صحيفة اليوم

ما نريده من أطفالنا.. المشي على خطوط مستقيمة

عزيزي رئيس التحريرمن يعدل سلوك من؟ ولمن تعديل السلوك؟طفلي عنيد لماذا؟ لانه لم يتناول الطعام حينما أمرته.طفلي عدواني لانه يشتم اخاه الاكبر وكيف تعلم الشتم؟ لان اخاه شتمه قبل ايام.هذا الطفل بحاجة لتعديل سلوك وذلك بحاجة لخطة علاجية.تعديل السلوك أسلوب حياتي نمارسه في كل لحظة لنقوم لنهذب لنلغي وننشئ ما يناسبنا من سلوك فانا اصرخ بوجهك لانك تزعجني فتتوقف عن الكلام.الصراخ هو اسلوب خاطئ وانت لم تخطئ لكني امارسه لاجل نفسي أنا من يريد الهدوء وقد تتمادى انت بالتحدث فانزعج انا اكثر واترك المكان واخرج هنا انت عملت على ما تريد وباسلوب العقاب الذي عاقبتني به تحقق لك ما تريد.رغم ان كل ذلك من ناحية تربوية خاطئ الا اننا نعمل بشتى الطرق لتأمين الراحة الفسيلوجية والنفسية لنا ولاننا نملك القدرة الكافية للتحاور وللمراوغة لتطبيق الأسس السليمة او التخطيط غير المنظم لنحصل على ما نريد وفق ما نريد.اشكوا من طفلي البالغ 3 سنوات من انه عنيد وبحاجة لاستراتيجية تعديل سلوك تكفل له طاعتي كما اريد ان يأكل في 12 ظهرا، ان يلعب مع الاطفال في الرابعة وحين اطلب منه العودة للمنزل في السادسة يلتزم بذلك ليتناول العشاء في الثامنة ويذهب للنوم فور تنظيف اسنانه دون ان يقول لا ولماذا او دون ان يتذمر وبذا اكون اما مثالية اربي اطفالي بمثالية وليس لديهم اي مشكلة سلوكية والا فارجو المساعدة.بوضع استراتيجية تكفل لي تسيير اموري كما اعتقد. قد يعبر الطفل الطبيعي عن ذاته واختياراته ورفضه لامور عديدة حسب مراحل نموه فقد يرمي اللعبة حين تقدمها والدته ويحبو لاخرى قد يهز رأسه بالرفض وقد يقول لا قد يرفع يده تعبيرا عن امتناعه عن الطعام او ليعبر عن عدم حاجته للمزيد.وفي مراحل متقدمة قد يفاجئنا الاطفال بقول: لماذا تريدون منا عمل كل شيء وقد يقول: في وقت لاحق حينما تطلب منه اداء مهمة وقد يقول: انا لا أحب.. انا الان تعبان.ربما نستجيب لنداء الطفل وقد نجبره على فعل ما اردنا ظنا منا ان ذلك يضر بصحته مثلا في حال رفضه تناول الطعام او قد نطلق عليه صفة عنيد اذا رفض تغيير ملابسه في وقت طلبنا منه ذلك.نحن نعلم اطفالنا شيئين اننا اعلم بمصلحته وبذلك كلامنا مسموع ولا يجب ان يرفض وبذلك ليس عليه الاعتراض مطلقا لا التعبير والامر الاخر نعلمه نقاط ضعفنا خاصة حينما نترجاه ليأكل قطعة الساندويش لنضمن له اننا نحبه فهو يتعلم ان بامكاني الا اكل واضمن مطاردتهم واصرارهم لي دوما وبذلك يتعلم الطفل لفت الانتباه.وفي الاعتراض عن التعبير المطلق قد يخطئ الاباء احيانا بغير قصد حينما يظنوا اننا يجب ان نعرض على الطفل خيارين ليختار ثم لا نلبي أحد هذين الخيارين هنا نعلم الطفل عدم الوثوق بنا وباختياراته لانه لن يجد نتيجة لها.لنبتعد عن هذا الجانب ونتجه لاحبائنا ذوي الاحتياجات الخاصة.العنيد، العدواني، كثير الحركة، استجابته ضعيفة، هذه المفردات كثيرا ما تطلق عبثا.طفلي عنيد لا يستجيب لاوامري.. ومن هو هذا الطفل؟ طفل توحدي لديه ضعف في التواصل البصري وتصرخ عليه الام جاهدة ان يأكل الطعام من الطبق وتشكو من عناده.واخرى تشكو من ان ابنها يرفض مطابقة اللونين اللذين طابقهما قبل اسبوع وتقول انه عنيد. وطفل رفض الجلوس لتلوين الواجب وبدأ يقفز هنا فوق السرير وتشكو الأم من فرط الحركة. ما الذي نريده من اطفالنا.. المشي على خطوط مستقيمة ونفترض خطأ اننا خططنا الطريق جيدا.. علينا نحن المربين وأولياء الامور منح اطفالنا الحرية ليختاروا أهذا ما تريد ام ذلك، بعض الاطفال كره اللعب لاصرار والدته على اللعب.. هيا العب، فبات اللعب ضرورة اجبارية يمارسها الطفل ولم يعد للطعام ذوق سوى ارضاء من طلب منا تناوله.من هو بحاجة لتعديل السلوك؟ طفل ليست لديه مشكلة سوى اننا لا نعرف كيف نتعامل معه ونسلبه حريته ونخطط لذلك ببرامج تعديل السلوك.واحيانا ننشئ نحن السلوكيات الخاطئة ونرفض له القيام بذلك فأنا اضرب متى ما اردت ولكن ارفض من طفلي تعلم سلوك الضرب.اعزائي من حظي بنعمة الاشراف على تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة تمتع بتربية هذا الطفل والذي سيقودك لتتعلم اخطاءك فحينما تجده عاجزا عن القيام بشيء فذلك الاشارة لتساهم انت بتعليمه له وحينما يخطئ فهي الاشارة لخطأ انت قمت به, وعليك تصحيحه فما هو الا صورة تعكس سلوكياتك السليمة والخاطئة وصحته النفسية تعكس صحتك انت تجاه نفسك وتجاهه وتجاه المحيطين بك فكن بقدر ما اعطاك الله من نعمة.واعلم كيف ولماذا ومتى ومن بحاجة لبرامج تعديل السلوك وكيف توفق بين التعديل وبين كفل حرية من تعتقد انك معدل لسلوكه.@@ فاطمة اسماعيل ـ اخصائية نفسية