كلمة اليوم
من جديد تؤكد المملكة أنها عازمة على اتخاذ خطوات عملية وإيجابية لاحتواء ظاهرة الإرهاب وتخليص العالم بأسره وليس المملكة وحدها من شرور تلك الظاهرة وآثارها السلبية على أمن واستقرار المجتمعات البشرية دون استثناء. وقد جاء هذا التأكيد من خلال إعلان المملكة عن تنظيم مؤتمر دولي عن مكافحة الإرهاب في الخامس من فبراير المقبل بالرياض على مستوى الخبراء وبمشاركة كافة دول العالم التي تعرضت للإرهاب ، وكذلك المنظمات الدولية المعنية. ولا شك في أن مؤتمرا كهذا سوف يؤدي إلى تعزيز الاستراتيجية الدولية المقترحة لمكافحة الإرهاب من خلال وسائل عديدة من أهمها تبادل المعلومات والوسائل التقنية لمكافحة الإرهاب الدولي. فقد تحول أخطبوط هذه الظاهرة إلى هاجس يعد من أهم الهواجس التي أخذت دول العالم في الشرق والغرب تنشغل بها. فهذه الظاهرة الخبيثة لا تنحصر آثارها في قتل النفوس وتدمير المنشآت والمنجزات الحضارية وبث الرعب والخوف والفزع في قلوب الآمنين والمطمئنين ، بل انها سوف تؤدي إلى تعطيل التنمية في العديد من الدول التي تعرضت لجرائمها. وإزاء ذلك فإن المكافحة لابد أن تكون جماعية من كافة دول الأرض وليس من دولة أو دول بعينها ، فحتى تلك الدول التي لم تتعرض لويلات تلك الظاهرة مرشحة للتعرض لجريمة من جرائمها المتعددة الأشكال والأحجام ، ذلك أن الإرهاب لا مكان له ولا زمان ولا جنس ولا عقيدة ودول العالم بأسرها عرضة لزحف الأخطبوط الإرهابي على أراضيها. وإزاء ذلك فإن الدعوة الصادقة التي أعلنتها المملكة لعقد المؤتمر الدولي حول الإرهاب تعود في أساسها إلى الرغبة المطلقة في المحافظة على أمن واستقرار المجتمعات البشرية وإبعادها عن مخاطر تلك الظاهرة وويلاتها ، وقد عانت المملكة الأمرين من ويلات الإرهاب. فقد حدثت على أراضيها وفي أشرف بقاع الأرض على الإطلاق ـ مكة المكرمة ـ واحدة من تلك الجرائم ، كما حدثت عدة جرائم إرهابية في معظم محافظات ومناطق المملكة قبل حوادث الحادي عشر من سبتمبر 2001م بالولايات المتحدة ، وقبل تلك الحوادث وبعدها عانى العديد من دول العالم شرور تلك الظاهرة ومازالت تعانيها ، بما يدفع للقول بصحة الدعوة التي نادت بها المملكة ومصداقيتها في هذه الظروف الحالية الحالكة التي تواجه فيها كافة دول المعمورة مخاطر تلك الظاهرة وآثارها المدمرة.