صحيفة اليوم

سالم صليم

الحوارات الصحفية للشعراء تعكس مدى ثقافة الشاعر وتوجهاته, كما تعكس في الوقت نفسه ثقافة الصحفي المحاور ومدى إلمامه بالشعر وقضاياه, وكلما كان الحوار الصحفي ذا قيمة أدبية ومعرفية وبعيداً عن إستعراض الذات والاستخفاف بالقاريء أثر إيجاباً على مكانة الشاعر الضيف وعلى المطبوعة نفسها ودل على ما تتميز به من منهجية سليمة في الطرح والعرض, أما عكس ذلك فهو دليل على سذاجة الشاعر الضيف وجهل الصحفي المحاور وتخلف المطبوعة.قلبوا صفحات المجلات الشعبية, واقرأوا الحوارات الصحفية وما يطرح فيها, واحكموا بأنفسكم على عقليات الأطراف المشاركة فيها.@@@ في أغلب هذه الحوارت الصحفية يأتي سؤال عن الفنان المفضل للشاعر الضيف والإجابة عن هذا السؤال أصبحت موضة للشعبيين فكلهم فنانهم المفضل: فيروز ! والقصد من هذه الإجابة الظهور بمظهر الرومانسية المفرطة وحسن الذائقة, وكأن السماع لمطربين مثل عبدالمجيد وسلامة العبدالله و خالد عبدالرحمن وغيرهم يعتبر قلة ذوق, أحدهم في إجابته قال أنا أكثر ما أسمع للفنانة فيروز الله يرحمها ! راح باله عند أم كلثوم !@@@ أصحاب فيروز هؤلاء يذكروننا بتلك المقابلة التلفزيونية مع مثقف ( نص ونص ) يمارس الاستعراض بمناسبة وبدون مناسبة, سأله المذيع هل تقرأ لـ أمل دنقل ؟ فأجاب: نعم أقرأ لها كثيراً واستمتع بما تكتب ! لا يعرف أن أمل دنقل شاعر وليست شاعرة !@@@ شعراء آخرون بلغ من سذاجتهم وحبهم للظهور أنهم لا يمانعون في أن يفبرك المحررون الحوار بكامله, بمعنى أن المحرر يسأل ويجيب, والشاعر يطلع في النهاية على الحوار قبل النشر وأحياناً لا يطلع عليه, المهم أن ينشر له حوار دونما مبالاة بتبعات ما يقال على لسانه.واقع الحوارات الصحفية في المطبوعات الشعبية حافل بالتجاوزات والأخطاء التي يشترك فيها الشاعر والمطبوعة على حد سواء, غير أن القاريء الواعي في نهاية الأمر قادر على اكتشاف من يحترم عقله ومن يستخف به.