سوانح
بدأ يوم أمس العام الدراسي الجديد 1423/1424هـ وأضيف الى مؤسسات التعليم الجامعي عشرات الآلاف من طلاب وطالبات الثانوية العامة أو أولئك المحظوظين حقا الذين تحصلوا على مقاعد وثيرة لا يمكن مقارنتها بأية مقاعد مهما غلت قيمتها أو بدت فخامتها، فهي الأغلى قيمة ولأسباب عدة يتمثل مجملها في المشقة والمعاناة الجسدية والذهنية التي عاني منها أولياء الأمور وهم يلهثون بل (يتنططون) وراء أي بصيص أمل يحفظ ما تبقى من كرامة الوجه، على الأقل بين أفراد عائلاتهم،وعند عودتهم (المكوكية) يوميا الى المنزل وفيما اذا تمكنوا من العثور على ذلك المقعد!!المؤسف جدا أن العديد ممن سيجلسون على هذه المقاعد قد لا يقدرون ثمنها، او على الأقل تذكر (شحططة) اولياء أمورهم وتحملهم المصاعب في السعي للحصول عليها، والأهم من ذلك القيمة الفعلية لهذا المقعد التي تصل الى ما يقارب المليوني ريال الذي وفرته الدولة رعاها الله مجانا في سبيل بناء الفرد من ابناء وبنات هذا الوطن الذين يعول عليهم مستقبل هذه البلاد الخيرة - حفظها الله - من كل مكروه.ان الهدر الأكاديمي السنوي الناتج من تخلف العديد ممن حظوا بالجلوس على هذه المقاعد المكلفة جدا في دراستهم لدرجة التعثر والحرمان من الجلوس عليها نهائيا (الفصل من الدراسة!!) لا يمكن تقديره بأي ثمن كان، ففيه ضياع جهد أسرة بكاملها تتطلع الى أحد أفرادها ليكون دعما لها، وفيه ضياع جهد مؤسسة تعليمية هدفها تأهيل ذلك الفرد (المحظوظ جدا) من أفراد المجتمع ليكون لبنة صالحة في بناء الأمة، وفيه وفيه.... وأخيرا، فيه حرمان أحد أفراد هذا المجتمع من فرصة التعليم الجامعي، وربما يكون ممن يقدرون فعليا أهمية الجلوس على ذلك المقعد الذهبي، لذا فالحكمة تقتضي واجب المحافظة على هذا المقعد بالجد والمثابرة.مع اطلالة عام دراسي جديد، دعائي لجميع الابناء والبنات بدوام التوفيق والنجاح، وأن يبارك الله جهدهم وعملهم وأن يمن عليهم بالصحة والعافية، وأن يجعلهم ممن يطلبون العلم رعاية لا رواية، وممن يظهرون حقيقة ما يعلمونه بما يعملونه، انه سميع مجيب.