د.فهد بن حمد المغلوث

'ما كذب خبر'!!

نتضايق احيانا حينما نكون صادقين في اقوالنا او سلوكياتنا وحريصين على كل ما نعمله ونقوم به فلا نجد من يصدقنا او على الاقل يقدر ما نقوم به بينما حينما نخطىء قليلا ورغما عنا، او نكون تحت ضغوط معينة فنتلفظ بأشياء لا نقصدها تماما تؤخذ علينا ونصدق فيها ونعامل على اساسها وبمقتضاها، يعني كأنهم (لم يكذبوا خبرا) او كأنهم كانوا ينتظرون منا أي كلمة او هفوة ليحاسبونا عليها.نعم نحاسب على الاشياء التي لانريد من الغير ان يحاسبنا عليها اما الاشياء الحلوة التي تعبر عن جوهر معدننا وجمال دواخلنا فلا يلتفت اليها احد ولا يكترث بها وكأنها شيء عادي يمر مرور الكرام أليس هذا قهرا؟وحقيقة القول ان هذه العبارة (ما كذب خبر) تحمل في طياتها العديد من المضامين النفسية التي تعكس واقع الحال الذي نعيشه ونتعامل معه فأنت في داخلك كأنك تقول مابال هؤلاء القوم؟ ألم يلتفتوا الي سوى اليوم؟ سوى هذه اللحظة؟ سوى عندما قلت رأيي بصراحة واعترضت على كل ما يمس كرامتي ومشاعري وكبريائي؟ ما بال هؤلاء الناس لم يلتفتوا الي الا حينما كنت صريحا؟ وحينما شعروا بأنهم على خطأ وانهم يريدون الخلاص والتهرب من شيء ما لا يعجبهم ولا يروق لهم او يخافون منه؟ترى هل كان هؤلاء الاشخاص يتربصون بي ويصطادون اخطائي وينتظرون مني أي زلة مهما كانت بسيطة كي يحاسبوني عليها؟ولم هذا التسرع في الحكم على كل شيء في اوقات هم يعرفون جيدا انني اقولها او افعلها وانا غير راض عنها او غير مقتنع بها؟ان الشيء الجميل في هذه العبارة هو الطريقة التي نقول بها والملامح الغريبة التي تبدو علينا بشكل تلقائي حيث اننا حينما نردد هذه العبارة فاننا نقولها بدهشة واعتراض والاهم من ذلك انها مصحوبة بابتسامة حتى وان حاولنا اخفاءها او مداراتها!كأنك حينما تقول هذه العبارة لشخص ما (هيه.. هيه على رسلك لا تصدقني في كل شيء تراني امزح معك ولا اقصد ما اقوله) ولكن بعد ماذا هو اصلا أي الطرف الاخر كان ينتظر منك أي شيء كي يقوم بأي شيء بغض النظر عن هذا الشيء ومنطقيته ومشروعيته؟ومع الاسف فتلك حقيقة مزعجة لان هناك اناسا ينتظرون أي خبر مهما كان كي ينشروه في كل مكان وكأنهم صحفيون يركضون خلف الخبر أي خبر ليكون مادة صحفية دسمة.. فما بالك اذا كان الخبر نفسه مثيرا ولافتا للنظر.مشكلة هذه العبارة انها تجسد لنا طبيعة بعض البشر ممن يغلب عليهم التسرع وعدم التثبت او التحقق من كل ما يقال لهم او يصل اليهم.ولكن هذا لا يعني ان كل ما يجبر على التلفظ بهذه العبارة في اوقات وظروف معينة هو بالضروري انسان متسرع.. ابدا فنحن نقولها احيانا على سبيل المزاح والمداعبة ولكن ربما اجمل مافيها حينما تقال من قبيل الدلال ممن تحب انت وتود وترتاح اليه بل ربما قلت في نفسك ليته يكررها من حين لآخر لان تلفظه بها له شكل ومذاق آخر يدل على انه (يمون) عليك أليس كذلك؟ وان شئت ان تعيش هذه العبارة وترسم البسمة على شفتيك فعد بالذاكرة للوراء قليلا.. تذكر تلك المواقف الطريفة التي تذكرك بتلك العبارة. هل مر بك شيء منها؟ منذ متى؟ وهل تكرر معك؟ وما المناسبة؟ان مثل تلك الذكريات مفيدة احيانا بالنسبة لنا لاننا من خلالها نعرف انفسنا اكثر واين كنا واين اصبحنا بل نعرف من خلالها اولئك الاشخاص الذي كانوا معنا واثروا فينا.كل ماعليك الان ان تهيئ نفسك للتفكير ولكن لابد ان تبتسم اولا لان العبارة جميلة ولطيفة وتستحق ان نضحك من اجلها والباقي عليك.همسةصحيح انني احياناوفي ظروف قاسيةفي مواقف مؤلمةوفي اوقات محرجةولاسباب خارجة عن ارادتيورغما عنيقد اعتب عليك بقوةقد اغضب منكوارفع صوتي عليك بشدةقد اقول لك كلاماانا نفسي لا اصدقانني قلته لكولا ارتضيه لنفسيقد اقول لكلاتكلمني بعد الانابتعد عنيانس ما كان بينناانس انك تعرفنيكل يذهب الى حالهاقول لك ذلكوربما اكثر واكثر@@@ولكن ارجوكصدقني في كل شيءاقوله لكلب لي كل ما اطلبه منكالا حينما اقول لكلا تكلمنيالا حينما اطلب منكان تقاطعنيفلا تصدقني حينهامهما كنت جادة معكمهما رجوتكأي تحقق لي ما اريدفي تلك اللحظة@@@لانني حينهاورغما عنيلا اعي نفسيلا اعرف من انا@@@حينها لا بأس ان كذبتنيفلن ألومكولكن بينك وبين نفسكهاه؟@@@حينها لن ازعل منك ولن اعتب عليكولكن لا تشعرنيولو للحظة واحدةبأنك لم تكذب خبراحينما طلبت منكما اريدوكأنك تنتظر ما اقوله لكلتنفذه فوراودون ترددبل وبكل سعادةصعب علي ما اقولهولكن ارجوكصدقني في كل شيءالا حينما اطلب منكان تفارقنيوينتهي كل مابيننا@@@حينها اعتبرني لم اقل شيئااعتبر انك لم تسمعنيبل ولم ترني تلك اللحظةفأنا لا اقوى على ذلكلا اتحمله منكلا اتصور نفسي ابدامن دونكفي هذه الحياةلا اتخيل نفسي مطلقامن دون روحيمن دون نفسيفي هذه الدنيااقول ذلك كلهلانني لا اريد ان اخسركلا اريد ان افيقذات يومولا اراك بجانبيتساعدني وتشد ازريلا اريد ان افيقذات يومواواجه بحقيقةانك لم تعد معي ولي@@@لا اريد ان اكتشفولو للحظة واحدةانني كنت اعيش حلماوانني كنت اجريوراء سراب خادع@@@قد تصر عليوقد تقول لي:ارفق.. ارفقانك تعيش حلمافليكن ذلكولم لا؟ان كان يذكرني بكويجمعني معك@@@ليكن حلما كما تقولولكن ارجوكلاتوقظني منهلا تفسده عليفانا لم اشبع منهلم ارتو منه بعد