حمد الجريفاني

تعلمنا من الحياة الكثير .. واكتسبنا منها الكثير ..قد تكون في مجالات متعددة اما في العلوم او المعارف او قد تكون في التجارب المفيدة ولكن أهمية ذلك تنطلق من مدى استفادتنا وكيفية إنتاجنا التي خلصت من هذه التجربة ومن هذا التعليم .. ضيفنا لهذا الأسبوع اعتبر أن ليس كل من تعلم من هذه الحياة بمختلف مراحلها قد انتج فيها واصفا بان التجربة في العمل هي الأكثر من الدراسة الجامعية.. لذلك يرى ان تجربته في ارامكو كانت (مثمرة) و(محققة) لأهدافه التي يسعى لتحقيقها إلا أن طموحاته بقيت تلامس رغباته في الطب البشري والذي حققت ابنته هذه الرغبة بحصولها على الدكتوراة في الطب ... ضيفنا كشف من خلال حوارنا معه عن وجود (أزمة) يمر بها التعليم المهني والاكاديمي في مجالات متعددة ومختلفة فهو يمتلك بهذه الرؤية المعلومة الاقتصادية والخبرة العلمية والتجربة العملية ضيفنا المهندس حمد عبد الله الجريفاني نائب رئيس التخطيط بارامكو من هذه التجربة نبدأ حوارنا معه.السيرة الذاتية@ حمد عبد الله حمد الجريفاني@ من مواليد عنيزة عام 1954 م@ متزوج ولديه ستة أولاد أكبرهم سامي ويعمل في ارامكو في مبيعات الزيت الدولية وخالد يعمل في ارامكو وطارق مهندس بترول في إنتاج الزيت بارامكو وزياد مبتعث بالفلبين من قبل ارامكو وحاتم وابنته (دينا) دكتوراه في الأسنان وتعمل في ارامكو.@ درس الابتدائية في عنيزة عام 1951 م وبدأ العمل في ارامكو كمدرس في مركز التدريب الصناعي برأس تنورة ودرس في مكافحة الامية ثم نقل الى المكتب الهندسي في عام 1956 م كفني لصيانة جهاز الكمبيوتر وفي السنة التالية التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت ضمن برنامج الشركة للتدريب خارج المملكة وفي عام 1959 انتقل الى جامعة بكنل في لوليسبرغ بالولايات المتحدة حيث حصل على البكالوريوس في الهندسة الكيميائية إضافة الى بكالوريوس في الكيمياء واختير ضمن رابطة المهندسين الفخرية وحصل على منحه لنيل الماجستير من جامعة بوردو في انديانا حيث حصل على الماجستير في الهندسة الكيميائية عام 1965 م بعد ذلك قضى فترة ثلاثة أشهر في مهمة عمل بادارة صناعة وتوريد الزيت بمكتب ارامكو بنيويورك وعقب عودته للمملكة عمل في قسم مناولة وتصنيع الزيت ثم عمل مخططا للمصفاة ثم مهندس نظم ثم مهندس عمليات في ادارة الصيانة وفي عام 1973 عين ناظرا لقسم معمل التكرير الشمالي ثم منسق التخطيط العام والإدارة العامة ثم مديرا لادارة معمل التكرير ثم نائبا لرئيس التخطيط بارامكو لمدة عامين ومن ثم.. تقاعد.درسنا في الكتاتيب بالالواح الخشبية @ هناك مبدعون .. وهناك متميزون أين أنت من هؤلاء .. وكيف كانت البدايات وما هي مراحل التنشئة الأولى فيها؟ـ عندما يصنف الإنسان نفسه من الصعوبة بمكان أن يقول لنفسه أنا مبدع أو ناجح ولكن اعتقد انني أنجزت على ممر حياتي العملية التي صحبها الكفاح والمشقة .. فقد كان والدي يرحمه الله يعمل (جمّالا) ينتقل من القصيم الى الكويت والى العراق والى فلسطين للبحث عن مصادر الرزق وكان علي أن أساعده في هذه الرحلة من الحياة ودرست عند (الكتاتيب ) قبل الدخول في التعليم النظامي لمدة اربع سنوات وتعلمت القران الكريم عن طريق الواح الخشب وفي هذا اللوح يخرج طيب ومن ثم نكتب عليه ونتعلم من خلاله القراءة والكتابة ..