جعفر الجشي ـ صالح السهيمي

بين تفاؤل المثقفين وتشاؤمهم. . معارض الكتاب هل تشهد قفزة نوعية؟

تواصلاً مع ما تنشره (اليوم) من استقصاء لواقع الحركة الثقافية المحلي في الفترة الزمنية التي تسبق انعقاد الملتقى الثقافي، نحاول في هذا الاستطلاع تتبع واقع حركة معارض الكتب التي تنتشر في كل مدينة تقريباً. وعلى الرغم من هذا الانتشار والتوسع إلا أن هذه المعارض تظل منخفضة الصيت تقريباً، فلا نكاد نسمع عنها سوى في وسائل الإعلام أو كفعالية تنتشر فيها الندوات والمحاضرات. ويعتقد بعض المثقفين أن معارض الكتاب في أي دولة هو عنوان لحضارتها، وهو من أهم المعالم التي يجب أن يكون محلاً للعناية والاهتمام، كونه يجمع بين جنباته فكراً بشرياً قد يمتد لآلاف السنين، وهو بالتالي يحمل الصبغة التي تحملها كل دولة. فإن كانت هذه الدولة تهتم بالجانب الحضاري والإنساني، وتتابع منجز الفكر الإنساني، فإنها لا شك ستعتني بمثل هذه الفعالية الهامة، وقد حرصت الدولة مؤخراً على قيام معرض دولي للكتاب في أكثر من مدينة كجدة والدمام والرياض وغيرها من المدن، حيث شهد بعض هذه المعارض إقبالاً كبيراً، كما شهد بعضها تنوعاً ملحوظاً ووجود عناوين لم تكن موجودة من قبل بحسب بعض ما ورد في هذا التحقيق. إلا أن الواقع لا يزال بعيداً جداً عن الطموح الذي يسعى إليه المثقفون، فواقع هذه المعارض عده البعض مزرياً فيما وصفه آخرون بأنه ما زال في البداية، وقلل آخرون من شأنه. دائرة الاهتمامفالكاتبة سهام القحطاني ترى أن معارض الكتاب تمثل أهم مظاهر نجاح المشروع الثقافي في أي دولة، بل اعتبرته مؤشرا لنسبة التصاعد أو التدني لثقافة المجتمع ونجاح مشاريعه التعليمية والتنموية بوجه عام. وقالت: لا ننكر أن معارض الكتاب في الفترات الأخيرة أدخلت دائرة الاهتمام من قبل المسئولين، فأصبحت تتحلى بزيّ يختلف عن سوابقها، كما عدّت نشاطا ثقافيا يترقبه المثقفون لدينا. ويعتبر معرض الكتاب العام الماضي الذي أقيم في مدينة جدة في شهر رمضان نقلة نوعية لحرية الفكر المطروحة في المعرض، فالكثير من المؤلفات التي تلغّمها الخطوط الحمراء كانت تتربع في المعرض دون وصاية، وهذا أمر يحسب لصالح القائمين على المعرض. المتغيرات الثقافيةان معارض الكتاب لدينا تحاول الالتحاق بركب المتغيرات الثقافية التي تشكّل اليوم ملامح عولميّة للثقافة الإنسانية قاطبة، وهي قد نجحت إلى حدّ ما من خلال دور الكتب المختلفة في الاتجاهات والتيارات. معارض الكتب هي منجزات ثقافية، وهي لا تحقق هذا الهدف بمجرد التواجد، بل والتفاعل من قبل جميع شرائح المجتمع، فمعرض الكتاب يجب أن يوجه للمجتمع بفئاته المختلفة الرجل العادي والمرأة ربة المنزل وطالب وطالبة المدرسة والطفل، وسحب هذه الفئات إلى ساحات معارض الكتب هو هدف الانجاز الثقافي لتلك المعارض، والمقياس الذي يحكم في ضوئه بنجاح أو فشل هذه المعارض، ومدى مقدار وعي المجتمع بأهمية القراءة كوجه من وجوه المشروع التنموي للفرد في تكوين بطانته التحتية الهامة للتفعيل في انجازات المشهد النهضوي، فهل نجحت معارض الكتاب في ذلك؟ مفارقات وتتحدث القحطاني عن بعض المفارقات الثقافية مقارنة بين المملكة وبعض الدول التي زارتها كثيراً حسبما قالت مثل مصر وسوريا والأردن وتركيا، وقالت إنها لاحظت بعض الملاحظات منها:@ أولا: كانت نسبة الجمهور الزائر مرتفعة بشكل كبير يزيد على جمهور معارضنا بنسبة 150% ، - هذا إذا وضعنا في اعتبارنا أن عدد سكان الأردن وسوريا أقل بكثير من عدد سكان المملكة، - وعند المقارنة تنتابك الدهشة عن مسوّغ الاختلاف هنا وهناك، في حين أن معارضنا لو جئت بعد اليوم الثالث فستجد أن المعرض خاو على عروشه، أو قل يكاد يكون كذلك، وأنا عادة أفضل الذهاب إلى المعرض المقام عندنا في اليوم الثالث، حتى أستطيع التجول بحرية بعيدا عن الزحمة، كما أن نوعية الكتب التي أهتم بها، لا يهتم بها إلا القليل، لذلك لا أقلق على مصيرها، لأنها تظل حتى آخر يوم في المعرض.@ الملاحظة الثانية أن كثيرا من جمهور الزائرين يأتون بمعية أطفالهم، ويتركون لهم حرية الانتقال بين أنواع الكتب، ونحن نعلم جيدا أهمية هذا الأمر نهضويا على فكر وشخصية الطفل، وهذا الأمر أنا لم ألحظه في معارض الكتب التي تقام عندنا، أو لم أصادف مشاهدته أثناء قيامي بزيارة لمعرض كتاب عندنا، فجمهور معارضنا هم طبقة المثقفين والأكاديميين فقط، أو جلّهم. @ الملاحظة الثالثة أن مدارس تلك الدول تخصص أياما لطلبة وطالبات المدارس بمراحلها المختلفة، إضافة إلى تخفيض خاص للطلبة على الكتب، لتشجيعهم على شراء الكتب، ولا أدري إن كان ذلك يحدث عندنا أم لا. اقتراحات هامةولعلنا هنا نتساءل: لماذا توجد كل هذه الفوارق، فبالنسبة لاصطحاب العوائل والأطفال يلاحظ أن العائلات عندنا تصطحب أطفالها في كثير من الفعاليات التي تحدث داخل البلاد، فلماذا لا تمارس نفس هذا الدور في معارض الكتب؟وكذلك بالنسبة لبقية الملاحظات التي طرحتها القحطاني، وإن كنا لا نملك أجوبة لهذه التساؤلات إلا أننا نكتفي بطرح بعض الاقتراحات التي تحدثت عنها إذ قالت: لا أعتقد أن تواجد الشيء كاف لنجاح تفعيل معارض الكتاب ومن أجل ذلك (وحسبما أعتقد) ينقصنا من أجل تفعيل النشاط التوعوي لأهمية الكتاب والقراءة باقتراح ما يلي:1- تكثيف الإعلانات لمعرض الكتاب قبلها بشهر تقريبا، وهذا الأمر يحتاج إلى تخطيط مدروس تتكفل به وكالة إعلانية حكومية أو رسمية، بحيث توصل الإعلانات لكل الجهات الحكومية والأهلية المعنية بأمور الثقافة والتربية، ولا ضير من تبني مسابقة ثقافية عن طريق الكوبونات الاعلانية.2- الاهتمام بقنوات التربية والتعليم من خلال إصدار تعميمات للمدارس بمراحلها المختلفة بدءا من رياض الأطفال ووصولا بالمرحلة الثانوية، للتنويه بموعد معرض الكتاب وفسح زيارات للطلاب والطالبات