الدوغان : هناك تعاون بين المؤسسات المهنية و بين القطاع الخاص لتوظيف أصحاب الكفاءات
عندما نرى سوق العمل يضج بالخبرات المتدنية مع احتياجه لأشخاص مهنيين نتطلع وتقفز الأنظار الى الكليات التقنية والمؤسسات المهنية الأخرى وهل صنعت نماذج مهنية قادرة فعلا على استبدال السوق من أصحاب الخبرات الوضيعة التي تفتقر الى المنهجية السليمة والتي يتحلى بها خريج المؤسسات المهنية؟ وايضا هل بالمقابل الكليات التقنية ومؤسسات التدريب والتعليم المهني لديها الإمكانات لتفعيل القدرات والمواهب التي تعتبر باكورة التطور والتقدم التقني في الوطن العربي . من خلال هذه الأطروحات حاورت (اليوم) وكيل الكلية التقنية للشؤون الأكاديمية بالأحساء والمشرف العام على مركز البحوث والتطوير الدكتور محمد عبدالرحمن الدوغان وجاء الحوار كالتالي . @ حدثنا عن التطوير الذي حدث في الكلية وهل حدث تغيير لبعض الخطط السابقة ؟ - التطوير في الفترة الأخيرة كان بإنشاء خدمة المجتمع الذي يقيم دورات تدريبية خارجية وايضا برنامج التعليم الموازي وهو نفس برنامج الكلية الأساسي ولكنه يقام مساء بمقابل رسم مادي رمزي من قبل الطلاب وفي هذا المجال اشيد بجهود الدكتور عبدالله الملحم الذي في فترة وجيزة من استلامه منصب العمادة أثر فيها بشكل كبير وادارها بشكل مميز من خلال الشهور الستة الماضية وكانت النقلة في الحقيقة بين الدكتور سامي الحسن والدكتور عبد الله الملحم بسيطة ولم نحس بأي تغيير لا بالأشخاص ولا في سير العمل وهذا الذي يحدث دائما فعندما يستلم أحد منصبا جديدا للأسف يحدث تغيير وهذا بسبب عدم وجود عمل مؤسسي فبوجود الدكتور سامي في السابق وبوجود الدكتور عبدالله الملحم الآن أصبحت النقلة نقلة أشخاص وليست نقلة عمل أما فيما يتعلق بمركز خدمة المجتمع كما ذكرت فيقدم دورات تدريبية في مجالات متعدده هندسية وأدارية وفي اللغة اللأنجليزية ويقدم دورات تخصصية ويقدم(برنامج التعليم الموازي) وهو برنامج طموح جداً والذي بدأنا فيه بالبرامج الخاصة سابقا وكان يقدم في فترة سنة أما الآن فاصبح دبلوما موازيا ويعادل برنامج الكلية بالتمام إلا انه يدرس في الفترة المسائية اما فيما يتعلق ببرنامج خدمة المجتمع فقد ابتدأنا فيه بالتعليم الإلكتروني ونحن الآن نعتبر مركزا معتمدا دوّليا لـ I c d L ( للأي سيدي أل) وهي رخصة القيادة الدولية للحاسب الآلي ونحن ضمن عشر كليات فقط على مستوى المملكة التي تقدم اختبارا في I c d L وايضا نقدم دورات تدربية في هذا المجال فوجودنا في التعليم الإلكتروني يتيح للطالب الرجوع الى الحاسب الآلي ويقرأ المذكرات والمراجع الخاصة منه دون الإعتمادعلى الكتب أو المذكرات المطبوعة وايضا دون الرجوع الى أي مدرس في هذا المجال ونحن فعليا بدأنا وخطونا خطوات مميزة في هذا المجال وبدأنا في تطبيق نظام. I c d L وقد اصبحنا مركز معتمد ونفذنا البرنامج واصبح لدينا الآن اثنا عشر شخص من الكلية لديهم اعتماد من المركز الخاص بل I c d L وهم الآن معتمدون بتنفيذ البرنامج بالإضافة إلى انهم بإمكانهم أن يقوموا بالتدريس واجراء اختبارات ويشرفون عليها من خلال تمكنهم في ذلك التخصص .