طهران ـ اليوم ـ واس

العراق أصبح مسرحا لجرائم بحق الإنسان وجميعنا خسرنا دوره الحيوي

بدأت امس في طهران أعمال مؤتمر وزراء داخلية دول الجوار للعراق والتى تضم المملكة العربية السعودية والكويت والاردن وسوريا وتركيا وايران بالاضافة الى مصر والامم المتحدة.ويرأس وفد المملكة الى المؤتمر صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.وقد القى صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز كلمة في أعمال المؤتمر أعرب فيها عن تقديره للجمهورية الاسلامية الايرانية قيادة وشعبا لاستضافتها لهذا الاجتماع المهم لدول الجوار للعراق الشقيق.وقال ان ماحل بالشعب العراقى الشقيق من أعمال قتل وتشريد وترويع للامنين وفوضى جعلت الارض العراقية مسرحا لجرائم عديدة بحق الانسان العراقى وكرامته وأرضه وعرضه.. وبات ذلك متاحا لكل من يدعى الدفاع عن العراق والعراقيين سواء من أبنائه الذين يبررون أفعالهم بمحاربة القوى العسكرية فيه وردع من يتعاون معها.. أو ممن يدعون أنهم يهدفون بافعالهم الى استقرار العراق والتصدى لمن يقف في سبيل تحقيق ذلك.. وأصبح العراق وشعب العراق الضحية الحقيقية لاصحاب تلك النوايا التى حرمت أبناء العراق من نعمة الامن والاستقرار والحقت بهم خسائر فادحة نالت من معنوياتهم وثقتهم في مستقبل واعد كغيرهم من شعوب هذا العالم.. وفي الواقع لم يعد الوضع العراقى يشكل خطرا على مستقبل العراق وأبنائه فقط.. وانما بات تهديدا واضحا وخطيرا على الامن والاستقرار في المنطقة.. وعلى الامن والسلم الدوليين بحكم أهمية ومكانة هذه المنطقة في المجتمع الدولى وتأثيرها على مناحى الحياة فيه.. وهو مايتطلب من الجميع وفي مقدمتهم دول الجوار الوقوف الى جانب العراق في محنته ومساعدته في تجاوزها والعمل على كل مايسهم في تحقيق أمنه واستقراره وسلامة أبنائه ومقدراته وهو واجب يمليه علينا ديننا الحنيف وتدعو اليه قيم الاخوة والجوار والانسانية.وأضاف سموه يقول: ان في افتقاد العراق لامنه وتعطيله عن دوره المهم والحيوى في محيطة العربى والاسلامى والانسانى خسارة لنا جميعا لما قد يتركه ذلك الوضع من أثر سلبى على الاستقرار في هذه المنطقة الحساسة من العالم وتعريض أوضاعها الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لاشد المخاطر.. ولكننا مع كل ماحل بالعراق واثقون كل الثقة في قدرة أبناء العراق على تحمل مسؤولياتهم تجاه وحدة وطنهم وسلامة أراضيه واستقلاله لكى يتجاوز هذه المخاطر ويخرج منها باذن الله تعالى قويا متحدا.وأكد سمو وزير الداخلية على أن مواجهة ظاهرة الارهاب وخطرها المدمر على الفرد والامة لن يتأتى فقط باغلاق الحدود ومنع تسلل الارهابيين على الرغم من أهمية ذلك ووجوبه.. ولكن لابد أن يكون هناك فهم حقيقي لابعاد هذه الظاهرة وأسسها الفكرية والعقدية ودوافعها ومن يقف وراءها.. ووجود تعاون جاد من كافة الدول والهيئات والمنظمات والشعوب في التصدى لخطر الارهاب والارهابيين الذى لا يستثنى أحدا في تحقيق غاياته الشريرة والذى بات وسيلة حرب يستثمرها الاعداء في تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه في حروبهم التقليدية.كما شدد سموه على ان مكافحة الارهاب أيا كان مصدره والمتضرر منه يقع في صلب أوليات ديننا الاسلامى الحنيف وفي مقدمة مصالحنا الوطنية العليا وان الاحداث التى شهدها العالم مؤخرا ويعيش تداعياتها تستوجب من دولنا التشاور والتنيسق المستمرين حيال ما أصبح يعرض أمن المنطقة لاشد المخاطر.واستطرد سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز قائلا: وفي الحقيقة على الرغم مما بذل وتبذله دولنا من جهود كبيرة متواصلة لمحاربة الارهاب بكل دوافعه وأشكاله.. الا أن ما تقوم به اسرائيل في الارض الفلسطينية يمثل مصدرا من مصادر التأجيج الارهابى.. ولا شك أن مما يضعف من روح التضامن في حرب مكافحة الارهاب هو تجاهل حقيقة ما تمارسه اسرائيل من أعمال ارهابية على نحو سافر وفي حق شعب أعزل فقد كل مقومات الحياة وأصبح يواجه حربا جائرة تريد أن تستأصل انسانيته وكرامته بعد أن سلبته قوت يومه وليلته وجردته من الملبس والمسكن وجعلته يعيش ظروفا معيشية صعبة.كما أن مما يضعف جهود مكافحة الارهاب تجاهل أن دولنا في مقدمة الدول التى بذلت جهودا متميزة في التصدى للارهاب والارهابيين ومنذ زمن بعيد سبق ما شهده العالم من أحداث مؤخرا.. وهى أيضا في مقدمة الدول المتضررة من الارهاب الا أنها في نفس الوقت الذى يطلب منها مساندة الجهد الدولى في مجال مكافحة الارهاب تواجه حملات شرسة تتهمها بالارهاب عقيدة وانتماء.. وباتت تحاكم أمة بأفعال أفراد خرجوا عن الجادة ولا يمثلون أممهم أو دينهم الذى يحارب الارهاب ويستنكر العنف ويصون كرامة الانسان ويحث على اللين في القول والتعامل ويقوم على العدل والانصاف والسماحة وحسن المعاملة.