تكتبها :فوزية بنت عبدالله المهيزعي

قطوف

الشباب.. القضية الدائمة الطرح في الاعلام بجميع قنواته.. سواء المرئي او غير المرئي.. نجد المتحدثين والمتحدثات في معظم البرامج والكتابات يوجهون اللوم عليهم من حيث اللامبالاة.. وعدم الاحساس بالمسئولية والمشاغبة بجميع صورها.. (التفحيط التدخين.. المعاكسات.. الخ) لماذا النظرة السلبية للشباب؟ يجب ان ينظر الى الحالات الايجابية (الشباب في المساجد.. شباب يعملون لمساعدة اهاليهم.. شباب كادح... شباب متطوع للعمل في الجمعيات الخيرية..) ولكن قبل ذلك هل سألنا انفسنا هل كان دورنا معهم ايجابيا كمربين في البيت والمدرسة لاننسى ان جزءا كبيرا يقع على عاتقنا تجاههم.. نعم ارجو الا تستغربوا.. هل سأل اي منكم نفسه..هل عقدت جلسة حوار مع ابنائي وبناتي بعقل وقلب مفتوح.. دون توجيه اتهامات.. او نصائح بصفة دائمة.. او ادرس.. لا تركض.. يجب ان تكون الاول في الفصل.. ابن جارنا الاول.. اين مكانك!! الخ حيث تحول الحوار بين الاباء والامهات والابناء من واقع يومي نعيشه الى احلام لكثير منا بعد ان شغلتنا مسئوليات الحياة واخذ التلفزيون والمحطات الفضائية والنت ما تبقى لدينا من وقت..ولكن.. هل تم التعامل معهم برفق وحنان.. واضع تحت كلمة حنان خطين.. نعم.. الحنان شيء رائع.. ان تشعر به سواء بالعطاء او بالمعاملة وفي جميع الاعمار.. شعور لايمكن وصفه يشعرك بادميتك وان الدنيا بخير.. فما بالك بشاب مقبل على الحياة.. ويجب الا ننسى ان شباب اليوم معظمه خريج مدارس الخدم والسائقين.. واقول مدارس وليس مدرسة نظرا للتغير الدائم في الخدم.. نعم يتلقى منهم النصح والارشاد بدلا من الام والاب.. ويتعلم عاداتهم فاليوم خادمة فلبينية وسائق هندي وغدا اندونيسية وسائق سيريلانكي.. وهكذا.. اية ازدواجية هذه..اللهم احفظهم لنا.. كنا نلعب بالتراب امام المنزل بطفولة بريئة وحرية كاملة.. اما الان فشباب اليوم تربى على الرخام.. ولاتركض.. الاثاث جديد.. الطاولات زجاج..اي قيود هذه.. وتريدون شبابا منطلقا يعبر عن رأيه بحرية.. مجرد مقارنة بين الامس واليوم.. سوف تشفقون عليهم.التواصل الاجتماعي.. العلاقات الانسانية الحميمة.. اصبحت شبه معدومة.. فبعد ان كان البيت يضم الجد والجدة.. العم.. ويقومون مقام الاب والام.. اصبح هذا الشيء مفقودا.انا لا اطالب بتوقيف عجلة الزمن بالتطور.. فهذا محال.. ولكن يجب ألا نتخلى عن احتواء ابنائنا بالتربية الصالحة فهم ثروة الوطن..*مديرة الاشراف التربوي بالخبر سابقا عضو مجلس كلية العلوم بالدمام حاليا