صحيفة اليوم

المدير الذي يرى نفسه قمة الجبل..!

عزيزي رئيس التحريرعجبت لذلك المدير الذي اذا تكلم حتى ولو بالخطأ اراد من الجميع ان يسبح بحمده ويقدس.. عجبت لذلك المدير الذي يعتبر نفسه وحده العبقري وان الاخرين من حوله بلهاء.. عجبت لذلك المدير الذي يدعي انه بصير بكل صغيرة وكبيرة ما تسقط ورقة من شجرة إلا واحاط بها.. ففي السياسة هو سياسي محنك وفي الخطابة هو خطيب مفوه وفي الاقتصاد هو اقتصادي لا يشق له غبار ويعتبر نفسه منارة للفكر يقود خطى الجماهير في دروب الثقافة والرأي الذي لا يوازيه فاضل في فضل ولا يدانيه احد في مكرمة.عجبت لذلك المدير الذي تراه في الاجتماعات والمنتديات يحرص كل الحرص على انجاز واتقان العمل وينظر لذلك في حين انه وخلف الكواليس يعمل بالواسطة والمحسوبية والرشوة احيانا.. عجبت لذلك المدير الذي يبخل حتى بالسلام على موظفيه بينما يرى نفسه على مكتبه كقمة الجبل يريد من الجميع ان يقدموا له التحية والاكبار فضلا عن فروض الطاعة والولاء.اذا مشى على الارض رأيت فيه التبختر والخيلاء والكبرياء حتى اصبح مصابا بحمى السجاد الاحمر وقد قال الله سبحانه وتعالى: (واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير).. عجبت لذلك المدير الذي ينادي في السر والعلن بعدم خلط امور العمل بالامور الشخصية وحثه الدؤوب للموظفين على عدم استخدام الهاتف والفاكس في الامور الشخصية في حين انه يقبض سماعة هاتف مكتبه بالساعة والساعتين في مكالمة مع احد الاصدقاء او الاهل بعيدا عن امور العمل الرسمية.. عجبت لذلك المدير الذي يعتبر عبوس الوجه وقمطرته امام المستفيدين باعثا على الاحترام والهيبة ومن سمات الشخصية الناجحة.. عجبت لذلك المدير الذي يعتبر شغل منصب المدير في قاموسه او معجمه التسلط والتعسف بحق الاخرين.. عجبت لذلك المدير الذي يعامل موظفيه معاملة العبيد او كأنهم مجرد عمال اجراء في مزرعته الخاصة.. عجبت لذلك المدير الذي كثيرا ما يتغيب عن العمل ويستهتر في اداء واجباته الوظيفية وفي المقابل تجده حازما صلدا مكفهر الوجه قوي الساعدين على موظفيه من ناحية التهديد بالحسم والانذار والتوبيخ.. عجبت لذلك المدير الذي يحاول جاهدا تسفيه أفكار موظفيه الهادفة لخدمة العمل والانجاز وفي مقابل ذلك يجير كل هذه الافكار عند المسؤولين لصالحه وبأنه هو المبتدع والمخترع... عجبت لذلك المدير الذي يتصور أن الكرسي الذي يجلس عليه لن يعدوه إلى غيره ويعتقد أنه مخلد عليه ابد الابدين ولو دامت له ما وصلت لغيره.عجبت لذلك المدير الذي يبخل بقول كلمة طيبة ولو مجاملة بحق هذا الموظف الذي انجز عملا يستحق الثناء مثل جزاك الله خيرا او احسنت او بارك الله فيك أو غيره من عبارات الثناء مع ان النار تتقى بشق تمرة وبكلمة طيبة كما ورد في الحديث.. عجبت لذلك المدير الذي لا يحبذ مناقشته في اي شيء وفي اي موضوع صدر منه وكأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. وما اكثرها من عجبت لذلك المدير الذي للاسف لم يقدر هذا المنصب الهام ولم يحسن ثقة من نصبه في هذا المكان واخيرا اقول لهذا المدير الحكمة القائلة (من تواضع لله رفعه).@@ علي بن عبدالمحسن السويق