صحيفة اليوم

مساحة

في دورة الشاعر العيوني علي بن المقرب كان اجتماع عربي لحمته الثقافة وسداه المحبة. كانا مقربين: المقرب (بفتح الراء) والمقرب (بكسر الراء) اما الاول فشاعر العيون الذي طواه التاريخ زمنا اذ كان بمنأى عن حواضر اعلى التاريخ من شأنها فلم يشفع له شعره ان تتردد اصداؤه. بين الناس حتى هيأ الله له مقربا آخر هو شاعر ايضا، شاعر كلمة وهو شاعر موقف كذلك. له من رهافة الحس ونبل المقاصد ما دفعه الى تسخير نفسه وماله مختارا لاغراض نبيلة الفت حوله القلوب فتالفت بوجوده حتى غدا بلطف صنائعه مقربا بين ابناء امة طالما اسقمها الشتات. تحية تقدير واحترام لا حدود لهما للاستاذ الشاعر عبدالعزيز بن سعود البابطين (المقرب). وتهنئة خالصة للدولة الكويت على سفيرها الى قلوب ابناء العروبة جميعا سفير محبة وثقافة وخلق عظيم. لم اكن قد التقيت بالرجل قبل هذه الدورة وكنت اكبره لما سمعت عنه وما رأيت من اهتمامه بالثقافة العربية اهتماما منقطع النظير، حتى اذا لقيته لقيت منه ما زاد اعجابي به على اعجاب. رأيته كيف يختلط بضيوفه ويجتهد في التلطف لهم ويحرص على مخاطبتهم باسمائهم، كل ذلك بتواضع جم يثير الاعجاب. لست ادري كيف ساقه الله الى المائدة التي اخترتها مع صاحبي وكيف راح يحدثنا بفرحة غامرة نالته حين انجز معجم الشعر, وكيف طار النوم من عينيه من شدة الفرح، وجملة من الذكريات رواها لنا حتى تمنى عليه بعض الحاضرين ان يدونها.شاعر يطربه الشعر ولكنه حرم ان يسمع اطراء لذاته او مديحا للعاملين بصفه. نزه الشعر واراد السمو وان يكون العمل الجاد خير رسالة تفصح عن مكنون ذاته. واما الدورة نفسها فقد جاءت محققة لاغراضها كل التحقيق فقد جمعت بين اعمال بحثية جادة تبارى فيها الباحثون باحسن ما وفقوا اليه فكانت معرضا كاشفا للقدرات وان كنا نود لو اتسع صدر بعض الباحثين لبعض المكاشفات والمداخلات التي ان لم يجدها ترأب صدعا او تقيم معوجا فهي على اقل تقدير وجهة نظر محتملة للصواب وغيره. وهيأت هذه الدورة فرصة للمثقفين للقاء وتجديد التعارف وتبادل الخبرات. اما الهدية التي فاز بها ضيوف اللقاء فهي مجموعة من الكتب التي اصدرتها مؤسسة جائزة البابطين واهمها ديوان ابن المقرب في مجلدين كبيرين طبعا طبعا فاخرا.فجزى الله العاملين على هذه المؤسسة خير الجزاء