صحيفة اليوم

كلمة اليوم

يوغل شارون في تقدير حساباته من جديد ان ظن أن باستطاعته إخماد جذوة المقاومة باغتيال رموزها، فكما سقط الشهيد ياسين قبل نحو شهر هاهو الرنتيسي يسقط بنفس الطريقة مساء امس الاول في موجة تصفية اسرائيلية لرموز المقاومة التي لم تجد طريقة أمثل من القوة لاستخدامها مع اسرائيل بعد أن خابت كل وسائل السلم وسقطت آخر أوراق الزيتون من رجالات المقاومة الذين تمسكوا بالحل السلمي طويلا فلم يجدوه الا وهما سخرت اسرائيل ومازالت تسخر منه ومن اصحابه داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، غير أن وضع الامور في نصابها والنقاط على حروفها يستدعي القول ان شارون استمد طغيانه واستعلاءه من عدة انوار خضراء تصرح بها الادارة الامريكية دون تلميح، وآخرها وربما أفدحها موافقتها على الخطة الشارونية القاضية بتهميش عودة اللاجئين وعدم الانسحاب من المستوطنات، بما أدى الى انتفاخ أوداج شارون من جديد واستهتاره بكل مبادرات السلام المطروحة في المنطقة وعلى رأسها خطة الطريق التي يخشى انها في طريقها الى الاحتضار بفعل ممارسات شارون الدموية ومحاولته الحيلولة دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وبالتالي الحيلولة دون تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة، وقد وجد في اغتياله لرموز الانتفاضة مسلكا قد يحقق تلك الاهداف المرفوضة من العالم كله، غير ان (ارهاب الدولة) الذي يمارسه شارون مع الشعب الفلسطيني لن يحقق أغراضه الدائرة في رأسه المفلسة تماما من أي حل سياسي عقلاني يمكن ابرامه مع الفلسطينيين، وإزاء هذا الوضع فان ردود الفعل الفلسطينية على اغتيال الرنتيسي ومن قبله الشيخ ياسين سوف تكون قاسية ومؤلمة لشارون وأركان حكومته، وهذا يعني ان موجات قادمة من العنف سوف تحتدم داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي قلب الكيان الاسرائيلي المغتصب، ويتحمل شارون مغبة هذه الاوضاع المتفجرة التي جاءت بسبب اهداره كل فرص السلام المتاحة، ومحاولاته المستمرة للقفز على الحقوق الفلسطينية والعربية بتهميش مبادرات السلام وتصعيد موجات العنف.