الدمام

لا يحبون قراءة الكتب.. والمجلات هي المفضلة

على الرغم من جميع السلبيات التي تجلبها العطلة الصيفية من فوضى في المنازل والأوقات وانفلات أسري شبه كامل، إلا أن الباحثة الاجتماعية شيماء آل إسماعيل وهي تتابع نشاط الفتيات في الصيف هذا العام اكتشفت أمراً ربما يعد مؤشراً لنقلة نوعية عند بعض الفتيات.وتتحدث آل إسماعيل عن هذا المؤشر وتقول إنها لاحظت من خلال زيارات متعددة وبعض الأحاديث في المجالس التي ترتادها أن هناك توجها عند بعض الفتيات نحو القراءة، وإن غلب عليها طابع التسلية والمواضيع الخفيفة التي تعتمد على المعلومة السريعة أو القصص المشوقة.متابعة للتسليةكما أن هناك قسما آخر من الفتيات يطالعن ويقرأن مواضيع أخرى ترتبط أيضاً بجانب التسلية ، وهي كتب بدأت تنتشر بين الفتيات بشكل كبير، على أن بعض الفتيان يستعضن عن متابعة مثل هذه النوعيات من الكتب بقراءة الجرائد اليومية التي لا تكف عن الاهتمام بالأبراج والحظ وغير ذلك من مواضيع التسلية.المجلات الأسبوعيةالمجلات الأسبوعية والشهرية الخاصة بالأزياء والطبخ والجمال كما ترى الباحثة هي أحد أهم الروافد الصيفية، تتابعها الفتيات بشغف ويحرصن على اقتنائها.فعائشة الدوسري على سبيل المثال ترى أن تزجية الوقت بالمجلات أفضل بكثير من متابعة الفضائيات، فهي لا تعرض سوى المسلسلات المكررة والأخبار المقززة. أما المجلات فإنها سلوتنا في ليالي الصيف الطويلة، فبالإضافة إلى متابعة آخر أخبار وخطوط الموضة نستطيع متابعة القضايا الاجتماعية والفنية، وبالتالي فإن مجلة من هذه المجلات بمثابة زاد يومي أو أسبوعي جيد بالنسبة إلينا.لا وقت لقراءة الكتبسألناها إن كانت هذه المجلات تغني عن قراءتها للكتب قالت عائشة لا وقت لدينا لقراءة الكتب، فباستثناء الصيف نحن مشغولون بالمذاكرة والدرس، وهذه الكتب تحتاج إلى إعمال الفكر وشحذ الهمة، وهذا لا يتوافر في الصيف المليء بالاسترخاء والكسل والنوم.كتب ثقافية عامةوعلى العكس من ذلك تختلف معها سامية الصالح إذ ترى ان قراءة الكتب ليست بالأمر العسير، فليس كل الكتب تحتاج إلى إعمال الذهن أو التفكير بشكل عميق، فهناك الكتب الثقافية العامة، كبعض الكتب التي تحدث عن العلاقات الاجتماعية أو عن الأسرة وكيف يتعامل الأب مع أبنائه... إن مثل هذه الكتب - أو الكتيبات - لا تستغرق من الإنسان سوى بضع ساعات نجني من خلالها الفائدة ونقضي على وقت الفراغ.روايات اجتماعيةليلى الغامدي قرأت ثلاثة كتب في الصيف أحدها رواية والثاني كتاب ديني توجيهي أما الثالث فهو عن مهارات الطبخ..تقول ليلى عن الكتاب الأول وهو رواية ممتعة لكاتبة سعودية أتمنى أن أحصل على رواياتها الأخرى. إن هذا الكتاب يحكي عن ظلم المجتمع للفتاة، وهو أمر تتعرض له الفتاة السعودية والعربية. إلا أن الكاتبة تعالج المشاكل بعقلية الطبيب الحاذق، وقد استفدت كثيراً من قراءة هذه الرواية، وأعتقد أنها نموذج للكتب التي يجب أن تحرص عليها كل فتاة.التوازن مطلوبوعن هذا الموضوع تتحدث الباحثة الاجتماعية شيماء قائلة ان المكتبة السعودية تفتقر لمثل هذه الروايات الاجتماعية الهادفة، ولو حاولنا احصاءها فقد لا تتجاوز العشرين كتاباً. بما أن كتاب الرواية والقصة في المملكة لا يسعون لتعميق هذا الاتجاه إلا نادراً، مشيرة في هذا المجال إلى أن جيل الرواد من كتاب الرواية كانوا يركزون على هذا المنحى، ونحتاج إلى طرح المزيد منها، على الأقل من باب التنويع.دور ولي الأمرويقول عبدالعزيز القحطاني (يعيش مع أختين) الفتيات لا يحببن القراءة، وحتى بالنسبة لقراءة المجلات فهن يتصفحنها فقط، فإذا كان الشباب يتصفحون صفحات الرياضة فإن الفتيات يقلبن صفحات المكياج والأزياء، ويستدرك عبد العزيز قائلاً في كل الأحوال فإنه يجب أن نشجع على القراءة مهما كان نوعها ومهما قل الوقت الذي توليه الفتيات للقراءة، مشيراً إلى أن ولي الأمر له دور كبير في تشجيع الفتيات وحتى الأولاد فنحن جميعاً نحتاج لتنمية قراءتنا.