انخفاض إنتاج الحوامض المغربية مقابل ارتفاع إنتاج الزراعات الزيتية
أصدرت وزارة الفلاحة المغربية خلال الأيام الماضية مجموعة من الأرقام والبيانات، حيث سجلت ارتفاع إنتاج الزراعات الزيتية، وانخفاض إنتاج الأغراس الحمضية، فيما ذكرت أن معدل ملء السدود في مختلف المناطق المغربية قد سجل نسبة تقارب الستين في المائة. وبمقابل صدور هذه الأرقام، ذكرت مصادر فلاحية في جنوب غرب المغرب أن السلطات تخوض حربا ضد الفأر الأصهب.فقد بلغ حجم إنتاج الزراعات الزيتية خلال الموسم الفلاحي2003 /2004 مليون طن أي بارتفاع بلغت نسبته120 في المائة مقارنة مع المعدل المسجل خلال السنوات الخمس الماضية.وحسب بلاغ وزارة الفلاحة المغربية فإنه تم انتاج100 ألف طن من زيت الزيتون و120 ألف طن من زيتون المائدة الصناعي أي بارتفاع بلغ على التوالي120 و50 في المائة مقارنة مع موسم إنتاج الزيوت2002 /2003 .وعزا البلاغ هذا التحسن الملموس في الإنتاج على الخصوص إلى الأثر الإيجابي لتقنية التناوب والظروف المناخية الجيدة التي واكبت مراحل مهمة من الإزهار والنمو, وحددت بالتالي مستوى المردودية في مناطق الإنتاج الرئيسية .يذكر أن المساحة المخصصة للزراعات الزيتية بلغت خلال موسم2003 /2004 ما مجموعه580 ألف هكتار مقابل570 ألف خلال الموسم الماضي أي بزيادة بلغت10 آلاف هكتار وذلك بفضل تدخل الدولة المتمثل في التوزيع المجاني لأشجار الزيتون وفي المناطق الهامشية وبرامج زراعة الأشجار على مستوى أقاليم الشمال والمناطق البورية التي تعتمد على مياه الأمطار.في مقابل هذا الارتفاع سجل إنتاج الحوامض انخفاضا ملموسا، حيث بلغ الإنتاج خلال الموسم الفلاحي2003 /2004 ما مجموعه 1.13مليون طن مسجلا انخفاضا نسبته13 في المائة بالمقارنة مع الموسم الماضي و7 في المائة بالمقارنة مع معدل السنوات الخمس السابقة.وحسب نفس المصدر فإنه من مجموع هذا الإنتاج بلغت الصادرات435 الف و500 طن بانخفاض بنسبة10 في المائة بالمقارنة مع الموسم الماضي بمقدار 483 ألف طن.وتبلغ مساحة قطاع الحوامض بالمغرب حوالي76 ألفا و500 هكتار, حيث يتركز بالخصوص في سوس ماسة (جنوبا) 35 في المائة، والغرب 26 في المائة، وملوية (الشرق) 17 في المائة، وتادلة (الوسط) 13 في المائة، والحوز (الجنوب الغربي) 5 في المائة، وفي مناطق أخرى كمنطقتي تاونات والخميسات (في اتجاه الشمال)4 في المائة.وضمن الأرقام التي تصدرها وزارة الفلاحة المغربية أكدت هذه الأخيرة أن حجم المياه المخزنة بالسدود ذات الاستغلال الفلاحي بلغ 8.3 مليار متر مكعب إلى نهاية شهر أغسطس المنصرم مسجلة بذلك نسبة ملء تقدر بحوالي63 في المائة مقابل53 في المائة خلال الفترة نفسها من السنة الماضية.وأشار تقرير الوزارة إلى أن معدل الملء يبلغ91 في المائة في السدود الواقعة في المحيط السقوي للنكور شمالا، و84 في المائة بالحوز جنوبا و82 في المائة في الغرب و76 في المائة بحوض ملوية شرقا و74 في المائة بتادلة و73 في المائة باللوكوس بالشمال الغربي و41 في المائة في جهة وارزازات بالجنوب الشرقي في حين أنه تم تسجيل أقل أو ما يعادل30 في المائة في نواحي سوس ماسة ودكالة بالغرب.إلى ذلك، وبعد أن نجحت السلطات المغربية في احتواء خطورة غزو الجراد، تخوض حاليا نفس الجهة حربا من نوع آخر،وهذه المرة ضد الفأر الأصهب بجهة مراكش. حيث قال مدير المختبر الوطني للقوارض التابع للمعهد الوطني للبحث الزراعي إبراهيم إد مسعود أن المصالح المعنية قامت بمعالجة89 ألف هكتار من مجموع 150 ألف هكتار من الاراضي التي تم اجتياحها من قبل الفأر الاصهب وذلك خلال الموسم الفلاحي 2003 / 2004 بجهة مراكش .واضاف اد مسعود أنه تم تخصيص أزيد من300 قنطار من القمح المسموم لمعالجة هذه المساحة مشيرا الى أن تكاثر هذا النوع من القوارض يرتبط بالاساس بالظروف المناخية المواتية خصوصا خلال السنوات الممطرة بحيث يمكن للانثى أن تضع من2 الى12 فأرا في حمل واحد وفي مدة لا تتجاوز21 يوما، مؤكدا أن تكاثر هذه الفئران يتم في أواخر فصل الشتاء إلى غاية فصل الربيع موضحا أن مصالح وقاية النباتات تتدخل بعد موسم الصيف خلال شهري أكتوبر وسبتمبر لمعالجة هذه الجرذان داخل جحورها لكي تحقق هذه العملية نسبة نجاح تصل الى80 في المائة.وأوضح أن عملية تكاثر هذه القوارض تتم كل عشر سنوات خصوصا خلال المواسم الفلاحية الجيدة مضيفا أن الفأر الأصهب الذي يتراوح وزنه بين300 و500 غرام يتواجد بكثرة في الأطلسين الكبير والمتوسط في حين يكون أقل أهمية بالشواطئ الأطلسية والمناطق الشمالية للمملكة.كما أكد أن الخسائر التي يخلفها الفأر الأصهب في المحاصيل الزراعية تكمن في خزنه الحبوب التي تصل حتى12 كلغ للفأر الواحد علاوة على كونه يقضي على الخضراوات والأشجار المثمرة ويؤثر بشكل كبير على قنوات الري البلاستيكية داعيا الفلاحين إلى الانخراط الفعلي والجماعي إلى جانب تقنيي المصالح المختصة على طريقة عملية (تويزة) ـ العمل الجماعي للفلاحين ـ لمكافحة هذه الظاهرة بشكل جدي وفعال.وأشار إلى أن المصالح المختصة تواجه صعوبة كبيرة في توعية الفلاحين بخطورة هذه القوارض داعيا في هذا الصدد إلى ضرورة معالجة الأراضي المجاورة للمساحات المزروعة والعمل على دفن الجرذان الميتة للحد من تكاثر هذه الآفة الموسمية.