@ يشتكي الكثير من الطلاب من عدم تكثيف العمل في الورش من حيث التطبيق العملي والأكتفاء بالنظري ما مدى صحة هذا الأمر ؟ - طبعا هذا الكلام غير دقيق واستطيع ان اطلعك على الخطط الدراسية التي يتم تطبيقها فعليا والحقائب التدريبية التي يقوم بها المدرب فعلا داخل الكليات فيهتم بالمهارات ويهتم بالعملي اكثر من النظري فتجد المعامل في المختبرات والمعامل و الورش مكثفة بشكل كبير ويغلب عليها الطابع العملي بنسبة 70 بالمئة . @ ماهي الأمور التي عملت بها الكلية لتطوير الهيكل العام لاعضاء وطلاب الكلية ؟ - بهذا الخصوص أود ان اتطرق الى جوانب كثيرة تعنى الكلية بها وهي ان الكلية أقامت الآن برامج تدريب للإبتعاث التي أصبحت بشكل كبير في الفترة الأخيرة وايضا برامج تدريبية لأعضاء هيئة التدريس وكيف يتم تطويرهم وبدأنا في وضع حوافز تشجيعية كبيرة لهم وايضا بدأنا بعمل استشارات مع القطاعات الخاصة ومع الغرف التجارية ونفذنا عددا من الاستشارات وعددا من الدراسات ونحن الآن بصدد وضع تصور للفترة القادمة مع وجود التنظيم الوطني للتدريب المشترك ومع وجود المركز السعودي البريطاني الذي يقدم دورات في اللغة الإنجليزية لطلاب الكلية وللمجتمع الخارجي وايضا بوجود برنامج الأمير محمد بن فهد للتدريب والتوظيف الذي بدأنا به بشكل قوي و الذي اصبح تابعا للجنة التنفيذية بقيادة وكيل المحافظة ومن ضمن البرامج الطموحة التي سعينا فيها من اجل ان نبرز الكلية ونشاطاتها بشكل جيد جمعية الحاسبات السعودية فرع الأحساء والجمعية أصبحت موجودة ومقرها الكلية وهذا بالطبع تقدم تقني للكلية التي استطاعت ان تستقطب الكفاءات الموجودة في الأحساء كي تمثل الجمعية ويكون مقرها فيها والآن هناك مجالات كبيرة وبرامج طموحة للكلية وسوف تتوسع من خلال مركز البحوث والتطوير والذي يقدم استشارات للقطاع الخاص وايضا تدريبا ودراسات وبحوثا. وسنقوم مراعاة للطلاب في اوقات الفراغ بحكم وجود الأنشطة الطلابية بعمل مركز التعلم الذاتي وهذا المركز له دور كبير جداً في جعل الشخص يدخل ويتعلم ذاتياً في جميع البرامج والأنترنت وغيره بوجود الإمكانيات المتاحة وجميع الأجهزة والشبكات المعلوماتية وكل ما يتعلق بموضوع التعليم الذاتي سواء في الورش او المعامل وسيصبح موجودا في مركز التعلم الذاتي داخل الكلية .@ من ضمن الاستشارات والدراسات مع الغرفة التجارية هل تم دراسة وبحث إمكانية التوظيف في القطاعات الخاصة وسعودتها ؟- طبعا بوجود الدكتور سامي الحسن الذي هو عضو في اللجنة الصناعية بالغرفة التجارية وايضا مجلس الكلية الذي يوجد فيه ثلاثة أشخاص يمثلون الغرفة التجارية وهم رئيس شركة ندى عبدالله العثمان والدكتور سعدون السعدون رئيس خدمة المجتمع بالغرفة التجارية والأستاذ محمد العفالق الذي هو عضو في مجلس الغرفة التجارية ايضا اصبح لنا دعم كبير جدا للكلية لتوظيف وتدريب الطلاب في القطاعات الخاصة وايضا من خلال تلك العلاقة