صحيفة اليوم

بيارق الأمل

عزيزي رئيس التحريرتسعد اوقاتنا لحظات نشجي انفسنا فيها، نحس باطلالتها الرغدة علينا، وقد احاطتنا بطلاوة لحظاتها.. تربأ عن نفسها بوادر التغيير، وقد اكتنفت من حولها بمرارة السنين، حلاوتها نابعة من صفائها وجمالها متوطن طيات قلبها، فأبرقت بحنانها لتجاوزه الى من حولها وتسعد به غيرها، ولا تصفو حياة دون تخلل لحظات في رحابها، والسباحة في شاطئها المنساب على حياة كيد حانية تربت عليك انها لحظات لا تقدر وسعادة بالغة لا توصف ان يكون عنوان حياة قد سطر بمعاني الفرح الكامل، وعقول تطيش من الحيرة عند ورود نبأ السعادة الكاملة، وقلوب تتفجر غيظا وقد ملأتها الاحقاد ان تسمع افراحا ترفرف على معاني الحياة، وما هي الحياة؟! سوى لحظات نعايش عصرها، لحظات معدودة واوقات محدودة، الا يجدر بنا ان نوليها قسطا من حقها الغائب وسط اكوام الحزن المثقل على القلوب، والكوارث المتراصة على ساحات الحروب، يخيل لي الحياة وقد بدت طائرا مغردا يصدح بصوته الندي في قلب قفص مظلم كئيب، تناوشه ظلمة مرعبة وقد تلبد بتغريدة عن فزع تملك قلبه،وهو في كل لحظة يتأمل الغيوم الملبدة لنور الشمس، ويفاءل نفسه بساعة تنقشع فيها تراكمات الغيوم، وتسطع من خلفها انوار الشمس لتحدق بنا الى ساعات اكثر تفاؤلاء وابشر لحظة ولا يحصي احد منا لحظات سعادته الا وجدها محصورة يستعرضها بين الفينة والاخرى، وتتراص امامه مواقف الكدر، وتخيم على قلبه ساعات الضيق والضجر، فلا انس نفسه وضيق خواطر الاخرين، فلا يحمل احد منا ثقال الجبال على رأسه، وباتت همومه التي لا يزيحها عن مخيلته، ومصدر احزانه التي لا تفنك عن ازعاجه، الا يكفي ان تحمله ما لا يطيق حتى تحمله اوتار الجبال، بحجم قبضة من اليد وقد اثقلت عليه خطوب واوجاع، الا تمنحه رحمة هو اجدر بساعاتها، ليتسنى له لحظات من الرقاد الهنيء بعد الحمل الكاهل، وليكن حالك كحال من تاه في غياهب الكهف، طريقه ممتد مظلم، عاصف بالمخاطر والقلق يعتصره من كل صوب، وهو يعكف في سيره، وكأنما احد يقوده، تجده في قلب تلك العتمة، وقد حدث نفسه بالوصول الى بر الامان، وهو يعيش على هذا الفأل حتى يصل سالما، بعدما كاد الظلام يخنق عليه مسالك الامل، لم لا يكون حالنا كحال ذلك التائه!!، لا يعدو بعضنا ان يحصر فرج الحياة، وهو يرقد على فراشه الوثير محاطا بارائك ناعمة، ولا يغدو يفكر بحرص لما يسري حياته ويفك مناط العقد المتحلقة بسواد فاحم، خيل لاحدنا ان الشمس تسد بقبضة اليد فتقلص نورها وخفت سطوعها، هي المعضلة التي تسد بيارق الامل الملوحة امام الاعين، لا يبصرها من انشرحت نفسه لحياة جديدة يحيا على اطلال حياة قديمة رثة اثوابها ممزقة نواصيها، الامل نهر عذب، وسلسبيل فرات، حاز السعادة من نال شربة منه، وسرت حياته ساعات البشر والاماني، تشرق بظلالها على حياته ساعات وساعات، تنصهر في بوتقة الخلود المشرق، تلقي بحيز سعادتها في الاضواء، لا تبحر في مركب الاحزان خلف ركام الماضي تبوء منها سقما تتخبط فيها كالغريق لاتجتر الاشجان.. تبكي منها كالنعيق.. تأمل رايات الخلود.. تغدو في قلبك كل حين.. مبددة ظلمة السحيق.. سابحة في سماء في ساعات الشفق المريب.. عتمة الماضي ترنو.. تزيد من هوة الصريخ.. هيام يفتت.. ويصرخ من كل الخطوب.. ينادي بصوت الحنين.. شاقا مكامن السبيل.. لا تفلح فيما قدمت.. فاوان ما تخشى.. يحين في لحظات ويسري فيه القلق الدفين.. لا تتوانى عن الخطب. فحياة سيرها نصب.. لا ترمز الوقوف.. فهي لحظات مشاق وتعب.. تربو بعدها منال العجب.@@ احمد خالد العبدالقادر