صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز

صروح العلم والمعرفة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين. عندما تحل ذكرى اليوم الوطني لبلادنا المملكة العربية السعودية فان صورا عديدة من الذكريات والخواطر تتوارد الى ذهني استحضر معها القيمة الغالية الرفيعة التي تمثلها هذه الذكرى الوطنية مما يجعلها تتجاوز معنى ذكرى لتصبح احد فصول التاريخ المعاصر واحدى الملاحم الباقية على مر العصور. لان الملك عبدالعزيز يرحمه الله عندما عزم الامر على توحيد شتات البلاد لم يكن هاجسه دولة وسلطه بل كان يحمل في اعماقه رسالة سامية ورؤية بعيدة وهي تخليص ابن هذه الجزيرة من براثن الشر والفساد الى آفاق العز والمجد. سلاحه في ذلك كلمة لا الله الا الله محمد رسول الله دعوة صادقة مخلصة اطلقها فلقيت صدى ودويا في كل ارجاء المعمورة وكانت نصرة المولى خلف الصادقين المخلصين قال تعالى "ان تنصرو الله ينصركم ويثبت اقدامكم" نعم وبكل تأكيد كان الموحد عبدالعزيز يرحمه الله متوهج الحماس نحو ارساء دعائم الايمان والحق والمثل النبيلة في حياة الانسان ولم يكن يخلده حب الاستيلاء والسيطرة من اجل الذات فكانت توجهاته تنطلق نحو بناء الفرد قبل بناء المدن فاخرجه الى صروح العلم والمعرفة وازال عنه غمام الجهل والظلام مما كتب لهذه الحضارة القائمة التطور السريع لانها انطلقت من الاساس الصحيح ومن قاعدة اسلامية راسخة فالمملكة العربية السعودية اليوم هي حاضر مشرق يشع ضياء وسط عالمنا المتحضر حيث تمكن ابناء الملك عبدالعزيز يرحمهم الله الملك سعود وفيصل وخالد من ترجمة مفاهيم مدرسة عبدالعزيز الى واقع مضيء وساروا على درب الموحد ومنحوا حياتهم فداء لرفعة وعزة هذه البلاد فكانوا بفضل الله خير من حمل الامانة عالية وعملوا بكل اخلاص وتفان وما عصر مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله الا امتدادا لعطاءات الخير. ومن الانصاف القول بأن عهده ـ حفظه الله ـ يعد من العهود ذات المحك لقدرات القادة تمكن من قيادة البلاد الى آفاق ارحب وابعد وكان النصر والنجاح حليف قيادته الرشيدة في كل الاتجاهات فكان لهذا الدور الكبير انعكاسه العظيم على مسيرة بلادنا فاصبح علمها واسمها عاليا في كافة المحافل والميادين وقلبها ينبض بالحب والسلام والايمان وليس في حكمة الفهد غرابة فما ذاك الشبل الا من ذاك الاسد. ختاما رحم الله عبدالعزيز واسكنه فسيح جناته وكتب الله له ولابنائه جميعا المثوبة والجزاء لقاء ما عملوا واعطوا من اجل سعادة ابناء هذه الجزيرة وحفظ مولاي الملك فهد بن عبدالعزيز من كل مكروه ومتعه بالصحة وطول العمر. ولتهنئي يابلادي وتبقي مهابة الجانب عالية المكانة.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.*وكيل منطقة الباحة