نستقطب بعض الأفكار والأستشارات الجيدة من تلك القطاعات ومؤخراً في اللجنة الصناعية كنت انا حاضرا مع الدكتور سامي الحسن ومن خلال لقاءاتها كانت من ضمن الموضوعات التي تطرح ماهي الآلية والوسيلة التي بإمكاننا ان نسعود بها الوظائف وقد تبنيت دراسة بحثية وقد أعطيت للجنة الصناعية لاعتمادها وهي تحت عنوان ما معوقات السعودة وما الأسباب التي أدت إلى ان السعوديين يذهبون إلى قطاع خاص وبعدها ينتقلون الى قطاع آخر ولماذ السعودي بالذات دائما نرمي عليه جميع الاتهامات بانه كسول ولا يعمل وبأن له أوضاعا اجتماعية صعبة لا تجعله يعمل بشكل جيد وليس له إمكانيات لاتدريبية ولا تعليمية وهذه الدراسة الحقيقة سوف نبدأ بها الآن وهي خلاصة تجربة برنامج الأمير محمد بن فهد للتدريب والتوظيف وايضا خلاصة لتجربة التنظيم الوطني للتدريب المشترك ولا اريد ان استبق الأحداث لإنني اريد ان اثبت ان الشاب السعودي شاب كفء يعمل وله افاقه ومداركه ولو اتيحت له الفرصة سوف يبقى وسوف يكون لديه أخلاص وولاء لعمله بشكل كبير ولكن ماهي الآلية التي من خلالها نعمل لتحقيق هذا الهدف وهنا اشير الى أخلاقيات المهنة وهذا الذي نريد ان نركز عليه وان الفرد السعودي الذي يعمل يجب ان يكون لديه أخلاقيات العمل لا من اجل الراتب او لأجل المزايا المادية الأخرى وان يراقب الباري عز وجل بحيث يؤدي عمله بالشكل الأمثل وايضا إضافة الى كل ذلك نحن ندرس الحوافز المادية وسنطرح الموضوع على القطاع الخاص وسنطالبهم بمحاولة زيادة الراتب لهؤلاء الأشخاص وبالتأكيد سيبقى العامل السعودي لديهم فترة من الزمن .@ هل ستحذو الكلية التقنية حذو بعض الكليات التي تتصل ببعض القطاعات الخاصة او العامة في سرعة التوظيف ؟ - من خلال تجربتي عندما عملت رئيسا للجنة المقابلات الشخصية للتوظيف وذلك في العام الماضي والتي تقدم الينا فيها من القطاع الشرقي 1800 طلب وظيفة مدرس ، ومعيد، ومحاضر وأستاذ مساعد في الكلية لاحظنا بعد ما عملنا لهم مقابلات واختبارات معينة تدرس لنا حالة الشخص اكتشفنا في نهاية المطاف من خلال التجربة البسيطة ان هناك عددا كبيرا من السعوديين مؤهلين وقد قمنا بتوظيفهم وذلك عن طريق المؤسسة العامة للتعليم الفني واستطعنا خلال فترة بسيطة ان ندرب من خلال مركز التطوير والتدريب في المؤسسة موظفينا ومدرسينا داخل الكلية وهذا في الحقيقة جهد جبار أنجزناه عن طريق مركز خدمة المجتمع وعن طريق مركز التطوير والتدريب بالمؤسسة وتدريب المدرسين الجدد فمعظم المدرسين الذين يأتون مؤهلين والأغلبية العظمى من جامعة البترول والمعادن التي لها سمعة كبيرة ولكن ايضا نركز على عملية التطوير والتدريب من خلال زيادة جرعات خاصة لهؤلاء الأشخاص بالرغم من انهم مؤهلون ولكن حتى إذا جاء الى ورشه العمل او القاعة الدراسية او المعمل والمختبر يفهم فعلاً ما يريد ايصاله لتلاميذه . فلدينا بعض المشاكل في الألقاء وبعض المشاكل في توصيل المعلومة والطريقة المنهجية والتدريبية كلها تأخذ شكل قالب كامل كله يأخذه في دورات تدريبية مكثفة لأجل أن نرتقي بمستوى التعليم والتدريب داخل الكلية وداخل مجلس التعليم الفني بشكل اشمل.