بالتنسيق مع قسم المكتبات بوزارة التربية والتعليم، فحسبما أعتقد أن هذه هي أهم فئة يجب أن تستفيد من معرض الكتاب، وندواته، لتعويد الطالب-وأؤكد على الطالبة خاصة- على حب الكتاب وتنمية مهارة القراءة، ومواكبة التغيرات الثقافية العالمية، على أن تخصص أسعار مخفضة خاصة للطلاب، وتخصيص جائزة تشجعية، لأفضل قارئ وقارئة من الطلاب، ومعرفة ذلك من خلال الاستعانة بالمكتبات المدرسية عن طريق تعبئة استمارة يصممها القائمون على المعرض وترسل للمدارس. 3- تبني المعرض قضية ثقافية، ومناقشتها على هامش المعرض من خلال إقامة الندوات المختلفة، واستضافة الأصوات الثقافية اللانمطيّة لتجاوز قولبّة الفكر، وهذا يثري المعرض ثقافيا ويشجع على الزيارة المتكررة له. 4-أن يكون موعد المعرض قبل الإجازة الصيفية، فكثير من الناس يشترون ما يحتاجونه من الكتب أثناء السفر، ومابين العودة من الصيف ومعرض الكتاب فترة وجيزة، لا يظهر خلالها جديد في الفكر، وهذا يجعل الحضور أقل ونسبة الشراء كذلك، أو يؤجل إلى منتصف السنة الميلادية. تفعيل الاقتراحاتالقاص فاضل عمران يرى أن هذه الاقتراحات جميلة ولكنها بحاجة إلى تفعيل لأن الكثير من الاقتراحات التي تقدم في مثل هذه الأمور تبقى حبيسة الأمنيات، ولذلك سنظل (مثقفين ومبدعين) نقترح ونقدم الأفكار والآراء دون أن نشعر بالملل أو اليأس لأننا نطمح في أن يتقدم الواقع الثقافي يوماً ما ليصبح موازياً للمشهد العربي أو يفوقه. إلا أن هذه الأمنيات والأحلام ـ بحسب قول العمران ـ لا تكفي، ويضيف قائلاً: نستطيع أن نقدم قائمة من الاقتراحات والجدولة لأعمال نقوم بها مثلاً خلال سنة أو سنتين لتحسين وضع ثقافي ما، فنقول مثلاً: علينا أن نستقبل الكثير من الكتب ونسعى لاستقطاب أسماء معينة لإقامة ندوات وغيرها، إلا أن ذلك كله رهين بلمسة تغيير من قبل وزارة الثقافة التي نعتقد أنها ستقوم بها خلال الفترة المقبلة.إننا عندما نزور أي معرض كتاب في أي دولة ونشاهد مدى التنوع الثقافي والفكري والأدبي نشعر بمدى الفرق عندما يقام معرض كتاب داخل المملكة، فأنت لا تلاحظ أي تنوع، فبغض النظر عن الفقر في عناوين الكتب، فبسهولة يمكنك أن تحكم على المعرض منذ الزيارة الأولى، حيث كل دور النشر تقريباً تركز على كتب التراث، وهو أمر قد لا يكون مذموماً بحد ذاته لكن ما يؤلم أن القارئ لدينا هو الذي يفرض هذه النوعية، فدار النشر تعتقد أنها تسير حسب الطلب، فما دام الزبون يطلب هذه النوعية من الكتب فلماذا لا تحضرها، لدرجة أنك قد تحضر معرضاً ليس لديه سوى هذه النوعية من الكتب.تغيير نسبيويؤكد العمران أنه ليس ضد هذه النوعية من كتب التراث بل بالعكس ربما تكون مطلوبة، لكن التنوع أيضاً مطلوب. هل ترى أن هناك تغيرا في السنتين الأخيرتين في هذا الموضوع بالذات؟ يقول العمران نعم إلى حد ما، فهناك توجه ملحوظ ولكننا بحاجة إلى المزيد من ذلك لكي نستطيع مواجهة التحدي الجارف وسيل المعلومات الذي يكاد يجرفنا معه، نحن بحاجة إلى مقاومة هذا السيل بالمزيد من الثقافة والتوعية وهذه التوعية لا يمكن أن نستقيها من طرف واحد فقط.مستودع لكتب التراثويوافق الشاعر محمد الفوز ما ذهب إليه العمران في هذا الجانب ويقول: أتمنى أن تتغير أساليب معارض الكتاب في المملكة التي تبدو لفترة زمنية طويلة كأنها مستودع مفتوح ٌ على كتب التراث. . . ويضيف قائلاً: نحن لا نأتي معارض الكتاب من أجل كتب التراث فهي موجودة في كل مكان وأماكنها ليست مغيبة فما نريده أن تكون معارض الكتاب على توافق تام مع دور النشر المهمة التي تعتبر الكتاب مسؤولية أمام القارئ حتى نحقق وعيا ثقافيا ورأيا عربيا يتناغم مع فضاءات الثقافة العالمية.واقع مزيفوفضل الفوز أن يتحدث عن واقع الكتاب العربي بشكل عام واصفاً إياه بالبائس وأنه لا يحفز على متابعة آخر ما أنجزه الفكر العربي الذي باتَ مقهورا. . فالكتاب العربي رهان مستقبلنا للنهوض ِ بواقع ٍ أكثر تشوفا لحقيقة الوجود . . . وما يحبطنا هو تسييس معارض الكتاب لمصلحة ٍ خاصة لا ترقى لمحاكاة الأمم الأخرى التي تفرش الكتب المعارض وغيرها على الأرصفة دون مساس أو تعرض أو رقابة ٍ لما يعرضه الباعة وهذه الحالة إذا كانت موجودة فهي تمارس بالخفاء وبشكل عام ثمة اختلاف واضح في تعاطي الكتاب العربي بين دولة ٍ عربية وأخرى وإذا كان معرض القاهرة شاهدا حضاريا على وعي المشهد الثقافي فإنه واقع مزيف... إذاً هناك مافيا ثقافية يجب أن يطردها المستقبل العربي حتى تكفَّ الهيمنة على الكتاب الذي أصبح ضحية دور النشر فلديها أزمة أخلاقية تتمثل في نوعية الكتاب المطروح وأزمة تجارية تتمثل في السعر المبالغ فيه للكتاب العربي الذي يؤثر على استثمار الوعي الثقافي وتمرحله من جيل إلى جيل.دور الإنترنتثم ينتقل الفوز للحديث عن الواقع المحلي قائلاً: لا يختلف الوضع لدينا عن حال الكتاب العربي كثيرا فهو مهمشٌ إلى حدّ ما في ظل انفتاح الأطياف الثقافية المتنورة على الفضاء الكوني وأعني به الانترنت الذي أتاحَ فرصا حقيقية لتداول الأطروحات الثقافية وترويجها في كافة الوطن العربي الذي وحَّده النت فيما عجزت عن توحيده الجغرافيا. . . وعن طموحه يتحدث الفوز قائلاً: ما نتوسمه في معارض الكتاب أن تكون أكثر وعيا في تداول الكتب وأن تركز على الإصدارات الجديدة حتى نتسارع في اكتساب المعرفة المستحدثة في ظل التغيرات المتلاحقة على المستوى الثقافي والتنموي والسياسي وكافة التغيرات التي أصبحت مشروعا مفتوحا للجميع .. يوم ثقافيوتصف الروائية نجيبة السيد معارض الكتاب بأنها يوم ثقافي سنوي أو فصلي يحتفي به المثقفون فينتظرونه برصد ميزانية خاصة تعينهم على حسم الحيرة أمام آلاف الكتب المغرية وتعطيهم الفرصة لشراء أكبر عدد ممكن منها، وتقول: لقد زرت بعض المعارض في دول خليجية ورأيت كيف أقف متلهفة أمام تنوع الكتب وتعدد دور النشر فأجدني أمام رغبة ملحة في قضاء أيام للتجوال في المعرض والتعرف على كنوزه الثقافية والمعرفية، وربما تكفي مطالعة عناوين الكتب لإثراء المتجول بينما أصبح معرض الكتاب لدينا ظاهرة للتفرج الرتيب على مجموعة كتب مكررة هي كل ما هو موجود في المكتبات المحلية فقد لا تضيف للزائر شيئاً يذكر، ولا يمكنها أن تفتح شهيته للشراء.