أنيسة الشريف مكي

الكلمة لي

(إذا أراد المسلمون والعرب قتال اعدائهم، فإن اعد المسلمون والعرب آلة واحدة من الات الحرب، اعد اعداؤهم مئات والوف، ولكن قوة واحدة اذا اعدها المسلمون والعرب لا يمكن لاعدائهم ان ياتوا بمثلها. هي ايمانهم بالله وثقتهم به، هذه هي القوة التي لا قبل لاحد بها) كلمات من النور خلدها التاريخ لرمز هذه الامة المؤسس والموحد العظيم المثل والقدوة، الذي سجل اسمه في سجلات القادة الافذاذ الخالدين، رجل الامة الذي اذهلت المؤرخين جرأته، وعبقريته، وتنظيمه، وقوته، نظرته البعيدة المستلهمة، وفكره الثاقب ورؤيته المتوقعة الصائبة للمستقبل القريب والبعيد لتوحيد دولة مترامية الاطراف. حدد هدفه، وخطط، وقرر، ونفذ، وجمع امة، ونجح دون مساعدة وبأساليب بدائية لا ترسانة حربية ولا جيوش مدربة ولا تكنولوجيا حديثة ولا وسائل نقل حديثة بالرغم من طول المسافات المتباعدة بين كل مقاطعة واخرى، حدد الهدف وخطط وقرر وانجز، اعتمد على الله فحباه بصيرة ورؤية مبصرة حيرت العقول ( وإني اعتمد في جميع اعمالي على الله وحده لا شريك له، اعتمد عليه في السر والعلانية، والظاهر والباطن، وان الله سهل طريقنا لاعتمادنا عليه، واني اجاهد لاعلاء كلمة التوحيد والحرص عليه) ومن الرياض وفي اليوم المشرق الخامس من شوال الموافق 1319هـ 17 يناير 1902م بدأ مشواره الطويل من الكفاح المتواصل حتى اتم بحمد الله ونعمته توحيد البلاد، ونشر راية الامن والامان، وبصدور الامر السامي بتوحيد مقاطعات الدولة التي تحولت بمقتضى هذا الامر الكريم الى (المملكة العربية السعودية) كان ذلك في 21 جمادى الاولى 1351هـ 23 سبتمبر 1932م وبذلك تمت حركة التوحيد والاصلاح التي تعتبر فتحا لابواب المستقبل الزاهر وايذانا بمولد دولة قوية تقوم على التوحيد والعمل بكتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام. تأسيس دولة موحدة متماسكة بهذه الضخامة لم يأت من فراغ وليست بالسهولة، ولكنها الشجاعة والحكمة وبعد النظر الفطري والسياسة الواعية، احب شعبه رحمه الله واحبوه فكان رمزا وتاريخا، وتأثيرا لامة وقيادة متلاحمة متآلفة تسير على نهج قويم من وحدة الصف والهدف والمصير.. كلمات صادرة من القلب والى قلوب شعبه (يعلم الله ان كل جارحة من جوارح هذا الشعب تؤلمني وكل شعرة يمسها منه أذى يؤذيني) ( تعلمون ان افضل الاعمال معرفة الحق واستعماله، والمجالس يجب ان تكون للنصيحة والارشاد، ونحن نريد ان نسير الى الامام بأقدام ثابتة، وفي ضوء النهار، ان رأينا واعتقادنا وآمالنا في السير الى الامام يجب ان تكون وفق ما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه السلف الصالح فما كان موافقا للدين في امور الدنيا سرنا عليه، وما كان مخالفا للدين نبذناه) وبتوفيق من الله ونصره ستظل امتنا عزيزة قوية بفضل الله ثم بفضل مؤسسها وراسم تقدمها وتطورها المغفور له الملك عبدالعزيز رحمه الله وطيب ثراه، وقد اثرت حركة الاصلاح هذه على مختلف جوانب الحياة في المملكة تأثيرا كبيرا حيث تطورت البلاد تطورات بالغة، وتغيرت تغيرات جذرية وامتد عطاء هذه الدولة الى الكثير من دول العالم العربي والاسلامي، مائة عام من الكفاح والبناء لهذا الكيان الشامخ للراحل المؤسس رحمه الله ومن بعده حمل الراية انجاله الكرام وساروا على نهجه مجسدين معاني التلاحم بين الشعب والقيادة بمسيرة مشرفة فكانوا خير خلف لخير سلف.