@ لماذا حولت بعض المناهج التي تدرس باللغة الإنجليزية الى اللغة العربية وفتح معهد داخل الكلية يعنى تطوير القدرات باللغة الإنجليزية في مجال التخصص؟ - في الحقيقة كانت الدراسة بالكلية تعتمد اللغة الإنجليزية واثبتت خلال الفترة الماضية عدم نجاحها ولو سألنا لماذا سيكون الجواب لأن الطلاب الذين يأتون ليسوا بالمستوى المأمول بتلك اللغة وايضا المدرسون الذين يأتون للأسف يحتاجون الى دورات تدريبية حتى يستطيعوا ان يدرسوا اللغة الإنجليزية فوجدنا في نهاية المطاف ان التدريس باللغة الإنجليزية سيكون عائقا وفي نفس الوقت التوجه يجب ان يكون باللغة العربية ولكن نستحدم مصطلحات باللغة الإنجليزية وهذا ما نقوم به فعلا خلال الفترة الماضية بقاعات التدريس ونوجه بتدريس المصطلحات الإنجليزية ولكن لغة التدريس الفعلية اللغة العربية فالجامعات مثلا تدرس جميعها باللغة العربية ماعدا جامعة البترول والمعادن وجامعة البترول والمعادن لا يجوز تعميم خريجيها بخرجي الجامعات الأخرى ولا نستطيع ان نقول ان جامعة البترول تدرس باللغة الإنجليزية إذا نعمم التجربة على جميع الجامعات او الكليات هذا غير صحيح لأن هناك اختيارا للطلاب الذين يأتون لجماعة البترول هذا الاختيار يتم التركيز عليه عن طريق دورات مكثفة في اللغة الإنجليزية ثم يتم دخول الطالب في البرنامج الذي اصبح سهلا حتى يواصل فيه . وبالمناسبة وحول هذا الصدد هناك عضو ممثل داخل مجلس الكليات من شركة ارامكو طرح الموضوع على ان يكون هناك تدريس على الأقل في المنطقة الشرقية باللغة الإنجليزية نظرا لحاجة المنطقة لهذه اللغة ونظرا لأن الشركات الموجودة تعمل باللغة الإنجليزية وهذه الدراسة لا اعلم عن نتائجها الآن ولا ادري ما توصلت اليه اللجنة في مجلس الكليات ولا اعلم هل سيتم تغيير او توجه او عدم تعميم التجربة على المناطق الأخرى نظرا لعدم الحاجة لها او سوف يكون فقط على مستوى المنطقة الشرقية نظرا للحاجة الماسة لهذه اللغة ليس لدي أدنى فكرة ولا استطيع ان افتي شخصيا في هذا الموضوع ولكن وجود المركز السعودي البريطاني بالكلية يحقق الهدف في تعلم اللغة الأنجليزية وهو مركز معتمد من جامعة الملك سعود.@ لماذا إذا الجامعة العربية المفتوحة تخوض تلك التجربة وقد اثمرت في ذلك المجال ؟ - أقول ان تجربة الجامعة العربية المفتوحة الآن تجرب لم تقس بعد ودعنا نجرب الجامعة التي تدرس باللغة الإنجليزية الآن والحقيقة معظم الطلاب الذين يلتحقون بها موظفون بالشركات كسابك وسكيكو وارامكو وتلك الشركات تتعامل فعليا معهم باللغة الإنجليزية مما يجعل الدراسة فيها سلسة لدى الطلاب ولكن في المقابل لا نقدر ان نأتي لطالب خريج ثانوية عامة لا يفقه شيئا ونضعه في برنامج باللغة الإنجليزية إلا إذا كان ذلك البرنامج مكثفا وبجرعات تدريبية قوية وبوجود سنة تحضيرية بعدها نستطيع تأهيله لدراسة برنامج باللغة الإنجليزية. واعتقد اننا الآن لسنا في وضع لتقييم الجامعة العربية المفتوحة كما قلت.