أما العلوم والحساب لم نعرفها الى أن افتتحت مدرسة حكومية واحدة بعنيزة في وقت الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ ولم يكن هناك إقبال من الناس عليها لرغبتهم (بالكتاتيب) التي كانت تشمل تعليما للبنين وللنساء .. الى أن دخلت في التعليم النظامي وكان عمري 10 سنوات في 47م أيام الحرب العالمية الثانية.لا نعرف غير عنيزة @ هل تتذكر معالم وجغرافية العالم أبان الحرب العالمية الثانية؟ وماذا كانت مصادر الأخبار التي تتلقونها؟ـ كنا نسمع كلمة الحلفاء وكلمة دول المحور وما كان لدينا فكرة حتى عن موقع هذه الدول في الجغرافية فقد كان عالمنا عنيزة فقط لا نعرف غيرها حيث كنا نجلس في محل قريب من المسجد ولا يوجد راديو الا عند عبد الرحمن مقبل الذكير ونتجمع عنده لنستمع للأخبار وكان المذيع يونس بحري هو الذي يقوم بقراءة الأخبار ونسمعها عقب صلاة العشاء وارتبطت دراستي في معالم الحرب العالمية الثانية في الصف الثالث ابتدائي التي شهدت في هذا العام موجة من الجراد فتكت بالعشب والثمار والزراعة الى أن بعث أناس أجانب الى الرياض وكانت تسمى الرياض العارض تكافح الجراد ووصلت الى القصيم واتذكر انني كنت أراهم بملابس غريبة تختلف عنا جدا ونتساءل وكأننا من كوكب آخر.. من هؤلاء؟ وكيف جاءوا إلينا؟ فعالمنا كان محدودا لهذه المدينة فقط التي ترعرعت فيها الى أن أكملت الابتدائية وفي ذلك الوقت كنا في الإجازة الصيفية طلبت عائلة قريبة منا أن يسمحوا لوالدي بان يأخذوني بالذهاب معهم الى رأس تنورة وفعلا وافق والدي في حينها وكان عمري (13) سنة ولم تكن وسائل للطرق غير السيارات الكبيرة ولم يكن الطريق مهيأة للسير فيه نتيجة الأتربة في الطريق فقد استغرقت رحلتنا من القصيم الى الرياض (3) أيام إلى أن وصلنا لمطار الملك عبد العزيز القديم وهو أول طريق معبد رأيتة وجلسنا عند عائلة نعرفها لمدة يومين وصادف ذلك أن الخط الحديدي بين الرياض والدمام سيتم افتتاحه من قبل الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ حتى رأيت محطة القطار لوجود حفل في شكل خيمة ـ حضر فيها الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ وهو يجلس على الكرسي في عام 51 م تقريبا واولاده يجلسون من حوله على سجاد بعدها استمرت رحلتنا الى أن وصلنا لرأس تنورة.يسكنون في الخيام@ وكيف وجدت هذه المدينة في تلك الفترة؟ـ كانوا يعيشون في خيام وكانت في رحيمة يوجد ما يسمى (باللانيات) الطويلة وهي غرف للعمال ولكن الأغلبية كانوا يسكنون في الخيام وبعدها قدمت الى ارامكو بطلب وظيفة فيها وكان هناك صالح الصويان المسؤول عن التوظيف يجتمع بالناس الذين يريدون العمل ثم توظفت في راس تنورة بمركز التدريب الصناعي ودرست اللغة الإنجليزية مما وجدوا في القدرة على الاستيعاب وطلبوا مني تدريس طلاب محو الأمية.من المتفوقين @ وهل كنت متفوقا دراسيا؟ـ نعمنقص في التعليم المهني والاكاديمي@ ـ وكيف وجدت التعليم في تلك الفترة .. هل هناك مقارنة بما هو عليه في الحاضر؟ـ لدينا أزمة في التعليم المهني والأكاديمي لوجود قلة على التركيز في العلوم النافعة التي نحتاجها مع سوق العمل.متفوق علينا@ وهل تذكر زملاء الدراسة؟ـ المهندس على النعيمي وغيره الكثير.