قرنق يعرض وساطة دارفور والصليب الاحمر يعتبرها أكبر قطاعات عمله في العالم
عرض زعيم كبرى حركات التمرد في جنوب السودان الدكتور جون قرنق تقديم مساعدته لتسوية النزاع بين الحكومة السودانية والمتمردين في دار فور.وقال ياسر عرمان المتحدث باسم قرنق لوكالة فرانس برس ان قرنق عرض مساعدته بعد ان التقى في نهاية الاسبوع الماضي في اريتريا مع عبدالواحد محمد احمد زعيم حركة تحرير السودان احدى حركتي التمرد في دارفور. مضيفا ان مساعد وزير الخارجية الاميركي تشارلز سنايدر والمبعوث الاميركي لمحادثات السلام (لجنوب السودان) جون دانفورث طلبا من جون قرنق المساعدة على تسوية الازمة في دارفور.الحكومة السودانية اتهمت اكثر من مرة حركة قرنق بتقديم الدعم العسكري لحركة متمردي دار فور وقال مراقبون ان قرنق وجهات اخرى تقف خلفه يستخدمون متمردي دار فور كرت ضغط لاجبار الحكومة على تقديم تنازلات كبيرة على طاولة المفاوضات في نيفاشا.وكانت الحكومة السودانية قد أعربت عن استيائها من اول اجتماع جرى بين قرنق وزعيم حركة التمرد برعاية من الحكومة الارترية في اسمرا. وقال وزير الخارجية السوداني فى تصريح لقناة (العالم الان) ان لقاء قرنق بزعيم التمرد فى دارفور يبرهن على ان متمردى الجنوب يدعمون التمرد فى دررفور فى محاولة منهم لزعزعة الاستقرار والاطاحة بحكومة الخرطوم.. مضيفا انها السياسة التى تتبعها الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ القدم لكى تتمكن من التقدم نحو الشمال. وكان اسماعيل قد كشف عن مخطط غربى يستهدف زعزعة الاستقرار فى السودان بهدف اسقاط الحكومة الحالية بالطرق السلمية او العسكرية من خلال جيرانه او دعم حركات التمرد بداخله. وقال في مؤتمر صحفي عقده في المنامة يوم الاحد أنه لم تقع اية مذابح عرقية في اقليم دارفور. وان من يقول ان هناك ابادة في دارفور كاذب مشيرا الى ان هناك هجمة ضخمة وتهويلا لاظهار الوضع على غير حقيقته. وقال: نحن واعون لهذه الهجمة على حد تعبيره.من جهة اخرى اعلن متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي من جنيف يوم الاثنين ان الصليب الاحمر سيكثف نشاطاته في دارفور لتصبح احدى ابرز قطاعات عمله في العالم.وقال المتحدث خوان مارتينيز لوكالة فرانس برس ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر تحاول ان ترفع عدد الموظفين الاجانب الموجودين في المنطقة حاليا من 15 الى اكثر من 50 ليقوموا بمساعدة الاف المدنيين الذين اضطروا للنزوح نتيجة اعمال العنف.واضاف: سيتحول الامر الى احدى اكبر عملياتنا في العالم ما ان يلتحق كل الاجانب بالمكان.انها عملية ضخمة تتطلب الكثير من العمل.وتابع انه عمل بحجم افغانستان بعد الحرب مع الاميركيين قبل ثلاث سنوات ويكاد يكون بحجم العمل في العراق في بداية الحرب قبل سنة، مشيرا الى انه امر نادر ان يرفع عدد العاملين الاجانب في عملية ما الى خمسين دفعة واحدة.وتعتبر الامم المتحدة ان اعمال العنف التي تحدث في دارفور في حق المدنيين تشكل اسوأ كارثة انسانية في العالم حاليا.وفي نيويورك رحب السكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان امس بالاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الحكومة السودانية ومتمردي اقليم دارفور وحث الطرفين على ابداء النية الحسنة في تنفيذ تفاصيله. ونقل المتحدث باسم عنان دعوته الطرفين الى الالتزام بوقف اطلاق النار وبذل كل ما لديهما لتجنب الاعتداءات على المدنيين وتأمين ايصال المساعدات الانسانية اليهم0 واضاف ان عنان يؤيد ويدعم قرار الاتحاد الافريقي بارسال بعثة الى دارفور لمراقبة الالتزام بوقف اطلاق النار ويشجع على تنفيذ هذا القرار في اسرع وقت.وقال ان عنان يؤكد لكل الاطراف دعم الامم المتحدة للجهود الرامية الى احلال السلام في اقليم دارفور وعلى تعاونها معهم في هذا الاطار.من جهة اخرى نقلت رويترز امس عن المتمردين طلبهم نقل محادثات السلام من تشاد قائلين ان الرئيس ادريس ديبي ليس وسيطا محايدا. رغم ان ديبي من القبيلة نفسها التي ينتمي لها بعض المتمردين الذين يتهمونه بالانحياز للخرطوم.وأكدت احدى جماعتي المتمردين وهي حركة العدالة والمساواة التزامها بهدنة وقعت في وقت سابق هذا الشهر لكنها اتهمت تشاد بعدم منح تأشيرات دخول لاعضاء وفدها ورفض ادخال تعديلات اتفق عليها خلال المفاوضات على اتفاق وقف اطلاق النار.وقالت الحركة ان تشاد صاغت الوثيقة بحيث تتماشى مع رغبات الخرطوم.واضافت مشيرة لتشاد ان الحركة ترى أن من غير المجدي على الاطلاق استئناف المحادثات في بلد ذي صلات من هذا النوع مع عدوها السياسي وهو النظام الحاكم في الخرطوم.وفي واشنطن قال وزير الخارجية الامريكي كولن باول انه حث نظيره السوداني مصطفى عثمان اسماعيل على تسهيل وصول المعونات الى أهالي دارفور.وقال باول: الوضع في دارفور سيئ جدا. عشرات الالاف من الناس يعانون.وموسم الامطار سيأتي خلال اسابيع قليلة ويجب علينا توصيل المعونات اليهم قبل ذلك وانهاء هذه المأساة قبل ان تتفاقم. وتقع منطقة دارفور في غرب السودان على الحدود مع تشاد وعبر أكثر من مئة ألف لاجيء الحدود الى تشاد هربا من القتال. وتسبب النزاع في دارفور بين القوات الحكومية والمتمردين في اقل من عام بمقتل عشرة الاف شخص على الاقل ونزوح مليون شخص من منازلهم. وقد لجأ حوالى 100 الف منهم الى تشاد المجاورة.
احد رجال مليشيا المتمردين على الحدود التشادية
احد رجال مليشيا المتمردين على الحدود التشادية