@ ماذا عن احتياجات السوق وهل هناك دراسة لمواكبة احتياجاته المهنية؟ - الكليات التقنية أصبحت بالذات خلال فترة زمنية معينة استطاعت ان تدرس احتياجات السوق عن طريق برنامج المعايير المهنية الدولية هذا البرنامج طموح جدا تشترك فيه عدة دول من ضمنها أستراليا التي هي نموذج يحتذى به الآن في المؤسسة العامة التعليم الفني وتجربة اليابانية في مجال التعليم والتدريب فنحن نأتي بالقطاع الخاص ونقول له اعطنا فعليا هذه المهنة ما الذي تحتاجه فعلا من هذا الخريج لكي يعمل في تلك المهنة هكذا أخذت جميع المعايير وصيغت بشكل مميز ووضعت في المناهج الدراسية والحقائب التدريبية الخاصة للتعليم المهني اما فيما يتعلق بمراكز التدريب المهني فهناك تصريح لمعالي المحافظ انه لازالت مناهج التدريب المهني لا ترتقي بالمستوى المنشود ونحن نؤكد على ذلك ان هناك تطويرا كبيرا جدا في برامج التدريب المهني ونحن نترك الفرصة للوقت .@ ماذا عن تجربة المؤسسة العامة للتعليم الفني وتجربتها أليست كافية لمعرفة كفاءاتها المهنية ؟ - تجربة المؤسسة العامة للتعليم الفني هي تجربة سنواتها قليلة لا نستطيع ان نحكم عليها خلال فترة بسيطة يجب ان نعطيها الوقت حتى تتشرب الأفكار وتدمج وتتطور ووجود كفاءات مؤهلة في مؤسسة التعليم الفني دفعة قوية في تطويرها فتجد الآن حتى الوعي بأهمية التعليم الفني والتعليم التقني لم يصل الى المستوى المأمول في المجتمع الذي يطمح اليه لذلك وفي الحقيقة نشر هذه الثقافة ونشر هذه الوعي يحتاج الى الوقت ولاحظ نحن الآن اصبحنا نلبس الياقات الزرقاء و البالطوات وهذا ليس عيباً بل بالعكس نحن نريد ان نؤصل فكرة التعليم الفني وان التعليم الفني ليس عيبا وهذا الشخص الذي يعمل في كل المهن يجب ان ننظر له نظرة اكبار ونفتخر أننا نعمل في مثل هذا السلك ونجعل من هؤلاء الأشخاص الخريجين الذين ينتمون الى هذا النوع من التعليم يفتخرون بأنهم يلبسون تلك البدل وهذا اللون وهذا الإدراك والوعي يجعلنا في مصاف الدول المتطورة كاليابان وألمانية أوستراليا والفلبين وماليزيا وغيرها من الدول التي ما تقدمت إلا بالتركيز على هذا النوع من التعليم ونحن لسنا بحاجة الى مناهج نظرية والكثير من الذين تخرجوا من الجامعات لا يحصلون على وظائف نتيجة عدم وجود احتياجات لسوق العمل إذا لا نريد ان تزيد هذه الفجوة بين سوق العمل و التعليم ولا نريد ان نضخ المجتمع بخريجين لا يعملون هناك تخصصات كثيرة جدا في السوق لسنا بحاجة اليها . نريد العامل الفني الماهر المتخصص في مجال الحاسب الآلي ، في مجال الهندسة المكانيكية، في مجال حتى على مستوى السكرتارية نريد أشخاصا متدربين بشكل متخصص كالمحاسبين والمهن الأخرى إذاً لو خرجنا من الجامعات اعدادا هائلة في تخصصات نظرية لا يحتاجها السوق يجب في هذه الحالة ان نعيد التأهيل و سوف يأتي الوقت الذي نعيد فيه تأهيلهم في مجالات تحتاجها اسواق العمل وهذا في الحقيقة سيضيع الوقت على الخريجين فيمكن ان يدرس اربع سنوات