واشنطن: بوش مشمئز.. لندن: انخفاض شعبية بلير. عنان: منزعج بشدة
مازالت الادانات الدولية تتواصل إثر نشر صور التقطت لجنود أمريكيين وهم يسيئون معاملة سجناء عراقيين.. كما أبرزت هذه الصور - وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام العالمية - حقيقة أن الحملة الأمريكية لكسب عقول وقلوب العراقيين قضية خاسرة. ففى الولايات المتحدة الامريكية قال الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس انه يشعر باشمئزاز شديد ازاء سوء معاملة السجناء العراقيين من قبل جنود أمريكيين.. مؤكدا ان الجيش الأمريكي سيعاقب المسؤولين. واعلن الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان أمس ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تتساهل مع مثل هذه الممارسات. كما وجه مساعد قائد العمليات العسكرية فى العراق الجنرال مارك كيميت الاتهام الى ستة عسكريين احيلوا الى محكمة عسكرية لسوء معاملة معتقلين عراقيين. وفى بريطانيا أقوى حليف لامريكا في العراق أثارت هذه الصور انزعاجا داخلها بشأن الأساليب الأمريكية المتبعة هناك وانخفضت نسبة التأييد لرئيس الوزراء تونى بلير حيث لقت الصور ادانة واسعة النطاق من الشعب البريطانى. وقال متحدث باسم بلير للصحفيين: لا أحد يمكنه ان يقلل من فداحة خطأ كهذا.. لا يمكن بأي حال أن يتغاضى التحالف عن افعال من هذا النوع وكانت شبكة (سي.بي.اس) التلفزيونية الامريكية قد بثت فى أحد برامجها الاربعاء الماضى صورا التقطت فى اواخر العام الماضى تظهر جنودا امريكيين وهم يسيئون معاملة بعض العراقيين المحتجزين فى سجن أبو غريب فى العراق. وفى جنيف قالت كبيرة المتحدثين باسم لجنة الصليب الاحمر انتونيلا نوتارى: نأخذ هذا الامر بجدية بالغة.. مشيرة في قولها إلى أن التعذيب ممنوع تحت اى ظرف لأي شخص محتجز في العالم.. كما أن الإذلال والحط من القدر في المعاملة أحد اشكال التعذيب. من جهتها دعت منظمة العفو الدولية وفقا لما ذكرت وكالة رويترز للانباء الى اجراء تحقيق مستقل قائلة: هذه ازمة حقيقية للقيادة فى العراق مع ازدواجية المعايير وازدواجية الحديث عن حقوق الانسان. واردفت المنظمة قائلة: ان هذه ليست حادثة منفردة لكن المحتجزين افادوا بتعرضهم لمعاملة وحشية وغير انسانية بشكل منتظم اثناء الاعتقال والاحتجاز. أما فى ايطاليا فقد نشرت الصور بشكل بارز فى العديد من الصحف الكبرى فيها. وكتبت صحيفة (لويونيتا) الناطقة بلسان التيار اليسارى فى عنوانها الرئيسى التعذيب فى العراق.. عرض اعمال ترويع امريكية على شاشات التلفزيون.. في حين كتبت صحيفة (لا ريبوبليكا) ان الصور دليل لا يمكن دحضه على التعذيب. وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها انها ليست ضغطا نفسيا او مجرد سوء معاملة او احتجاز غير قانونى مثلما يحدث فى معتقل جوانتانامو الامريكى.. لكنه تعذيب حقيقي وتقليدي لا يمكن دحضه.. مشيرة الى اجبار السجناء على ممارسة افعال مخلة علنا كأحد الانتهاكات الخطيرة.وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان انه منزعج بشدة بسبب الصور التي اذيعت حول العالم وتظهر تعرض سجناء عراقيين لانتهاكات واذلال من القوات الامريكية. واعرب عنان عن امله في ان يكون ما حدث واقعة معزولة ونقل عنه المتحدث باسمه فريد ايكهارد ترحيبه بما يبدو انه تصميم واضح من جانب الجيش الامريكي لتقديم المسؤولين الى العدالة ومنع مثل هذه الانتهاكات في المستقبل. وقال ايكهارد: انزعج الامين العام بشدة من صور السجناء العراقيين الذين يسيىء حراسهم معاملتهم ويذلونهم في سجن ابو غريب. واضاف: في كل الاحوال وفي كل الاماكن يعارض الامين العام بقوة اساءة معاملة المحتجزين. واشار في وقت لاحق الى ان ذلك ينطبق على المحتجزين في جوانتانامو ايضا. وقال: ان عنان يعتقد ان كل المعتقلين يجب حمايتهم تماما بما يتفق مع بنود القانون الدولي لحقوق الانسان.