المعلمات المغتربات: مائدة الاهل لا يعادلها شيء
الغربة تحمل في طياتها دلالات المعانة والتعب وحرقة غياب الاهل والاصدقاء تضطر فئات من المجتمع للوقوع في هذه البوتقة نظرا لظروف العمل او حاجات الدراسة.ولان رسالة التربية والتعليم حق لكل ابناء الوطن في مختلف قراه وضواحيه ويقوم بهذه المهمة السامية شريحة من ابناء الوطن الا ان الحال بالنسبة للرجال قد لا يكون مؤثرا تأثيرا يوازي غربة المرأة والتي تعودت خلال ثقافة مجتمعنا على احضان الاسرة وعنايتها الفائقة.التقت (اليوم) ببعض المعلمات المغتربات للتعرف على الحياة اليومية للمعلمة المغتربة في شهر رمضان الكريم فكان الاستطلاع التالي:شعور بالحنينتقول المعلمة مريم محمد انا من الاحساء ورغم ان الاحساء لا يفصل بينها وبين الدمام سوى 140 كلم 2 تقريبا الا انني اعيش هنا مغتربة عن البيت الذي ولدت فيه وعن اخواني واخواتي وامي وابي, اعيش مع خالتي في بيتها, ورغم ان ابناء وبنات خالتي يعاملونني معاملة حسنة كاخت لهم الا انني احس بالحنين والشوق الى الوالد والوالدة وخصوصا في هذا الشهر. كما اتحسر علىنفسي عندما تغيب الشمس ويؤذن المؤذن للمغرب عندما لا احضر الفطور على مائدة بيتنا.وعن برنامجها اليومي تقول بالنسبة لي فانني اعود الى منزل خالتي قرب العصر واساعد خالتي في بعض اغراض الفطور الخفيفة.سارة معلمة من الجنوب تقول اشعر بالحنين الى مدينتي وما يخفف علي المصاب هو انني اعيش عند اقارب والدي هنا في الخبر ولكنني اتمنى ان اعود الى الجنوب وفي الحقيقة ان النقل لم يأت لمدة ثلاث سنوات وهذه الاعوام الثلاثة اصوم وافطر بعيدا عن مائدة بيتنا الصغير الذي يضم ابي امي واخوتي الثلاثة.اتلهف على قدوم يوم العشرين من رمضان لكي اتمكن من السفر اليهم وقضاء باقي ايام هذا الشهر الكريم.. واضافت انني كمعلمة ارجع من الدوام متعبة جدا مما يعني ان آخذ قسطا من النوم قبل الفطور وهذا الامر يحرجني كثيرا مع من اسكن معهم ولو انهم لم يشعروني باي شيء حيال عدم مساعدتي معهم في الطبخ ولكنني اشعر بالخجل عندما يأتي وقت الفطور وافطر معهم على المائدة وكم تمنيت ان يسعفني الوقت والجهد لاساعدهم في اعمال المطبخ.روتين يوميخلود تقول انا اعيش بعيدة عن اهلي واخواتي منذ ما يقارب العامين وفي الحقيقة ان الفطور والسحور مع الاهل لا يساويه اي شيء ولكن الحال هو انني اعيش الان هنا بعيدة عنهم ويجب ان اعود نفسي على ذلك.انا اعيش في منزل عمي ولدي ابنة عمي التي اعتبرها اختي وصديقتي وانيستي.اعود من المدرسة وادخل مع زوجة عمي وابنة عمي في المطبخ وأساعدهما في اعداد مائدة الافطار بعدها احاول ان انام بعد المغرب قليلا قبل الذهاب برفقة زوجة عمي وابنتها الى المسجد لصلاة التراويح وهكذا اقضي وقتي, وبعد ان تأتي من صلاة التراويح اشغل وقتي في اعداد وتحضير الدروس وتصحيح دفاتر الطالبات وانام مبكرا قرابة الـ الساعة 12 ليلا لاتمكن من النهوض الساعة الثالثة والنصف لتناول السحور وبعد السحور اجلس لقراءة القرآن حتى وقت الفجر وبعد الصلاة ارجع ثانية للنوم حتى الساعة التاسعة موعد المدرسة وهكذا حالي كل يوم من ايام رمضان.للمة العائلةهديل تقول انا اعيش هنا للسنة الرابعة ولم تسعفني استمارات النقل من الانتقال الى مكان نشأتي بالطائف, اعيش هنا مع والدتي في بيت اخي المتزوج ومع ابنائه الثلاثة, ابي يعيش هناك مع اخوتي الثلاثة وزوجته الثانية في الطائف. صحيح انني اصوم وافطر بتواجد والدتي واخي الاكبر ولكنني مشتاقة جدا للمائدة الرمضانية في منزلنا الكبير في الطائف, ومشتاقة للمة عائلتنا ابي واخواني وامي وزوجة ابي حيث ان ابي عودنا جميعا على هذا النظام منذ سنين كلنا نجتمع على المائدة صغيرنا وكبيرنا وبالنسبة الى اعداد مائدة الافطار هنا فانني لا استطيع ذلك لانني ارجع الى المنزل مرهقة جدا ولا اتمكن من عمل اي شيء سوى ان اضع رأسي على السرير واخلد للنوم حتى وقت الاذان لصلاة المغرب بعدها اقوم بمساعدة زوجة اخي في تنظيف الصحون ولكنني في السحور اساعدها في الطبخ كل ليلة وهكذا حالنا نحن المعلمات اجهاد وتعب لا يمكناننا من اعداد مائدة الافطار وفي الحقيقة الله يكون في عون زميلاتنا المتزوجات واللاتي لا يوجد لديهن خادمات تساعدهن في اعداد مائدة الافطار.مائدة الأهلفاطمة تتحدث عن معاناتها مع الغربة عن اهلها منذ اربع سنوات وتقول انني اشعر بالغربة خصوصا في هذا الشهر الفضيل, فهو شهر يجمع الاهل والاحباب على مائدة الافطار والسحور وانا اعيش هنا وحيدة برفقة اخي الاصغر المتخرج من الثانوية نعيش وحدنا في شقة صغيرة, لا نتمكن من اعداد شيء للفطور فاخي يجهل امور المطبخ بالكلية وانا اعود قرب العصر ولا اتمكن من اعداد سوى القليل من اغراض الفطور فنضطر الى الاكل من المطعم بصفة يومية مثل الباشمل والارز مع الدجاج او اللحم ولكن في وقت السحور واذا لم يكن لدي اية امور متعلقة بالمدرسة كتحضير او تصحيح مكثف اقوم بعمل السحور وفي كثير من الاحيان نبقي من اغراض الفطور لنأكله في السحور.وعند كل افطار نسترجع انا واخي ذكريات الاهل ومائدتنا المتعددة بأنواع المأكولات والمشروبات من طبيخ الوالدة اطال الله عمرها وكم اتمنى العودة الى الاهل قريبا في اجازة العيد.