في مجال الثقافة الأسلامية او اللغة العربية او الجغرافية وعلم الاجتماع او التاريخ وبعد ذلك يقال له أنت لا تمتلك وظيفة اذا ادرس مهنة بعد سنتين ترجع وتتوظف فهو بدل ان يضيع عليه سنين طويلة في تحصيل الدراسة بتلك التخصصات يختصر الوقت او انه سيضطر ان يدرس ست سنوات وهذا الأمر الذي لا نقبله في الحقيقة ونريد تقليل تلك الفجوة ونريد ايضا تأصيل فكرة التعليم الفني وان التعليم الفني تعليم مهم يجب على المجتمع ان يتقبل هذا النوع من التعليم وسوف نرى ان شاء الله مستقبلا زاهرا لخريجينا في هذا الوطن.@ لماذ ا لا تكون هناك صلة بين الكلية التقنية والقطاعات الخاصة تضمن فعليا الوظائف للخريجين ؟- وهذا ما عملناه من قبل سنة ونصف بدأنا في انشاء مكتب للعلاقات الصناعية هذا المكتب يتصل اتصالا مباشرا بالقطاع الخاص وتم تفعيله وبدأنا بتنفيذ بعض البرامج وكانت هناك بعض الزيارات من ضمنها شركة سابك وسكيكو .. وأرامكو .. وغيرها وانطلقنا بشكل كبير جدا على مستوى الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية والغرفة التجارية بالأحساء وبعد تفعيل هذه البرامج بشكل جيد وطبعا هناك مكتب لتدريب التعاوني وهذا المكتب له اتصال بالقطاع الخاص ودليل على ذلك ان قد حصلنا على فرص من الشركات على مستوى المنطقة الشرقية بدأت تستقطب خريجينا وتدربهم لأجل ان توظفهم بعد حين . فأرامكو أتاحت لنا فرصا تدريبية كثيرة جدا سابك ، سكيكو ، شركات عمال ارامكو بقية المؤسسات الصغيرة والشركات الأخرى هناك اسماء عديدة من الشركات في المنطقة الشرقية استقطبت متدربينا دربتهم حتى في المستقبل القريب اذا اثبت هؤلاء المتدربون كفاءتهم تم توظيفهم فيها.@ ماهي المشاكل التي تعانون منها في تحقيق اكبر عدد من البرامج ولاستقطاب الطلاب للالتحاق بالمؤسسة ؟ - اريد ان اذكر الورش والمعامل لا زالت لدينا برامج وطموح والمشكلة الرئيسية التي نعاني منها هو المكان ولو اطلعت على الكلية لوجدت عددا هائلا من الطلاب وهناك عدد قليل من المعامل والمختبرات نظرا لضيق المكان نحن نتوجه لمؤسسة التعليم الفني بسرعة تنفيذ المقر الدائم للكلية لأن هناك عددا كبيرا جدا من الطلاب يتقدمون وهناك ضغط كبير لهذا النوع من التعليم سواء على مستوى التعليم الثانوي الصناعي او الثانوية التجارية أو مركز التدريب المهني او الكلية التقنية هذا الضغط الهائل من الطلاب يجعلنا أمام مشكلة كبيرة جدا في استقطاب الطلاب بسبب قلة الطاقة الأستيعابية للمكان التي لا تؤهلنا لقبول هذا العدد فمثلا تقدم لنا في الفصل الأول 7000 طالب قبل منهم فقط 650 طالبا وتقدم لنا في الفصل الثاني 4000 قبل منهم 490 وهناك طلب كبير لهذا النوع من التعليم كما ان هناك طلبا على الكليات التقنية والوسيلة الوحيدة لأجل ان نستوعب اكبر عدد ممكن هو كما أسلفت بعمل مقر دائم للكليات ونتوجه بهذا الخصوص الى قيادة المؤسسة لكي تسرع في عملية تنفيذ المقر الدائم فالمقر الدائم يؤدي الى قبول اكبر عدد من الطلاب ويؤدي الى عملنا بتميز وجودة التدريب والتعليم