@ وكيف وجدت النعيمي طالبا في الدراسة ووزيرا للبترول؟ـ لاشك أنه كان مجتهدا وكان من افضل الموجودين لدينا في الكتابة على الطابعة ويتفوق علينا في الأمور الرياضية وفي كتابة التقارير.فهو رجل ناجح وقيادي لديه نظرة بعيدة بكل ما يصب في مصلحة هذا الوطن المعطاء.تبنيها ارامكو@ اتفاقية انشاء مصفاة راس تنورة لاكتشاف الزيت هل كانت موجودة عندما قدمت اليها؟ـ بدأت الاتفاقية في عام 1933م واكتشف الزيت بعد هذا التاريخ بمدة قصيرة وعمل أول باخرة من رأس تنورة عام 1938م حيث كانت شركة شبرون الوحيدة المتعاقدة مع الحكومة السعودية وبعد عام 1939م بدأت الحرب العالمية الثانية وتم الإنتاج والعمل والبحث عن الزيت إلى أن توقف الإنتاج وصار النشاط محدوداً بسبب نشوب الحرب إلى أن وصل في عام 51م فكان الإنتاج في أرامكو أقل من نصف مليون برميل يومياً وكانت المصفاة في ذلك الوقت تبنيها أرامكو حتى تنتج الوقود من أجل البواخر التي تحمل الزيت من السعودية. 45 برميلا في اليوم@ حدود إمكانية مصفاة رأس تنورة كم كانت تقدر في الإنتاج؟ ـ الحقيقة أن المصفاة أقيمت بحجم صغير بحدود 45 برميلا باليوم وتوسعت إلى أن أصبحت تنتج الوقود للبواخر الماس أسود @ للبحث عن الزيت واكتشافه يتم وفق خطوات عملية.. كيف كانت مراحل الاكتشاف والتنقيب في حفر الآبار للوصول إلى الزيت؟ ـ لاشك أن حفر الآبار وصل إلى مراحل تكنولوجية فقد تطور ذلك عن السابق حيث يعمل الحفار عن طريق الدوران وله ضروس من ألماس أسود، لأنه صلب جداً حيث يضع معه مد من طين وماء من أجل التبريد واللزوجة. بئر الخير @ هل تتذكر أول بئر اكتشفت بالمنطقة الشرقية؟ ـ أول بئر كانت في الدمام واكتشف الزيت وأنتج في بئر (7) في الظهران خاصة وأن ما سبقه 6 حقول لم تنتج ولم نوفق إلا في هذه البئر التي سميت بئر الخير فقد سماها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد عندما زارها ـ حفظه الله ـ وتم زيادة هذه البئر وتعميقها إلى ثلاثة آلاف قدم. مركز الأبحاث @ هل تتم هذه العملية وفق دراسات وأبحاث تقوم بها أرامكو؟ ـ لدينا مركز للأبحاث يدرس كل ذلك ويضع دراساته المستقبلية والمتوقعة ومن تحت الدراسات نكتشف أن حفر الآبار للزيت لما يتم اتخاذ هذه العملية تنتج سقف البئر يطلع الماء ويحجب الزيت عندما يأخذ رأسياً وبطريقة أخرى تم أخذها أفقياً ويتجنب إنتاج الماء. 90 مليون برميل يومياً @ من خلال هذه الدراسات.. هل كانت لديكم توقعات بما تؤول إليه احتياجات العالم من الزيت وما نسبة الإنتاج من ذلك؟ ـ يصل استهلاك وإنتاج العالم إلى (90) مليون برميل يومياً والإنتاج يأتي من الشرق الأوسط بنسبة 25% من إنتاج الزيت ولاشك أن الطلب على الطاقة يتزايد وأكبر مخزون من عندنا وبالتالي صار بحث لاكتشافات الزيت وصارت تتضائل. صعود سعر الزيت @ وما السبب؟ ـ لأن مادة الزيت موجودة في الأرض وإذا وفقنا واكتشفناها فكلما نكتشف تقل الإمكانية للاكتشافات الأخرى وسيكون في يوم من الأيام أننا سنكتشف الزيت بأكمله من الأرض ونستهلكه وسيبقى سعر المادة يكثر الطلب ويقل العرض ولا أتصور أن الزيت سوف يمتد ولا يمكن يوم من الأيام لا يوجد لدينا زيت لأن سعر الزيت يصعد ويقل الاستهلاك منه ويصبح الزيت مادة ثمينة جداً لأن إذا قل لا يتم اكتشاف مصادر جيدة للزيت ويصبح له ثمنه. مصادر أخرى بديلة @ وفي حالة إيجاد مصادر أخرى بديلة عن الزيت كاستخدام الطاقة الشمسية والهيدروجين والطاقة الذرية ماذا سيكون دور الزيت في هذا الجانب.؟ ـ مصادر استخدامات الطاقة الشمسية هي الأكثر في السيارات والنقل والقطارات والبواخر، فالطاقة الشمسية موجودة ولكنها مكلفة لأن أسعار الزيت ما فيها جدوى اقتصادية تسرف لمصادر الشمس، وبالتالي عندما يقل الزيت وتصعد اثمانه وتصير الشمس رخيصة يكون إنتاج الهيدروجين من الماء إذا جاء بطريقة اقتصادية. والمصادر الأخرى كالشمس والهيدروجين والطاقة الذرية تأتي ويقل الإنتاج للزيت ولا ننقله بـ 10 ملايين وننتجه بـ 8 ملايين ويكون إنتاجنا من الزيت لحالات خاصة لا مصدر للطاقة فسيكون ثمنا للأدوية وهي مكونة من كربون وهيدروجين. هي أفضل دولة @ إذا بماذا يقدر مخزون المملكة من الزيت؟ وما مدى الإمكانيه والخطوات المستقبلية في الإنتاج والتصدير لدول العالم؟ ـ المملكة لأي مخزون هي أفضل دولة في العالم يتم فيه (260) بليون برميل ما نستغله في الوقت الحاضر 10 ملايين برميل يومياً في السنة يصبح 3 بلايين ونصف البليون وإذا أخذنا على مدى 70 أو 80 عاماً استمررنا على نفس الإنتاج ولكن مستحيلا أن يتم ذلك. هبوط الإنتاج @ لماذا؟ ـ لأنه عندما يصعد الإنتاج ومن ثم نصل لحد من ناحية تكلفه الإنتاج يقل الاستهلاك لسعر الزيت وبالتالي يصعد ويقل الاستهلاك وكلما قل الاستهلاك سوف يهبط الإنتاج. مقاطعة الزيت @ هل كان للطفرة الاقتصادية التي شهدتها المملكة العربية السعودية أثر في زيادة الإنتاج للزيت والأسفلت؟ ـ الطفرة الاقتصادية جاءت بعد حرب أكتوبر في 73 والتي صارت فيها مقاطعة الزيت لأمريكا عندما أمر الملك فيصل ـ يرحمه الله ـ بأخذ القرار لقطع الزيت منها وصارت مشكلات في وجود توفر البنزين والمنتوجات وكان السبب لذلك طلب الزيت عندما ارتفعت الأسعار وزدنا الإنتاج في المملكة وأصبح للدول انفتاح اقتصادي لمدة عام وأتذكر أن رجالا من الكونجرس الأمريكي قاموا بزيارتنا وتحدثوا معنا كشركة وليس كسياسة وعندما صار بعد الحرب الانفتاح الاقتصادي الكبير ارتفعت الأسعار من 6 دولارات إلى 34 دولارا وارتفعت إلى 40 وأصبحت الطفرة الاقتصادية متوسعة في إنتاج الزيت وبناء الطرق إلى أن جاءت فكرة الجبيل وينبع.. أما إنتاجنا من الأسفلت بنسبة 20% من الزيت أو 15% تقريباً لأنه يتحول الزيت إلى أسفلت وننتج (2000) سيارة لتقوم بتحميله إلى مناطق ومحافظات المملكة وننهي هذه التحميل من الإنتاج لمدة أربعة أيام. من بقايا الزيت @ ذكرت في سياق حديثك أن الزيت يتحول إلى أسفلت كيف تتم هذه الطريقة؟ ـ الأسفلت هو بقايا من الزيت للمواد الثقيلة حيث تسحب المواد الخفيفة من البنزين والديزل لتحريك السفن أو "تربنيات" الكهرباء وبالتالي يبقى الثقيل الذي يتحول إلى صلب حيث يؤخذ هذا ويتبخر الصفائح والكثير منه يستعمل للطرق. احتياجاتنا أكبر @ وهل يتم فيه الاكتفاء الذاتي دون التصدير للخارج؟ ـ كان التصدير الخارجي موجودا ولكن هناك طلبا عاليا في المملكة خصوصاً في السبعينات عندما ظهرت أسعار الزيت وصار الانفاق على الطرق في الجبيل وينبع والجميع يستهلك من المملكة مما كان فيه صعوبة لتصديره. نعم نحتاج لإمكانيات كبيرة@ هل هناك صعوبة في التصدير للخارج؟ وما أسبابها أن وجدت؟ ـ التصدير يكون في صعوبة جداً لأنه يجب أن يكون في حالة سائلة إذا تم تصديره وبالتالي يتم أخذه عن طريق باخرة أو صهاريج ومن ثم يجمد وضروري أن يكون في أجهزة معدة لهذه الأمور بحيث تكون مكيفة ومرحلة التصدير لابد أن تكون تحت الصفر جامدة وتنقل بحيث تحمل لضاغطات تحول إلى مادة باردة وجيدة فالغاز يتبخر ويطير. هذا المشروع كبير جداً @ مشروع معامل جمع الغاز.. كيف بدأت أرامكو تنفيذه؟ .. وما هي المناطق التي تم فيها الإنتاج للغاز؟ ـ أرامكو قامت بتصميم وبناء معامل جمع الغاز وإنتاجه وتصديره فقد جاء هذا المشروع كبيرا جداً بـ 14 بليون دولار بحوالي 70 بليون ريال تقريباً حيث يجمع الغاز في مناطق إنتاج الزيت من بقيق- والعثمانية والسفانية والقطيف وتجمع الزيت وتتحول لمواد غازية وسائلة وجاءت فكرة الجبيل وينبع حتى يستفيدوا من الإيفان.أنشاء مصفاة رأس تنورة @ وماذا تقصد بالإيفان؟ ـ هي مادة أساسية لإنتاج البلاستيك وبدأت لمشروع الهيئة الملكية في الجبيل وينبع وبالنسبة لنا كنا نمول المعامل للوقود، وقد استمر العمل في ذلك الوقت وكانت المصفاه في رأس تنورة أول مصفاة تنشأ في المملكة وأول تمويل للبنزين والديزل وأكثر شيء منها يستهلك محليا والذي يصدر وقودا للبواخر التي تشحن الزيت من هنا وهذا الوقود يتحول إلى الاسفلت وإلى وقود للبواخر وبطبيعة الحال أن البواخر تأخذ الزيت الخام لمنافذ عديدة منها أوربا والشرق الأوسط واليابان كمصدر مستهلك للزيت ولا تزال والبعض يذهب إلى أمريكا وأتصور أن 15% يذهب لامريكا واليابان هم الذين يعتمدون علينا وعمان نصدر لها والامارات والكويت. الرصاص يؤثر على الاطفال تخلصت المملكة قبل فترة من الرصاص الذي يوضع في (البنزين). @ كيف ترى جدواه وآثاره المستقبلية للوضع البيئي؟ ـ الرصاص مادة ملوثة فقررت المملكة أن تقطعه لأن تأثيره على الأطفال كان ملحوظاً خاصة في المخ عند استنشاقه في الهواء فهو مادة تضاف في البنزين لتحسين (الاوكتين) في ماكينة السيارة التي تعمل على البساتم المنتظمة في حركاتها مما تصبح تحركاتها انسيابية (فالأوكتين) مقياس لطريقة احتراق البنزين في البستم بالسيارة فهي تسحب الهواء مع البنزين في النزول فإذا استمر (البوجي) يعطي إشارة كهربائية وهذه تحرق وتصير انفجارا إذا كان ما هو منتظم الانفجار يتم على حسب نوع الوقود فإذا كان مختلفا أصبحت السيارة حركتها بنفس الوقت والقوة على طول المقياس للاوكتين، أما الزيت إذا عزل المادة منه فلا تصلح للسيارة. العرض والطلب @ ما الذي يحكم ارتفاع البنزين وانخفاضه في دول العالم؟ ـ حسب الطلب والعرض وهناك طلب كبير في أمريكا لأن هناك اقتصادا حرا، ولكن في المملكة مثبت، فهو يعتمد على الطلب والعرض ولذلك تجد في الصيف يرتفع سعر البنزين لأن الناس تبدأ السفر أما في الشتاء فهو يقل ويزيد الطلب على الديزل للتدفئة.أناس متخصصون @ من خلال طبيعة عملك كمسؤول في التخطيط في ارامكو .. ما الآلية التي تقوم بها الشركة في تنفيذ مشاريعها المستقبلية؟ وما حجم المعلومات التي تستقيها في الاستهلاك العالمي للزيت ؟ ـ أرامكو لديها أناس متخصصون في التخطيط ولديها برامج في هذا المجال فهي تبني المعلومات لاستهلاك الزيت فقد كنا نسافر كمجموعة ونقابل شركات في أمريكا ونتحدث عن نظرتهم للاستهلاك وما حجم مشاريعهم المستقبلية ؟ وكم تحتاج من الزيت حيث نتعرف عليها ونذهب للطاقة العالمية بلندن ونأخذ معلومات للاستهلاك العالمي وعندما نصل للمملكة نعمل التوقعات للطلب لمدة (20) عاما بما يحتاجه العالم وبالتالي نقسم الطلبات وحجم الطلب ونضع خطة للانتاج .. وبطبيعة الحال أرامكو تضع لها برنامجا للخطة الخمسية في السنة القادمة وهي سنة مثبتة وهي موازيه لميزانية الصرف والانفاق للمشاريع والانتاج ، أما الخطة الخمسية فهي عبارة عن توقعات للأمور التي تحدث وكيف نغطي العجز وأحيانا الطلب على نوع معين من الزيت مثل الهند تعتمد على الكيروسين والقطارات بكثرة وهو يستعمل لوقود الطائرات اما الديزل فللقطارات والمحركات.لا مركزية في أرامكو @ في دائرة التخطيط .. هل تبني أرامكو برامجها ضمن هيكلة تنظيمية ؟ ـ أرامكو لديها دائرة تسمى الهندسة الصناعية وهي تنظيم ارامكو بتنظيم الهيكل التنظيمي لها وبطبيعة الحال يتغير ذلك على حسب المتطلبات التي يوجد بها التوسعة ليشمل إدارة المشاريع وهي تنظر للمراكز الجديدة ما هو حجم المسؤوليات والطرق التشغيلية؟ وكيفية تحسين اداء الموظفين والدورات التي تعمل للموظفين فهي يوجد بها برامج متحركة، فالتنظيم فيها لا يعتمد على أشخاص لوجود التوجيه والقيادة دون مركزية حتى لو لم يوجد المسؤول فإن العمل سوف يستمر. هناك الكثير والكثير @ هل استفدت من ارامكو ؟ ـ نعم فهي تملك التشجيع لموظفيها وتمنح الحوافز.الانتاج هو المقياس @ وبماذا تلخص تجربتك العملية معها؟ ـ 48 عاما في ارامكو قضيتها في العلم والتعلم والتجربة وأنا راض عن إنتاجيتي فيها وليس كل متعلم فيها منتجا، لأن التجربة في العمل هي الأكثر من الدراسة الجامعية لوجود التطبيق . كي تنجح اسمع الآخرين@ المشورة ورأي الآخرين مهم في حياة أي شخص منا هل تتقبلها في حياتك ؟ ـ لابد من المشورة فهي هامة في حياتنا ولابد أن نسمع للآخرين حتى ننجح . كنت أحلم أن أكون طبيباً @ هل واجهتك صعوبات في الحياة ؟ ـ كثيرة عندما كانت لدي الفكرة أن أكون طبيباً ولكن ارامكو كانت لديها الرغبة في المهندسين . لم أندم @ هل تشعر بالندم ؟ ـ أبدأ.هو صديق لي ! @ قرار اصدرته وندمت عليه؟ـ لا، القرار الذي أصدرته من الناحية الانسانية هو قرار سليم عندما كنت في هيوستن كان عندي مدير عمل ليس مقبولاً بأدائه وهو صديق لي واتخذت قرارا بإرجاعه من أمريكا.@ متى غضبت؟ـ عندما يرفض أي شخص قراراتي . القراءة @ ما أبرز هواياتك ؟ ـ القراءة وحب الاستكشاف . الكتب الأجنبية @ ولمن تقرأ ؟ ـ في الكتب الأجنبية . لابد منها @ ثقافة الإنترنت والقنوات الفضائية واهتمامات الشباب كيف تراها ؟ ـ استخدامها لابد منه لكونها من متطلبات العصر ولكن المراقبة هامة للأسرة في هذا الجانب . المرأة نصف المجتمع @ وكيف ترى الدور الثقافي والاجتماعي للمرأة في هذا الخصوص ؟ ـ لاشك أن المرأة هي نصف المجتمع ولكن أتمنى أن يكون دورها أفضل من ذلك . التربية صعوبات وتحديات @ كلمة أخيرة تقولها ؟ ـ اتمنى أن يفعل الدور التوجيهي للشباب لأن التربية اختلفت عن السابق لكونها تحمل صعوبات وتحديات اتمنى أن يشغل شبابنا وشاباتنا الوقت بما ينفعهم في حياتهم في الدنيا والآخرة.
الضيف يتحدث لـ " اليوم "
الضيف على يمين الصورة بجواره م. علي النعيمي