عزوف القارئ ودور النشروتضيف الروائية نجيبة السيد قائلة: لا يخفى على أحد مدى الإحباط الذي تصاب به دور النشر العربية المشاركة في معارض الكتب في المملكة مما يسبب عزوفها عن المشاركة من الأصل. وتتساءل قائلة إن معرضاً يعزف فيه الناشر والمتلقي ماذا بقي منه؟ وتجيب قائلة لهذا كان هناك للأسف توجه في السنوات الأخيرة لتعويض هذا الفقر بفعاليات مصطنعة على هامش المعرض ليست مسيسة بالتظاهرة الثقافية كمهرجانات التسوق للعام الدراسي الجديد حيث يكون هناك تسابق بين القرطاسيات لاحتلال المكانة الأولى في المعرض وتصدر المشتريات. تشجيع الكتاب المبتدئينأما عن تطلعاتها فتقول نجيبة السيد: إذا كان الحلم مشروعاً فإننا بلا شك نحلم بمعرض يشكل تظاهرة ثقافية حقيقية تتغلغل إلى أعماق المجتمع وتلامس كل شرائحه وذلك يبدأ من دور النشر وبالتالي إتاحة الكتاب للجميع وبأسعار مغرية للشراء. أما الفعاليات التي تقام على هامش المعرض فنأمل أن تكون هناك أمسيات أدبية ومحاضرات فكرية وثقافية تتاح لكل التوجهات الثقافية المتواجدة في المملكة فيأخذ الجميع فرصة في المساهمة في تفعيل النشاط الثقافي من خلال هذا المعرض. وقبل أن تختتم مداخلتها قالت الروائية نجيبة السيد إننا نأمل أن تخصص لجنة في كل معرض مهمتها تنشيط السياحة الثقافية ومدها بالمزيد من الكتاب والمبدعين وذلك بتبني الكتاب المبتدئين وعرض مؤلفاتهم على دور النشر بأسعار مناسبة وبالتالي فتح الطريق أمام هؤلاء والإسراع بنتاجهم إلى النور. أكشاك للعب الأطفالالشاعر أحمد العمير لا يختلف كثيراً عما ورد من آراء ولكنه يقول إن إقامة مثل هذه المعارض تتأطر بين العارض والمعروض فلا تتعداهما نحو إنعاش هذه الفعالية بفعاليات أخرى متنوعة ومتنورة تستثير المتلقي، وتجذب الزائر من خلال إقامة الأمسيات الأدبية والشعرية، والندوات والحوارات الفكرية المركزة ، والاستضافات القيمة.والمثقف لا يصطدم بغياب هذه الفعاليات المصاحبة فقط بل وبتغييب كثير من العناوين المثيرة والمميزة من الإصدارات الجديدة، والاستغناء عنها بإحضار العناوين الباهتة والمكررة والأكثر مبيعا دون النظر لحاجة المثقف لها، فالجانب التسويقي الربحي يطغى بجلاء، ولا أدل على ذلك ماتجده من غلاء في الأسعار، ومن انتشار للأركان التجارية داخل صالات المعارض وقد تحولت إلى قرطاسيات ، وتسجيلات وأكشاك للعب الأطفال والهدايا. . ويواصل كلامه قائلاً: لأن الجو الغالب لهذه المعارض بهذه الصورة فلابد من التوسع في مفهوم إقامتها