واشنطن ـ أ ف ب

جون ادواردز .. والحلم الأمريكي

يجسد جون ادواردز الخمسيني المتحدر من وسط عمالي في جنوب الولايات المتحدة الحلم الأمريكي بعدما اصبح محاميا مليونيرا ودخل مجلس الشيوخ واشتهر خصوصا بطلاقة لسانه.ويلعب ادواردز صاحب التفاؤل المشرق كما تصفه وسائل الاعلام الأمريكية، بحماسة دور نائب المرشح الديمقراطي الى الرئاسة الأمريكية جون كيري. ويتكامل الرجلان اللذان تنافسا في انتخابات الحزب الاولية: فالاول دخل عالم السياسة منذ ست سنوات فيما يمارس الثاني السياسة منذ 30 عاما، الاول ابن عامل فيما الثاني ابن دبلوماسيين، كما ان الاول منشرح الوجه فيما الثاني لا يتخلى لحظة عن رصانته. وتقاسم جون كيري وجون ادواردز الادوار خلال الاسابيع الاخيرة من الحملة الانتخابية، فعقد كل منهما على حدة لقاءات وتجمعات املا منهما باجتذاب عدد اكبر من الناخبين في الولايات التي تشهد اكبر قدر من المنافسة. وتولى جون كيري التشديد على المواضيع الرئيسية في برنامجه وشن الهجمات العامة على ادارة بوش، فيما تصدى جون ادواردز للهجمات اليومية الموجهة الى المعسكر الديموقراطي، مثل ذلك الاعلان التليفزيوني الجمهوري الذي يصور مجموعة من الذئاب تتربص الولايات المتحدة للانقضاض عليها عند اول بادرة ضعف تصدر عنها، فوصفه الجمعة بانه خسيس. وتمكن ادواردز بصورة اجمالية خلال مناظرته مع نائب الرئيس المنتهية ولايته ديك تشيني في الخامس من اكتوبر من اثبات اطلاعه الواسع على مختلف الملفات بدون التخلي عن ابتسامته، فاكتسب مصداقية تجعله جديرا بنيابة الرئيس الأمريكي.ولد جون ادواردز في 10 يونيو 1953 في كارولاينا الجنوبية، الولاية التي يسيطر عليها الجمهوريون منذ الستينات، وكان والده عاملا في النسيج. وحقق ثروته بفضل عمله كمحام بارع ولا يزال الصحافيون المتابعون للشؤون القضائية يذكرون براعته الخطابية التي مكنته على الدوم من الفوز بتعاطف لجنة المحلفين. ويؤكد السناتور عن كارولاينا الشمالية اليوم بلهجته الجنوبية القوية انه كان يدافع عن صغار في مواجهة كبار، وان معظم موكليه كانوا ضحايا حوادث او اخطاء طبية، مما جعله عرضة لعداء بعض اوساط الاعمال. وتمكن جون ادواردز خلال عشرين عاما من النشاط المهني من استصدار احكام بدفع تعويضات بقيمة 152 مليون دولار في 63 ملفا، بحسب ارقام تجمعها جمعية اترا التي تتصدى للمحاكمات بتهمة المسؤولية المدنية والتي تتهمه اليوم بانه يدعم بشكل متطرف برنامجا ضد الشركات. ودخل ادواردز (51 عاما) الكونغرس الأمريكي في عام 1998 بعد سنتين على مقتل ابنه وايد (16 عاما) في حادث. وكلف التصدي للاجراء الذي باشره مجلس الشيوخ لاقالة الرئيس السابق بيل كلينتون، فاثار انطباعا قويا لدى استجوابه مونيكا لوينسكي ومستشار الرئيس فرنون جوردان. ويدافع ادواردز عن قيم العمل والعائلة والايمان والمسؤولية التي تلقى احتراما في الولايات الجنوبية. وقال في نهاية سبتمبر في اوهايو ان العديدين منا غاضبون ازاء ما فعله جورج بوش وديك تشيني ببلدنا العظيم (..) لكن الغضب لم يغير أمريكا يوما، بل افعالنا هي التي تغيرها. وبشر بقدوم عهد جديد حيث لن يعود طفل يقرأ اليأس في عيون والديه وهم يفرزون الفواتير على طاولة المطبخ، بل سيؤمن في الوعد الأمريكي وهو ان العمل والمسؤولية وحب العائلة يمكن ان تولد مستقبلا ملؤه الامل والنعمة.