتلة. وعن هذا الوضع الجديد يقول حايمي شاليف عشية شن حربهم ضد الارهاب فان آخر ما تريده الادارة الامريكية هو ان ترى الان تدهورا عنيفا بين اسرائيل والفلسطينيين الذي من شأنه ان يقوض تماما الائتلاف الدولي. ربما يوافق الامريكيون بصورة نظرية على ان الارهاب هو الارهاب ارهابكم لن يستطيع الانتظار. ورغم ان شارون يؤمن في قلبه ان عرفات هو ابن لادن، الا انه يعرف ان الامريكيين لن يسمحوا له باستخلاص النتائج المرجوة من ذلك، والمعقول هو مثلما هو الحال دائما ان يستطيع عرفات هذه المرة ايضا ان يبتز فرصة اخرى.لا تأتي الرياحوكما قلنا فان الرياح لم تأت بما تشتهي السفن الاسرائيلية فان الخطاب الاسرائيلي الذي حقق اغراضه في التحريض على العالمين العربي والاسلامي وعلى الفلسطينيين لم يحقق اهدافه كاملة، اذ سرعان ما تبينت اسرائيل ان الحسابات الامريكية لم تأخذ في اعتباراتها الادعاءات الاسرائيلية، وان حسابات السياسة نسبية وهي لذلك لا تتطابق مع الحسابات العدائية المطلقة، التي تتعيش عليها اسرائيل. وهنا بدأ القلق والتوجس يحيطان بالدولة العبرية، والمشكلة ان اسرائيل التي اعتقدت ان الفرصة واتتها لشن حرب مع امريكا ضد الارهاب وبالتالي ضد المقاومة الفلسطينية، اذا بها تجد نفسها معزولة عن الصعيد الدولي، بينما عدوها اللدود، الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بات يعتبر بمثابة ذخر استراتيجي للولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب. وقد عبر الخطاب الاسرائيلي عن هذه الحالة بعبارات القلق والتوجس واحيانا بعبارات التخوف والاستغراب من هذا الواقع الجديد الذي لم تلحظه اسرائيل، في ذروة اندفاعها لاستغلال الحدث الامريكي، يقول الدار يبدو انه كان على عرفات ان يبتدع ابن لادن خاصا به لو لم يكن هذا الاخير موجودا. وهذا يعود لثلاثة اسباب وهي: اولا، هجمات ابن لادن الجنونية حولت الارهاب الى مسألة نسبية دفعة واحدة، اهداف تنظيم القاعدة الغامضة حولت العنف الفلسطيني الى كفاح تحريري مشروع. ثانيا، تحالف الولايات المتحدة مع مصر والسعودية ودول اسلامية اخرى هو بوليصة تأمين على الحياة للسلطة الفلسطينية. ثالثا، مظاهر تضامن حماس والجهاد الاسلامي مع ابن لادن والمظاهرات التي ابداها اعضاؤها ضد السلطة وفرت لعرفات ذريعة لاعتقال خصوم سياسيين دون الظهور بمظهر شرطي تابع لشارون.ويعكس حايمي شاليف في معاريف هذا القلق الاسرائيلي بقوله اصبحنا نحن فجأة خارج الحكاية، لا يسير الواقع وفق توقعات اغلبية الاسرائيليين وكان من المفترض ان تقنع العمليات الشنيعة التي جرت في ابراج التوائم كل العالم بعدالة كفاحنا ضد الارهاب. ولكن بدلا من حملنا على رؤوس الاكف اخذوا يبتعدون عنا مثل الابتعاد عن جرثومة الانتراكس. ياسر عرفات تحول الى حبيب الجمهور، وحتى سوريا راعية الارهاب انتخبت كعضو في مجلس الامن، والامر الاكثر اثارة للاعصاب هو ان الامريكيين احباءنا هم من يقفون وراء كل ذلك. وقد عبر الوف بن عن احساس اسرائيل بالمرارة في مقال كتبه في هآرتس، قال فيه في الايام الاولى التي اعقبت العمليات في الولايات المتحدة املت اسرائيل ان تتعاطف الاسرة الدولية مع كفاحها ضد الارهاب. منذ انتهاء الحرب الباردة وزعماء اسرائيل يروجون ان الاسلام المتطرف ورث الشيوعية السوفييتية في دور امبراطورية الشر، ويدعون الى تجميع الجهود لمكافحة الارهاب، ان ضربة الارهاب في وسط امريكا اكدت ايضا وان كان بتأخير مؤسف، ان اسرائيل صادقة، ولكن حين تبددت الصدمة الاولى اتضح ان الولايات المتحدة تريد الحفاظ على مسافة بينها وبين اسرائيل. وتعززت المخاوف في اعقاب اقوال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو التي يفهم منها ان الارهاب الفلسطيني هو كفاح شرعي او على الاقل مفهوم.اجلس بصمت ولا تعكر خطتنابالطبع لم يقتصر القلق الاسرائيلي على مجرد الطلب من اسرائيل الجلوس في مقاعد المتفرجين في الحرب الدولية ضد الارهاب، فهذه ليست هي المرة الاولى التي يطلب منها ذلك، وانما ازداد القلق نتيجة القيود والضغوط التي بذلتها الولايات الامريكية لكبح جماح شارون، ولاجباره على العودة الى طاولة المفاوضات وايضا بسبب الحظوة التي بات يحظى بها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على الصعيد الدولي، وترجمة ذلك ان المقاومة الفلسطينية ليست ارهابا، وان اسرائيل ليست امريكا، وبالطبع فان عرفات ليس ابن لادن، وليست هنا افغانستان، واخيرا فان ما زاد القلق الى حالة من الخوف التسريبات عن خطة امريكية للتسوية. يقول عكيفا الدار في باريس ولندن وفي واشنطن، تبددت معادلة : عرفات = ابن لادن، من قبل ان يزول ستار الدخان عن سماء منهاتن، والبرهان على ذلك هو ان رئيس الولايات المتحدة بقده وقديده تفرغ من التحضيرات لمحاصرة ابن لادن وملاحقته ليناشد شارون حتى يقوم بارسال بيريز للالتقاء بعرفات. الفرق بين ابن لادن وعرفات في نظرهم يماثل الفرق بين الارهاب الفوضوي وبين الارهاب الوطني. لا يوجد لقتلة الالاف في مركز التجارة العالمي دولة ولا بيان سياسي، اما الفلسطينيون فيملكون مطلبا عادلا بالدولة المستقلة حتى في نظر قسم ملموس من الجمهور الاسرائيلي اليهودي.@ باحث وكاتب فلسطينيالمصدر: مجلة شؤون عربيةصادرة عن جامعة الدول العربية ـ القاهرة