مسلخ الجبيل الآلي.. 'يسلخ' السكان !
أولت وزارة الشؤون البلدية ممثلة في بلديات المحافظات اهتماما كبيرا بصحة البيئة لما يشكله هذا الجانب من دور هام في حياة الإنسان و الحفاظ على صحته استنادا إلى أن البيئة هي الوسط الذي يعيش فيه الإنسان و ترتكز صحة الإنسان على مدى صحة البيئة التي يعيش فيها و نظافتها.و للأسف الشديد فإن هذا الدور مفقود في بلدية محافظة الجبيل حيث اتجهت جهود صحة البيئة في بلدية الجبيل إلى بعض القطاعات التي ليس لها تأثير كبير على البيئة كورش السيارات ومحلات قطع الغيار التي تعاني الويلات من أنظمة البلدية التي تدعي حرصها على حماية صحة البيئة بينما نجد أن المرافق الحيوية التي لها ارتباط وثيق بصحة البيئة تعاني الإهمال و النسيان.و كأبرز شاهد على هذا الوضع ما يعانيه سكان محافظة الجبيل من وضع المسلخ الآلي الجديد الذي وافقت على إنشائه بلدية المحافظة مع العلم أنه لا يتقيد بأنظمة و شروط صحة البيئة حيث إنه لا يحتوي على نظام تصريف لمخلفات الذبائح و يعمد العاملون فيه إلى سكب هذه المخلفات في الأرض الخالية التي تقع خلف المسلخ مما تسبب بانتشار روائح كريهة خانقة و تجمع الذباب و الحشرات الناقلة للأمراض.وفي هذا الجانب عبر عدد من سكان الجبيل لـ(اليوم) عن استيائهم الشديد من هذا المسلخ لما يحتويه من مشكلات رصدتها (اليوم ) في هذا التقرير.روائح كريهة قاتلةبداية يقول عبد الله الخالدي إن أبرز مشكلة في مسلخ الجبيل الآلي هو أنه لا يحتوي على نظام تصريف لمخلفات عملية الذبح من مياه وزوائد الذبائح حيث تجمع في خزانات ثم تصرف في الليل إلى الأرض الخالية التي تقع خلف المسلخ مما يتسبب في انتشار روائح كريهة لا تؤذي الإنسان بل إنها تسبب نوعا من الاختناق لشدتها.و يضيف : لقد تعرضت في إحدى المرات لذبحة صدرية حادة استمرت عدة أيام بسبب قوة الرائحة الكريهة مع العلم أني لا أعاني أي أمراض صدرية أو أزمات ربو كما أن الأرض المحيطة بالمسلخ أصبحت طينية لدرجة لا تمكن السيارة من المرور عليها ناهيك عن الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتمرض الصدور.في أجواء حارةو يقول محمد الزهراني ان ما يزيد هذه المشكلة سوءا هو عدم وجود أجهزة تكييف في المسلخ كما هو متوافر في المسالخ الأخرى و هو ما يزيد من حدة تلك الروائح المنبعثة من تراكم المخلفات خلف المسلخ لعدم وجود نظام تصريف للفضلات الأمر الذي يتسبب في معاناة كبيرة لمرتادي المسلخ خصوصا أنهم مضطرون للانتظار لحين انتهاء عملية الذبح. بدون طبيب و يضيف فيصل البريك ان هناك مشكلة أخرى نستغرب وجودها في هذا المسلخ و هي أن الطبيب البيطري المكلف بالإشراف على عمليات الذبح لا يكون موجودا بشكل مستمر بل يتردد على المسلخ بضع ساعات في اليوم حيث لاحظنا أنه في بعض الأحيان نتوجه للمسلخ بالأغنام وتذبح دون وجود الطبيب البيطري.إزاء هذا الوضع يناشد سكان الجبيل المسئولين في البلدية خصوصا المشرفين على صحة البيئة بالوقوف على هذه المشكلة و إيجاد حل لها في أقرب وقت ممكن.