واشنطن - الوكالات

المخابرات الأمريكية رصدت تهديدات القاعدة قبل الهجمات وكان من الصعب منعها

قال مسؤولون أمريكيون بمجال مكافحة الارهاب ان وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الاتحادي رصدا تهديدات متصلة بأسامة بن لادن وشبكة القاعدة قبل هجمات 11 سبتمبر وكاناعلى علم بأن هجوما قد يقع على الاراضي الامريكية. وقال كوفر بلاك مسؤول مكافحة الارهاب السابق بوكالة المخابرات المركزية أمام لجنتي المخابرات التابعتين لمجلسي النواب والشيوخ أمس الاول الخميس انه بعد أن أعلن جورج تينيت مدير وكالة المخابرات الحرب على القاعدة وزعيمها ابن لادن عام 1998 طورت الوكالة خطة حرب. وأضاف بلاك في الجلسة العلنية التي تناولت هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة: طورنا خططا بالفعل... وهي خطط بالغة السرية لكنها شاملة ودقيقة وتمثل استراتيجية عمل عالمية. ولا يزال بلاك يعمل بوكالة المخابرات المركزية وان كانت الوكالة تحجم عن ذكر منصبه الحالي. وتعرضت الوكالة ومكتب التحقيقات الاتحادي لانتقادات حادة من المشرعين الامريكيين لانهما لم يستخلصا المعلومات اللازمة لتجنب هجمات 11 سبتمبر التي سقط فيها أكثر من ثلاثة الاف قتيل ولم يتبادلا القدر الكافي من المعلومات. ومن المتوقع أن تصدر لجنتا الكونجرس توصيات باحداث تغييرات في وكالة المخابرات ومكتب التحقيقات.وقال بلاك انه قبل منتصف التسعينات لم تكن شبكة القاعدة هي الهدف الرئيسي لوكالة المخابرات المركزية في جهود مكافحة الارهاب وانه قبل 11 سبتمبر كان حزب الله قد قتل عددا من الامريكيين يفوق العدد الذي أوقعته أي جماعة أخرى.وأضاف ان القاعدة خططت ذات مرة لاغتياله في السودان. وقال: في هذا الصراع الطويل أحبط زملائي في وكالة المخابرات المركزية الذين كانوا يعملون معي في الخرطوم بالسودان في عام 1995 خطط أنصار أسامة ابن لادن لقتلي. وقال ان جهود وكالة المخابرات للقبض على ابن لادن واحباط عمل القاعدة زادت بصورة مكثفة منذ عام 1998. وقال بلاك انه خلال ربيع وصيف عام 2001 كانت وكالة المخابرات المركزية على قناعة بأن القاعدة (ستضرب بقوة) لكنها لم تكن تعرف أين وأنها رأت أن شبه الجزيرة العربية واسرائيل هما أكثر الاهداف ترجيحا. ومضى قائلا: بحلول أواخر الصيف زادت مخاوفي بشأن وقوع هجوم محتمل على الولايات المتحدة. لكنه قال انه لم تكن لديه معلومات محددة قبل الهجمات.وفي نفس الجلسة قال ديل واطسون أحد مسؤولي مكافحة الارهاب بمكتب التحقيقات الاتحادي: كانت هناك أعلام حمراء كثيرة قبل 11 سبتمبر. وفور حدوث ما حدث في 11 سبتمبر كان من السهل حقا العودة والتقاط الاعلام الحمراء في ذلك المحيط الهائل من الاعلام وأن نقول انه كان ينبغي فعل هذا وكان ينبغي التنبه لذاك. وتابع قائلا: لم نكن نائمين ونقول لانفسنا.. هذا لا يمكن أن يحدث داخل الولايات المتحدة. بل كنا مدركين للخطر. وأضاف واطسون انه في ظل الموارد والتكنولوجيا والقدرة التحليلية التي كانت متاحة حينذاك لم نكن من الناحية التكتيكية قادرين على منع ما حدث. وأعلنت لجنتا المخابرات خلال الجلسة أيضا بيانا كان روبرت مويلر مدير مكتب التحقيقات الاتحادي قد قدمه في جلسة مغلقة في 18 يونيو عن أنشطة الخاطفين قبل هجمات 11 سبتمبر. وجاء في البيان ان التسعة عشر المشتبه بخطفهم الطائرات المستخدمة في الهجمات دخلوا الولايات المتحدة بصورة قانونية والتزموا بقوانينها باستثناء بعض مخالفات السرعة وانهم لم يتصلوا بأي أشخاص معروفين بتعاطفهم مع الارهابيين. وقال البيان ان نواف الحازمي أحد المشتبه بهم أبلغ عن محاولة سرقة بالشارع في الاول من مايو 2001 لشرطة فرجينيا لكنه أحجم فيما بعد عن توجيه اتهام لاحد. وقال مويلر: حتى يومنا هذا لم نجد أحدا في الولايات المتحدة فيما عدا الخاطفين الحقيقيين على علم بالمؤامرة ولم نكتشف شيئا فعلوه أثناء وجودهم بالولايات المتحدة كان من شأنه أن يثير رد فعل محددا تجاههم.