سماح السلطان ـ الدمام

40%: قضيناها في الداخل' 60%' : قضيناها في الخارج

لجمال الصيف روعة ولذة نستطيبها عند حلول موسمه , و للمحارب استراحته التي يسترد من خلالها بعضاً من قواه .. ليعاود الركض منتشياً بصهيل جواده وصليل سيفه .. والإنسان وفي خضّم ما يواجهه في حياته اليومية .. يحتاج لاستراحة محارب يستعيد من خلالها أنفاسه التي أرهقها التعب .. بحثاً عن تحقيق الطموحات والرغبة في الوصول إلى مشارف الغايات. والإجازة السنوية الصيفية .. مطلب مهم لأيّ منا .. لعلنا نعيد من خلالها ترتيب أوراقنا .. استعداداً لعام جديد مليء بالأعمال والآمال .. ليتجدد الطموح في دواخلنا ونعاود الركض في أزقة الحياة .. كل في ميدانه بحثاً عن الأمل والرضا ولكن بالرغم من اتفاقنا على أهميتها وضرورتها إلا أننا نختلف كثيراً حول كيفية الاستمتاع بها واستثمارها إن صحّ القول , فكل منا له برنامج معين عند حلول الصيف يحاول من خلاله تنفس الصعداء وذلك على حسب مستوى تفكيره وفئته العمرية.تطوعفعندما وجهنا السؤال الى خالد الناصر أوضح أنه أستثمر إجازة هذا العام في الاشتراك تطوعاً في احدى اللجان المشرفة على الفعاليات الثقافية في أحد المهرجانات المحلية .. وأشار إلى أنه سعيد بالتواصل مع بعض الشعراء والأدباء والمثقفين .. والجمهور الثقافي من جهة أخرى .. كما ألمح إلى اعتزازه بمجموعة الخبرات التي أكتسبها خلال هذه التجربة الغنية ورغبته الكبيرة في تكرار هذه التجربة.دورة تدريبيةاما حمد الحمد أجاب عن تساؤلنا بأنه استثمر إجازته السنوية بالالتحاق بدورة تدريبية استمرت قرابة ثلاثة أشهر في مدينة ملبورن الأسترالية ، وذلك بالتعاون مع جهة عمله التي ساهمت في التحاقه بهذه الدورة رغبة في زيادة تأهيله العلمي والعملي .. وقد أشاد بالفوائد الجمّة التي أكتســــبها من هذه الدورة ..كما أكد على ضرورة استثمار الأفراد لمثل هذه الفرص التـــي تعود عليــهم بالنفع والفائدة .سياحة داخليةوقضى أحمد الصالح إجازته السنوية برفقة أسرته الصغيرة متنقلاً بين الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة .. بالإضافة إلى زيارة قصيرة لمدينة جده .. كما أنه أستثمر جزءا منها في إتمام بعض الأعمال الخاصة بمنزله الجديد الذي شارف على الانتهاء .. ويرى أنه حقق ما يرجوه في هذه الإجازة لذا فهو مستعد ومتحفز للعودة لعمله الرسمي بكل همة ونشاط .بريطانيابندر السعيد له رأي اخر بالصيف حيث قام هو ومجموعة من زملائه بزيارة للعاصمة البريطانية لندن زار خلالها بعض المعالم الثقافية والسياحية .. التقى أثناءها ببعض الأصدقاء .. وهو يرى أنه حقق العديد من الأهداف خلال هذه الرحلة .. لعل من أهمها الاحتكاك المباشر بالعديد من الخبرات الثقافية الأخرى .. إضافة للنقلة النوعية في الأجواء المناخية التي كان لها عظيم الأثر في استمتاعه وتحقيق الرضا العام لديه .. كما أشار إلى إعجابه الشديد بالاهتمام العام الذي يلقاه السائح في تلك البلاد .رحلة عربيةمحمد الخالد أحد الطلبة الجامعيين استغل هذه الإجازة برفقه بعض الأصدقاء برحلة مكوكية بدأت من العاصمة الأردنية عمّان مروراً ببيروت ومن ثم القاهرة .. وقد أشار إلى انه استمتع بزيارة الأماكن التاريخية والأسواق الشعبية ودور السينما وبعض المدن الترفيهية .. وقد أكد في حديثه على مدى التشابه الكبير الذي يجمع بين العواصم والمدن العربية بالرغم من الخصوصية البسيطة إلا أن الملامح العربية تنغرس في وجوه عواصمنا .. كما تنغرس في وجوه أبنائها .البرنامج الصيفياما الطالب الجامعي نايف سلطان فقد قضى الصيف مستمتعاً في برنامج الامير محمد بن فهد البرنامج الصيفي لهذا العام حيث اكتــسب مهارات جــديده في السباحة والحاسب الآلي والتنس والفنون وازدادت خبــرته من خلال البرامج الثفـــافية التي نظــمتها اللجنه المشرفة على البرنامج . قافلة الخيروكان لمشعل عبدالعزيز رأي آخر في الصيف وهو موظف وقد ألمح انه قضاها في المنطقة الشرقية حيث ذهب الى مهرجان قافلة الخير ومخيم الشباب وتعرف على بعض المشائخ واستفاد من احاديثهم القيمه وتعرف على بعض الصحبة الصالحة . ربما تكون هذه نماذج بسيطة عن فئة معينة استفادت من الصيف وهناك فئة اخرى اخذت مفهوم الصيف للراحة والنوم فقط بعد تعب الدراسة والعمل . وفي النهاية لغة الصيف ترجمة لفرضيات الواقع الذي ننوي الهروب منه بعيداً عن همومنا وعن مشاكلنا . الصيف لغةٌ أخرى من لغات النفس التي لا تتحدث بها طوال العام ولكنها تظل باقية في النفس إلى أن يحين موعدها .. الصيف حوارٌ شاعري مع ما نمر به وتألفه أنفسنا. ومع نهاية الصيف هذا العام لابد ان كلا منا قد استمتع به على طريقته وارتسمت اللحظات الجميلة في ذاكرته وينتظر حلول صيف اخر ليستعيد انفاسه من جديد. ولكن يبقى للصيـــف ذائقة رائعة وجميلة نتذوقها كل موسم عند بزوغ فجره.