الشيخ النعيم مؤسس الحركة التعليمية في الاحساء
المدرسة والاقبالالشيخ حمد محمد حمد النعيم من الرجال الذين كرسوا حياتهم لجعل التعليم هو الاساس لتوسيع المدارك, احتضن الشيخ النعيم عددا كبيرا من التلاميذ من ابناء حارته, وبدأ مشوار القراءة والكتابة والنحو والتجويد, بسبب ادراكه لعظم المسؤولية التي القيت عليه, لما لمحت في ذهنه فكرة تبعتها افكار تتطلبها مواكبة العصر في حاجة البسطاء من الاهالي الى قراءة الرسالة من ذويهم, لمعرفة اخبار الباحثين عن الرزق والمغتربين عن الاهل, ورغم ان صحة الشيخ لم تصمد امام المجهود اليومي الكبير الذي يبذله, الا انه جعل من منزله مدرسة اطلق عليها مدرسة النجاح, فهو المثقف الذي تعلم بمدارس البحرين, عندما انتقل والده اليها طالبا للرزق, ثم اكمل تعليمه في الكويت والهند - يرحمه الله - فقد كان دائم التفكير في تقديم خدمة لحي النعاثل, الذي هجره طويلا, بسبب اقامته في البحرين لسنوات طويلة.تناقل الجميع خبر افتتاح المدرسة, وخلال 6 اشهر فقط وصل عدد التلاميذ الى 70 طالبا, وفي عام 1930هـ ازداد عدد الطلاب حتى صار المكان ضيقا, ولم يستوعب الاعداد الكبيرة من ابناء المنطقة الشرقية الذين بدأوا يتوافدون عليه لتلقي العلم, عندئذ قويت لديه طموحات فكرة انشاء مدرسة يعلم فيها العلوم الحديثة ودراسة اصول الدين وقواعد الحساب ومسك الدفاتر, وبالفعل تم الاجتماع باولياء امور الطلبة وبعد البحث المضني لمساعدة اغلب تلاميذه الذين هم من الفقراء والمساكين وذوي الحاجة, الى ان وجد ضالته عند صديقه الشيخ عبدالله القصيبي.دعم القصيبييقول الشيخ عبداللطيف النعيم: بعد افتتاح المدرسة بثلاث سنوات جاء الى والدي ابناء عبدالله القصيبي (عبدالعزيز وعبدالرحمن وسعد وحسن), وعرضوا عليه الانتقال الى احد المباني الكبيرة , فوافق وانتقل ليؤسس اول مدرسة في الاحساء. وقد وصل عدد الطلبة بعد افتتاحها عام 1348هـ الى 400 طالب, بعد ان تم امداده بالمال ووفرت له كل الامكانيات وتم تجهيزها بالكامل.زيارة ملكيةفي حين استطاعت المدرسة ان تخرج العديد من الطلاب, الذين التحقوا بها.في رمضان من عام 1348 قام الملك عبدالعزيز بزيارة الى الاحساء, وقد اقيم حفل كبير, القى فيه الشيخ حمد النعيم كلمة عن تطور المدرسة, وبعده القى الطالب عبداللطيف حمد النعيم قصيدة شعرية, ثم القى الطالب خليفة الملحم كلمة نيابة عن الطلبة, وقد ابدى ارتياحه للمستوى الطيب الذي وصل اليه طلابها, واهداهم جوائز قيمة.المرض والموتوبعد 3 سنوات من زيارة الملك عبدالعزيز اصيب الشيخ حمد محمد النعيم بمرض الكلى, الذي اقعده عن العمل, فأوكل امر المدرسة عام 1351هـ الى عبدالرحمن المزروع, حتى تم اغلاقها, واشتد عليه المرض, وفاضت روحه في ذلك اليوم من شهر ذي الحجة عام 1353هـ, ولقد كان يوم مشهودا في الاحساء, حيث شيعه محبوه وتلاميذه الى مثواه الاخير.وبعد اغلاق المدرسة لمدة تجاوزت 5 سنوات من عام 1356هـ كتب الاهالي الى الملك عبدالعزيز, يطلبون اعادة افتتاح المدرسة, فكانت الاستجابة منه - رحمه الله - وقامت الجهات المختصة بايفاد محمد النحاس, ليقوم بافتتاح اول مدرسة حكومية وعند وصوله قابل العديد من وجهاء وعلماء الاحساء, وعرض عليهم المناهج التعليمية بعد شرحه الغرض الذي جاء من اجله, وتم اطلاق اسم المدرسة الحميدية, وكان تلاميذ مدرسة الشيخ حمد النعيم خير نواة لها, ويذكر المؤرخ صالح الذكير - رحمه الله - بعدها ان الدولة بدأت في تأسيس مدارس اخرى على غرارها في كل من الهفوف والدمام, لتفتتح بعدها عددا من المدارس في الجبيل والمبرز.