صحيفة اليوم

من أمثال القرآن

في الآيتين (75- 76) عن العبد المسلوب الإرادة.. يقول الحق تبارك وتعالى: ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقاً حسناً فهو ينفق منه سراً وجهراً هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون. وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم).. العبد مسلوب الإرادة والحرية ومشلول التصرف والملكية ومعطل القوى وخاضع لسيده، وكذلك الكافر الذي عطل تفكيره فسيرته أهواء أوليائه لا يتساوى بالمؤمن المفكر القوي بنصر الله الغني بعقيدته الصحيحة.. أما الأبكم الأخرس فقد ماتت فيه حاسة السمع والنطق وتعطلت قواه العقلية فلا يستوي برجل كامل العقلية ذي فهم ناضج وإدراك سليم وعدالة واستقامة..!! سورة الرعد. وفي الآية (17) عن الحق والباطل في سورة الرعد. يقول الله تعالى: ( أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض). الزبد يذهب جفاء أي لا ينتفع به ويتفرق ويتمزق ويذهب في جانبي الوادي ويعلق بالشجر وتنسفه الرياح كذلك خبث الذهب والفضة والحديد والنحاس يذهب ولا يبقى إلا الماء.. عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه قال: إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعمل كمثل غيث أصاب أرضاً فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا ورعوا وسقوا وزرعوا وأصابت طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه الله بما بعثني ونفع به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به. ضرب تعالى مثل الحق في ثباته وبقائه بالماء النازل من السماء فسيل به الأودية على قدر حاجة الناس..وبالمعادن المنتفع بها في صنع الحلي والأدوات.. وشبه الباطل بعدم ثباته وبقائه بزبد الماء وهو الريم وزبد المعادن الذي يهيج ثم يتلاشى.. فقوله ( أنزل من السماء ماء) أي القرآن الذي شبهه بالماء لما فيه من منفعة دينية من الأحكام والشرائع كما أن المطر منفعة دنيوية.. ثم شبه القلوب بالأودية لوجود النور نافذاً إليها ومجازاً كنفاذ الماء في هذه الأودية.. ثم شبهها بالسيل وسيل الباطل بالزبد العالي فوق الماء كقلب لم يتفكر ولم يعتبر. أن ما ينفع الناس كالماء وخلاصة المعادن تبقى في الأرض.. أما الزبد فيذهب غير مهتم به لحقارته.. @@ عفاف عايش حسين كاتبة وتربوية