بإعطاء التوهج لفعاليات متعددة ثقافية وأدبية متنوعة تسهم في استثارة الثقافة من خلال هذه الفعالية، والتأكيد على إحضار دور النشر المتميزة والتي تتعهد بتقديم إصداراتها الجديدة المتنوعة، وعدم الاكتفاء بإحضار القديم لتسويقه على حساب الجديد . بالإضافة إلى تكثيف الجانب الإعلامي والدعائي للمعارض قبيل افتتاحها وأثناء فعالياتها، وأن تنشر وتتعدد في المدن الرئيسة في بلادنا؛ حتى تصبح تظاهرة ثقافية مميزة يترقبها الناس، وتعكس وجها مشرقا لحضارة بلدنا وثقافته. الكتاب. . المهرجانوفي مشاركة له بعنوان (الكتاب بوصفه مهرجاناً) يقول الكاتب ماجد سالم من الطائف حول معارض الكتاب بشكل عام يبدو أن الرؤية الأوسع التي يتفق عليها أغلبية القراء (الزوار الحقيقيون) هي نقاط رئيسية وتطلعات متقاربة جداً . فما يمكن الحديث عنه في البدء هو الواقع الملموس للمعارض الدولية المقامة خلال السنوات القليلة الماضية باعتبارها نجاحات جيدة جداً في مشاركة القارئ السعودي للجوانب المتنوعة ثقافياً والمساهمة في صناعة الوعي لديه كبداية تعتبر موفقة وجديرة بالارتياح فما هو مفترض بالخطوات الأولى هو التعثر وما هو مطلوب في المستقبل هو النهوض والاستمرار وما يجب التأكيد على أهميته في المأمول مستقبلاً للمعارض القادمة هو تعزيز جوانب مهمة في برامج المعارض الدولية وتفعيلها، وتقديم هذه الاحتفالية الثقافية الراقية كمهرجان عام ببرامج تسويقية عليا ومشاركات جماعية عامة. ويطرح ماجد سالم عدة مقترحات يرى أنها مهمة في هذا الجانب ويقول: أولاً: أهمية طرح وإعلان قضية ثقافية رئيسية للمعرض ضمن مؤتمرات خلال أيام المعرض تجمع نخبة من المفكرين بمختلف عمومهم، وتتغير من معرض إلى آخر بشكل سنوي مثلاً تعتبر أهم الخطوات في المعارض الدولية في جميع دول العالم. ثانياً: إشراك العائلة ببرامج تعليمية متنوعة بالتعاون مع الجهات العليا كوزارة الثقافة والتعليم، والتنسيق مع الإدارات التعليمية والجامعية في مشاركات الطلاب والموظفين في هذا القطاع مثلاً.ثالثاً التنسيق بين المعرض بجانبه المالي وبين جهات تجارية كبرى للمشاركة في الدعم والتمويل والاستفادة من الإعلان التجاري مثلاً المتفق عليه مع جهات الاختصاص تنظيماً وتوزيعاً، بحيث يستفيد الزوار من تخفيض تساهم به دور النشر والتوزيع عند التعاقد مع الشركات الكبرى لقاء المجانية المفترضة من قِبَل الشركات المساهمة لتكاليف الأمكنة واستضافة الدور المشاركة بأسعار أقل. كأن تصبح العملية كاملة كدائرة تحرك نفسها بنفسها لصالح القارئ السعودي وتنمية الوعي بشكل عام. واختتم مداخلته بالتأكيد على ضرورة الاستفادة من هذه النافذة كإشراقة نقية للمجتمع والوسط الثقافي أيضاً تستحق الالتفاف حولها والمساهمة بأكبر قدر من الجدية . كما لا يفوت التنويه إلى العنصر الزمني في إقامة هذه المعارض وملاءمتها ظروف الزوار التي لا يجب نسيانها.