خليل الفزيع
بماذا يمكن تسمية ما يجري في العراق من أحداث دامية على مدار الساعة؟ هل هي مقاومة الاحتلال الأجنبي الذي انتهى دوره بسقوط طاغية بغداد؟ مع أن ما يجري يزيد من الحاجة الى بقاء هذا الاحتلال رغم ما يشكله من خطر على الأمن الوطني العراقي، وبقاؤه هذا يأتي تحت مظلة العديد من الاعتبارات ومنها مكافحة الارهاب.أم أن مايجري هو ارهاب تقف وراءه أيد خفية تستفيد من تفجر هذه الأوضاع؟ وهو ارهاب لا علاقة له بالمقاومة لأن تفجير أماكن العبادة وخطف الأبرياء وقتلهم ذبحا، والقتل الجماعي للعراقيين، لن يخرج قوات الاحتلال من العراق، بل ان هذا الانفلات الأمني كما قلنا أصبح ذريعة لبقاء هذا الاحتلال.لقد ابتلي العراقيون بحفنة من الارهابيين الذين لبسوا عباءة الاسلام وهو بريء من جرائمهم النكراء، يتحدثون باسمه، ويشوهون سمعته، فمتى وفي أي عصر وفي ظل أي شريعة سماوية أبيح الخطف والقتل وتدمير أماكن العبادة؟ متى وفي أي عصر وفي ظل أي شريعة سماوية أصبح تدمير الممتلكات واثارة الرعب بين الناس أمرا مقبولا؟.ان أيدي العابثين الملوثة بدماء الأبرياء لا علاقة لها بالمقاومة، وهي مشروعة في ظل أي احتلال، لكنها مرفوضة عندما تتحول الى عمل اجرامي موجه للمواطنين والوافدين الذين يساهمون في اعمار العراق بعد تدمير بنيته العمرانية والاقتصادية والأمنية.لكن من يقف وراء هذا الارهاب؟ هل هي فلول البعث المنهار من أنصار وزبانية صدام؟ أم أن الموساد يلعب دوره لإشعال فتيل الفتنة بين العراقيين، وتوسيع شقة الخلاف بينهم، واشغالهم بدرء خطر هذا الارهاب بدل الانصراف لإصلاح ما أفسده صدام؟ ومن بعده قوات الاحتلال؟في تصوري أن الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته يدرك خطورة اللعبة، وشواهد التاريخ تثبت قدرته على الصمود في وجه كل التحديات كما تثبت أن أي احتلال مصيره الى زوال، اما الارهاب فهو آفة الآفات التي ابتليت بها معظم شعوب العالم، فهو أشد فتكا من كل الأمراض والأوبئة، لكن معرفة المشكلة جزء من علاجها، وهذا ما لن يعجز عنه الأوفياء من العراقيين.كل الذين يقرون مشروعية المقاومة، يرفضون دون جدال عمليات الارهاب التي تحصد الأخضر واليابس، ولا تفرق بين الأطفال والنساء وكبار السن والممتلكات العامة والخاصة، فهي كالنار في الهشيم، وعلى الجميع مكافحته بكل الطرق والوسائل.