مسؤول أمريكي: صدام كان 'شديد الحذر' خلال استجوابه حول قضية الأسلحة
قال مسؤول اميركي ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي استجوب في سجنه بتهمة محاولة اعادة تشكيل البرنامج العراقي لصنع اسلحة دمار شامل، بدا "رجلا شديد الحذر". ووصفه بانه "رجل يمتلك حسا عاليا لاستخدام السلطة".ورأى ان الرئيس العراقي السابق سيكون بالتأكيد مقنعا خلال محاكمته.واضاف هذا المسؤول الاميركي الذي كان يتحدث امام صحفيين وطلب عدم الكشف عن اسمه ان صدام حسين "رجل حذر جدا". وجاء تصريح المسؤول الاميركي قبل نشر تقرير فريق المفتشين برئاسة تشارلز دولفر بشأن اسلحة الدمار الشامل في العراق.واضاف هذا المسؤول ان عنصرا واحدا من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) كلف استجواب صدام حسين على أمل ان يؤدي اختيار شخص واحد الى التقرب من الديكتاتور السابق لمساعدته على الكشف عن معلوماته.وتابع ان اي وعد لم يقطع لصدام حسين لقاء تعاونه مع المفتشين الاميركيين المكلفين البحث عن برامج التسلح العراقية. وروى هذا المصدر ان "كل ما كان بوسعنا تقديمه اليه كان الفرصة لمساعدته على اعادة رسم صورته وقلنا له هل تريد ان يتذكرك الناس وفقا للصفات التي تنقل عنك حاليا او تريد المساهمة في اعادة رسمها شخصيا؟. وتابع ان صدام "لم يستفض" مع ذلك في موضوع برامج الاسلحة الكيميائية والبيولوجية او النووية.واضاف المسؤول الاميركي ان الديكتاتور السابق تحدث عن التهديدات التي كانت تحدق بالعراق كما كان يراها شخصيا معتبرا انه "بالنسبة اليه وللعراق عموما فان ايران تشكل خطرا فعليا حاليا".واشار الى ان صدام حسين كان يعتبر ان اسرائيل تشكل تهديدا ثانويا. وتابع المصدر نفسه "ما قاله هو انه كان واعيا جدا للبرنامج الايراني برنامج اسلحة الدمار الشامل وانه كان ينوي القيام بالمثل لمعادلته". وحسب المحققين الاميركيين، فان صدام حسين وشركاءه كانوا على قناعة بان اسلحة الدمار الشامل تشكل عنصرا اساسيا للاستمرار بالنسبة للبلاد بعد الحرب مع ايران (1980-1988) والتي تمت تجربتها خلالها.وعززت هذا الرأي حرب الخليج الاولى (1991) حيث قررت الولايات المتحدة عدم دخول بغداد. ورأت القوات العراقية في ذلك تخوفا من جانب الولايات المتحدة من ان يتم استخدام الاسلحة الكيميائية ضد قواتها.واعتبر تقرير دولفر ان العراق تخلص من اسلحته في ديسمبر 1991 حين قرر ان أولويته الرئيسية هي اخراج البلاد من الحظر الدولي المفروض عليه حتى لو كان الثمن ارجاء برنامج التسلح. وقال دولفر ان صدام حسين كان بطيئا جدا في رده على تداعيات اعتداءات 11 سبتمبر ضد الولايات المتحدة عام 2001.وفي العام 2002 ألقى خطابا تساءل فيه حول اسباب ارغام العراق على التخلي عن اسلحته في حين ان الدول المجاورة له تملكها في اشارة الى ايران واسرائيل.واضاف المسؤول الاميركي انه "حين سألناه لماذا ألقى هذا الخطاب اذا كان لا يملك الاسلحة" رد صدام بانه كان يريد الابقاء على الغموض. وتابع المسؤول نفسه ان العديد من المسؤولين العراقيين فوجئوا حين قال لهم صدام حسين عشية اندلاع الحرب "في الواقع يا رفاق ليس لدينا اي اسلحة".واضاف ان "الغموض الشديد كان يحيط بمسألة معرفة ما اذا كان العراق يمتلك او لا يمتلك هذه الاسلحة حتى في صفوف اعلى المسؤولين في الحكومة العراقية".