صحيفة اليوم

د. أمل الطعيمي

قبل بضعة اسابيع تناقلت صحفنا الاخبار عن سباق مزايين الابل وكنت اتساءل عن مواصفات هذه المزايين وتمنيت لو ان المتابعين شرحوا لنا شيئا عن تلك المواصفات التي تجعل ناقة اجمل من اخرى او بعيرا اجمل من الاخر وهل (الزين) الذي اشاروا اليه هو زين الصفات الخارجية او زين القدرة على السير ونوعه. لا أدري ولم اجد من يجب على اسئلتي التي انتهت عند حد انه لابد من اجابات مقنعة وخاصة ان بعض الجمال تباع بمبالغ باهظة تزيد عن ثمن افخم السيارات الامريكية والالمانية بكل ما لديها من مواصفات وبعد ان شاهدت تليفزيون الواقع المرير لسباق (MissLebanon) وما يعرض علينا عنوة مع سبق الاصرار والترصد بعقولنا التي ضاقت ذرعا بهذه التفاهات ايقنت ان لدينا من السباقات للمزايين ماهو خير فمزايينا من النوق او الجمال افضل بكثير من مزايين البشر فنحمد الله اننا لانسمع من الناقة أي اجابة غبية تنضح بالجهل والسطحية ولم نسمع يوما ان ناقة قالت انها تشترك في السباق من اجل ان تبرز مالديها من (سآفه) لاتتعدى حدود الرقص والرياضة وملابس البحر وتعجز (سآفتها) عن ان تعينها على حل اسئلة بسيطة وعامة ولهذا لم اعد بحاجة لمن يجيبني عن مواصفات المزايين من الحيوانات لاني وجدتها في البشر.. انها في (خريجات مستشفيات التجميل التي حولت القردة الى وردة.. كل شيء يفسده الاعلام هذه الايام كل شيء تفسده محطات التليفزيون.. الغناء.. الفن والجمال والانوثة، الرومانسية والحب وحتى النضال السياسي.. الثقافة والعلم والانسانية كلها سلعة للتصويت بالهاتف) هذا ما قاله د. جمال فياض (اللبناني) ان لم تخني معلوماتي عن تليفزيون الواقع المرير على شاشة الـ LBC .هنا وجدت الاجابات وما علينا الا ان نعود لعالم الحيوان فهو اكثر نقاء وصدقا فلا مجال للزيف فيه ولا مجال للتشويه او المبالغة في التزيين لدرجة التشويه. لم يعد الامر يتوقف عند حدود العري الجسدي بل وصلنا الى العري العقلي الفاضح لا لشخص بل لأمة تبيع كل شيء من اجل حفنة دولارات حتى اننا لم نعد نجد ما نشاهده في التليفزيونات فاما نشرات الاخبار المؤذية وإما سباق الغبيات الذي يتكرر بأشكال مختلفة.وبودي الآن ان اقدم للمتباريات شريطا مصورا لسباق المزايين ليعرفن ان (مزايين عن مزايين تفرق).. والصالح يحتسب للناقة او حتى البعير. وعتبي عليك يا زمن!! بل يا بشر.