وكان معالى وزير الداخلية الايرانى عبدالواحد موسوى لارى قد استهل أعمال المؤتمر بكلمة أكد فيها ان العمليات الارهابية وخطف الافراد والتفجيرات في العراق لا تؤدى الا لاستمرار تواجد القوى الاجنبية في هذا البلد.وأعلن معاليه عن استعداد بلاده للتعاون بشأن التصدى لظاهرة تهريب السلاح عبر الحدود مع العراق وتعزيز عملية ضبط الحدود للحيلولة دون تسلل الارهابيين الى العراق واعادة تأهيل الشرطة فيه.وقال ان بلاده تدعم الشعب العراقى لتقرير مصيره وأنهاء تواجد القوات المحتلة في العراق معلنا في الوقت نفسه تأييد بلاده لاجراء الانتخابات في العراق في موعدها المحدد.والقى نائب الرئيس العراقى ابراهيم الجعفرى كلمة أمام المؤتمر ابرز فيها ما يمر به العراق من ظروف عسيرة مشيرا الى ان العملية الامنية في العراق اصبحت معقدة للغاية.واستعرض الجرائم التى ارتكبها رئيس النظام العراقى السابق بحق دول الجوار والشعب العراقى.ودعا الى ارساء الثقة والمحبة بين الدول المجاورة للعراق موضحا ان ابناء الشعب العراقى سوف لن ينسوا وقوف دول الجوار الى جانبهم في هذه الظروف الصعبة.كما القى معالى وزير الداخلية العراقى فلاح النقيب كلمة اكد فيها ان الحكومة العراقية ذات سيادة وتحرص على سلامة ابناء الشعب العراقى.وطلب من دول الجوار مساندة العراق في عملية ضبط الحدود لمنع تسرب الارهابيين الى هذا البلد. وفي تصريح صحفي، قال صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز ان توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين ـ حفظهما الله ـ تقضى بالتعاون الكامل والعمل من أجل تحقيق أمن العراق ومن أجل أن تكون المملكة مصدرا مريحا للعراق ومن ذلك ان يشارك سموه اخوانه العراقيين في الوصول الى اكثر ما يمكن من نتائج عملية مفيدة في ظل الظروف الحالية.وقال سموه اننى كلفت بنقل تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الى القيادة الايرانية وكذلك التعاون مع ايران في هذا الخصوص.وأكد سمو وزير الداخلية في إجابته على سؤال عن الخطوات الرامية الى السيطرة على الاوضاع في العراق بأن ذلك أمر يخص العراقيين ورأى سموه انه لن يسيطر على ذلك سوى السلطات الموجودة في العراق وقال نحن على اتم الاستعداد لمساعدة العراق في تحقيق أمنه وهذا مانتمنى أن يكون منا جميعا كدول للجوار مع العراق والا يأتي للعراق منا أى اذى وهذا ما سنعمل عليه في هذا المجال.وأشار سموه الى انه سيتم بحث معالجة موضوع من يتسربون الى العراق ويتدربون على العمليات الارهابية ويعودون منها كما كانوا في افغانستان وقال اننا نؤكد للعراق بالعمل على أن لا يأتى للعراق أى اذى من دولنا وأن نحافظ ونقدم لهم أية مساعدة نستطيع تقديمها.وقال سمو الامير نايف بن عبدالعزيز نتمنى ونطلب من السلطات العراقية بان أى مواطن من المملكة العربية السعودية يقع في يد السلطات العراقية ياخذون منه ما يريدون ثم يسلمونه لنا لانه بالتأكيد تأثر وتشبع بالتوجيهات الارهابية.. فيهمنا ان نعرف ما لديه ونتعامل معه مثل ما نتعامل مع الاخرين من ناحية الوصول الى الحقائق ومن ناحية احالته للقضاء ليقول ما يراه فيه.ورأى سموه ان تسلل بعض الارهابيين الى العراق امر حاصل وقال اننى اتكلم باسم المملكة والخشية من أن يكون أكثر.. هذا أمر يهمنا.. واذا كنا على أتم الاستعداد لمساعدة العراق فنرجو أن يأخذ هذا بعين الاهتمام وأن لا يكون العراق مكانا لتدريب الارهابيين وقد يكونون سعوديين مثل ما كان في افغانستان.وفي رد سمو وزير الداخلية على سؤال عن امكانية تدريب الشرطة العراقية في المملكة قال سموه نحن يسعدنا أن ندرب الشرطة العراقية تدريبات أمنية.. والمملكة ستقدم ما تستطيعه من مساعدات للاشقاء في العراق.استقبالات في طهراناستقبل صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بمقر اقامة سموه بقصر سعد اباد في طهران مساء امس مع معالي وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب. وجرى خلال اللقاء بحث اهم القضايا المشتركة بين البلدين الشقيقين والمستجدات على الساحتين الدولية والاقليمية. حضر اللقاء الوفد الرسمي المرافق لسمو وزير الداخلية.وشرف سموه حفل العشاء الذي اقامه معالي وزير الداخلية الايراني عبدالواحد موسوي لاري تكريما لوزراء داخلية دول الجوار للعراق الذين يعقدون اجتماعهم حاليا في طهران. وحضر حفل العشاء الوفد الرسمي المرافق لسمو وزير الداخلية.