وهذا لايعني اننا الآن لانعمل بتميز ولكن نحن نعمل بأكثر من الطاقة الأستيعابية للشخص الواحد والذي تجده يعمل ليل نهار ويظل في المعامل والورش حتى الى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وفي هذه المناسبة اشكر جميع أعضاء الكلية الذين بذلوا جهدهم في هذا العمل الذي يحتاج الى الصبر والمجهود المضني وان شاء الله نتمنى خلال فترة الخمس سنوات القادمة ان يصبح هناك تغير نموذجي ملحوظ في هذا النوع من التعليم.@ هل سنصبح في صفوف العوالم المتقدمة ونخرج من بوتقة العالم الثالث؟ - أنا ضد ما يقال أننا عالم أول أو ثالث واقول نحن في الحقيقة دول تنمو فعلا وأنا في تصوري مع جهود المخلصين من رجال الدولة والقيادات هناك تطور سريع و الآن السعودية أصبحت من الدول إذا قارنتها بالدول الأخرى ترى إنها سبقتها في مجالات عدة ولها تجارب اصبحت تتميز ورائدة وبالتالي نحن في هذا الوطن لا نستطيع أن نقول نحن عالم ثالث ولكن الصحيح نحن نتطور ونحتاج فقط الى تنمية أسرع ولكن حتى نتقدم يجب ان ننمو بشكل جيد ومواز و كما ان هناك تطورا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا في التعليم ونحن الآن في طريق جيد وننمو بشكل سريع واعتقد دخولنا في منظمة التجارة العالمية التي فرضت بعض الأشياء والاتفاقيات الأخرى حتم علينا العمل بجد وتميز وانضباط وجودة . فمن خلال جائزة الأمير محمد بن فهد للأداء الحكومي رأينا بوادر جميلة في الجهاز وبدت المجتمعات تستجيب لعملية التطوير في الجهاز الحكومي بخلاف ما كانوا عليه حيث كانوا يرمون الجهاز الحكومي بالفشل والبيروقراطية والروتين وبالإجراءات المعقدة وأنا اتصور في الحقيقة نحن نتقدم على مستوى المنطقة الشرقية وسنثبت بذلك اننا اهل وكفء وسننقل هذه الكفاءات والصورة المثالية لكافة المناطق في وطننا الحبيب.@ ما الكلمة التي تحب ان تضيفها في الأخير....- أشكر جريدة (اليوم) التي أتاحت لي الفرصة للتحدث عن الكلية وعن برامجها والتطور الملحوظ و السريع خلال الفترة القصيرة الماضية حيث أن الكلية قبل عشر سنوات لم يكن لها صيت ودور كبير كي تؤثر في المجتمع بتوجه تقني والآن الكلية في حوزتها ثلاثة الاف طالب وهذا بحد ذاته دليل على أن الكلية باستطاعتها أن تستقطب عددا كبيرا من الطلاب للدراسه فيها وبالنسبة للتطور الذي حدث اود أن اذكر عميد الكلية السابق الدكتور سامي الحسن الذي كان له دور كبير وفعّال في التطوير الذي حدث بوضع لمسات رائعة الأمر الذي جعل الكلية التقنية تبدأ بطريقة مؤسسية حيث لاوجود للمركزية في اتخاذ القرارات وبتفويض الصلاحيات بشكل جيد حينها أوجد الدكتور منهجية واضحة وقد وضع أسسا ولوائح تتضح فيها الرؤى وبالتالي اتضحت السلطات والمسؤوليات بهذه الكلية وايضا وجود الدكتور عبدالله الملحم في الفترة الأخير اعطى للكلية ما هو مأمول في تحقيق العمل المؤسسي والمهني الناجح واتمنى ان نضع جميعا أيدينا بأيدي بعض القيادات ، المجتمع ، الإعلام ، لتطوير الأحساء على وجه الخصوص والوطن الغالي بشكل أعمّ .